- بدأت تعليمي منتصف الخمسينيات وكنا أطفالاً نلعب كرة القدم بين القبور
- ناظر مدرسة الكندي عاندني ونقلني إلى الأحمدي وهناك لقيت المصير نفسه
- أعمل في التدريس بالفترة الصباحية وأمارس الصحافة مساء
- اللجنة الكويتية اختبرتني في عمّان.. وقصيدة لأبي تمام كانت وثيقة قبولي
- عندما احتلت غزة رفضنا الذهاب إلى المدرسة تحت الإشراف الإسرائيلي ولم أرضَ عن نجاحي وقتها
- ولدت في غزة وبعد الاحتلال اليهود ضايقوا أهلها وفرضوا قيوداً شديدة على المزارعين
- بعد الثانوية العامة تم اختياري لأعمل مدرساً في مدرسة ابتدائية لثلاث سنوات
- قرار نقل الطالب من مدرسة والده المدرس صائب وفي مصلحة التعليم
- الإنتاج الزراعي تطور كثيراً في غزة حالياً بسبب الزراعة الرأسية ليصل إلى 10 أضعاف
- أعمل حالياً مدرس لغة عربية في إحدى المدارس الأجنبية
- بعد تخرجي في الجامعة تعاقدت للعمل مدرساً في ليبيا لكني لم أسافر لبعد المسافة
- مكثت في مدرسة المتنبي 10 سنوات وكان من بين طلبتها أبناء الشهيد فهد الأحمد وآخرون من أبناء الأسرة
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع المربي الفاضل عدنان مكاوي جرادة، ولد في قطاع غزة في فلسطين والتحق بمدارسها الهاشمية الثانوية التي أكمل فيها تعليمه الثانوي، حصل على الشهادة الثانوية العامة مرتين..! سافر الى القاهرة وأكمل تعليمه الجامعي .. يحدثنا عن قطاع غزة وعام النكبة عام 1948، تعاقد مع اللجنة الليبية ولكن لم يسافر وكان يرغب بالعمل في الكويت وحصل على ما يريد.
رجع الى غزة عن طريق رفح بعد عناء وتعب من اليهود.
سافر الى عمّان وهناك تقدم الى اللجنة التربوية وتم قبوله مدرسا للغة العربية ثم حضر إلى الكويت، واستقبلتهم اللجنة في مطار الكويت في شهر رمضان وسكن في مساكن العديلية لمدة 15 يوما وتم توزيعه الى مدرسة الكندي المتوسطة في الفحيحيل، وتسلم عمله والناظر فلسطيني.. واجه مشكلة مع الناظر ولم يمض عاما حتى نقل الى مدرسة الأحمدي المتوسطة ونفس المشكلة واجهها مع ناظر المدرسة، انتقل للعمل في «المتنبي» ومكث فيها 10 سنوات.
ماذا يقول ضيفنا عدنان مكاوي جرادة بعد توجيه الشكر للزميل منصور الهاجري ولجريدة «الأنباء»؟ هذا ما نتعرف عليه من خلال السطور التالية.
في مستهل اللقاء يتحدث المربي الفاضل عدنان مكاوي جرادة عن بداياته الأولى ومرحلة مولده ونشأته حيث يقول: ولدت في مدينة غزة جنوب فلسطين وهي مدينة ساحلية احتلها اليهود عام 1967 (حرب الأيام الستة) ومنذ عام 1948 حتى احتلالها عام 1967 كانت تحت الإدارة المصرية.
ولدت في غزة المدينة الصغيرة ومساحتها 400 كيلومتر مربع تقع على ساحل البحر المتوسط من الجهة الغربية وتبعد عن مدينة يافا بحدود 80 كيلومترا، مدينة غزة زراعية وتشتهر بزراعة الحمضيات والزيتون ولكن الاسرائيليين ضايقوا المزارعين بالماء والزراعة في الجهة الشرقية من غزة.
الإسرائيليون استنزفوا مياه غزة وفرضوا قيودا شديدة على المزارعين الفلسطينيين بحفر آبار المياه، ومعظمهم أصحاب السيارات فضلوا بيعها وتحولت الى أراض سكنية.
مدينة غزة تتبعها قرى من الشمال بيت حانون، جباليا بيت لاهيا وفي الجنوب دير البلح والبريح وسراط وخان يونس ورفح، وجميع المدن أصيبت بالضرر من اليهود، مع التطور تحولت القرى التي ذكرتها الى مدن ينطبق عليها وصف المدينة أكثر من القرية.
معظم السكان حاليا في جباليا لا يعملون بالزراعة، والزراعة لم تنته ومازالت هناك زراعات غزة فيها التوسع الزراعي رأسيا الزراعة المحمية للبيوت الزراعية، مثلا الدونم الواحد ينتج مثل 10 دونمات مثلا الطماطم المعلقة، فالمساحة صارت قليلة لكن الإنتاج الزراعي متميز.الدراسة والتعليم والمدارس
يتحدث جرادة عن مساره في طريق الدراسة والتعليم قائلا: عندما كنت شابا في مراحل التعليم ،عندنا 3 مراحل للتعليم في غزة: المرحلة الابتدائية 6 سنوات، المرحلة الإعدادية 3 سنوات، المرحلة الثانوية 3 سنوات، ولا توجد جامعات، والمتفوقون كانوا يذهبون الى مصر، ويوجد تعليم صناعي بعد الابتدائي والإعدادي، فالطالب الذي لا يتفوق بالدراسة يذهب الى العلوم المهنية وتصليح السيارات والميكانيكية.
بدأت تعليمي منتصف الخمسينيات في مدرسة الفلاح الابتدائية، وبعدها المدرسة الهاشمية.
كان نشاطي كرة القدم وكنا نزاول اللعب في ملاعب وسط القبور، كان فيها شارع لا يتعدى 20 مترا، والطول كبير، كنا نلعب حفاة والكرة تتدحرج بين القبور وكنا نبحث عنها حتى نجدها، المقبرة غير مسورة موجودة بين البيوت وكانت منطقة نائية، البيوت زحفت إليها فصارت المقبرة بين البيوت، وكنت العب الكرة أيضا في ساحة المدرسة الصغيرة، معظم سكان غزة متدينون وغير متزمتين، اقترح بعض الناس إزالة بعض القبور وتم رفض ذلك، وتم إنشاء مقبرة على الحدود الشمالية على حدود إسرائيل.
المهم أيضا كنت أتعلم وأدرس والعب مع المدرسين، الوالد كان لا يستطيع ان يعلمني لأنه كان رجلا أميّا، كنت طالبا شقيا والمدرسون يضربوننا ضربا شديدا، واذكر ان يوما ما ضربت ظلما وعدوانا، ولم ارتكب أي غلط، فالوالد عرف بذلك من الأولاد وذهب الى المدرسة لكي يعرف سبب ضربي، الإدارة أخفوا المدرس عن الوالد وعرفوا ان المدرس ظلمني بالضرب واعتذروا للوالد، الضرب في غزة سياسة عامة وأساسي، نشاطي فقط كرة القدم، التعليم الإعدادي كان في مدرسة الهاشمية نسبة لهاشم بن عبد مناف، يقال انه دفن في غزة وهذا صحيح عندنا في غزة منطقة السيد هاشم.
المدرسة قديمة والى الآن موجودة لكن مساحتها تقلصت بفعل التمدد العمراني والسكني لحاجة المواطنين للسكن وهي تابعة لبلدية غزة وصارت هناك محلات حول المدرسة.
أما المنهج فكان مصريا لأن غزة تابعة للإدارة المصرية خاصة بعد عام النكبة عام 1948 وكان عندنا مدرسون مصريون في مدرسة يافا الثانوية في الشمال قريبة من جباليا، يوميا نذهب مشيا 4 كيلومترات ذهابا وإيابا.
وفي الشتاء كانت الأرض تصبح طينية وكنا نعاني من البرد والأمطار، ومن يتأخر يضرب ضربا شديدا، والأهالي ما كانوا ينصفوننا والمدرس على حق، ومطبق عندنا «خذوا اللحم واعطونا العظم»، وأذكر زملاء الدراسة، وفريق كرة القدم بالمدرسة من عائلة السلطان وعائلة العمصي، آخر المرحلة الثانوية عام 1967 حصلت على سنة ثانية ثانوي، انتقلت لثالث ثانوي ولكن الاحتلال الاسرائيلي وقع علينا واحتلت غزة في يونيو عام 1967 وفتحت المدارس بمعرفة السلطات الاسرائيلية ومعظم الطلاب لم يذهبوا الى المدارس وكنت واحدا منهم لم أذهب الى المدرسةوبدأت الدراسة في البيت وصارت مشاكل في غزة وأيضا كنت أجلس في دكان الوالد واستمر الاحتلال وفي الشهر السادس بدأت الامتحان وصار الطلبة البعض منهم يغشون من بعض فمعظم الاولاد نجحوا بسبب النقل بعضهم من البعض وعملوا فوضى في التعليم، حصلت على الثانوية العامة ولكن لم أرضَ عن ذلك النجاح.
ويضيف جرادة: المهم بعدما أنهيت الثانوية العامة وكنت من المتفوقين بعض المدرسين كانت لهم علاقة مع افراد المقاومة وبعضهم ذهبوا الى مصر فتم اختيار بعض الطلبة المتفوقين لكي يعملوا مدرسين بدلا من الذين سافروا، وتم اختياري مدرسا في مدرسة ابتدائية اسمها عبدالقادر الابتدائية في خان يونس، وتبعد عن قطاع غزة خمسة وعشرين جنوبا قبل رفح واشتغلت فيها لمدة ثلاث سنوات يوميا ذهابا وايابا وهذا اول عمل بالتدريس، وأذكر من المدرسين من عائلة العبادلة والناظر من عائلة فارس، والذين ذهبوا إلى مصر من الفلسطينيين عملوا ادارة شؤون قطاع غزة والحاكم المصري على غزة كان يمارس عمله في مصر.
وقرروا ان يعملوا ثانوية عامة مصرية لابناء غزة في مصر والاسئلة والمراقبين من مصر رغم احتلال اليهود لغزة وقررت إعادة دراسة الثانوية العامة وذلك عام 1970، ونجحت وكنت أعمل مدرسا والامتحان في غزة تحت اشراف لجنة من المصريين حصلت على الشهادة الثانوية المصرية وبعد اشهر وصلت النتيجة وكنت من الناجحين.
كلية الآداب جامعة عين شمس
وعن دراسته في الجامعة بمصر يقول مكاوي: قبلت في جامعة عين شمس كلية الآداب في القاهرة وكانوا يقبلون عدد ألف ومائتي طالب من ابناء غزة كتعويض وكان موجودا المرحوم جمال عبدالناصر، وعارض الوالد وبعض الاقارب الذهاب للدراسة في مصر، وقالوا أنت مدرس ويكفي العمل، والاسرائيليون بدأوا يضايقوننا والدراسة على نفقة جامعة الدول العربية وكانوا يعطوننا عشرين جنيها مصريا في الشهر، لا رسوم علينا والسكن على حسابنا، ونحن أربعة مع بعض، اولا مع مجموعة من اقاربي وكانوا في جامعة القاهرة، اولا سكنت في منشية البكري مصر الجديدة وبعد ذلك في مدينة نصر ومعي بشير الغربية وكان يشتغل بعد التخرج في الكويت وخرج من الكويت عام 1990 وكنت متخصصا في اللغة العربية وكنت أذهب الى المكتبة للقراءة والثقافة وكنت اشاهد مباريات كرة القدم ايام طه بصري ورفعت الفناجيلي وصالح سليم والشيخ طه والشاذلي فكنت اخرج من الجامعة واذهب الى ستاد القاهرة لمشاهدة المباريات وخاصة المباريات بين الزمالك والأهلي وأكملت دراستي الجامعية عام 1975.
تعاقد بلا سفر
بعد التخرج مباشرة حضرت الى القاهرة لجنة من ليبيا للتعاقد مع مدرسين وكان لي نصيب معهم بمعرفة الصحارى الفلسطينية بالقاهرة وسألت عن المكان الذي سأعين فيه فقالوا في منطقة نائية بعيدة اسمها منطقة الخليج بجانب اجدابية فلم أكمل العمل معهم فرجعت الى قطاع غزة وأعدت تذاكرهم.
لكي نذهب إلى قطاع غزة لابد لنا أن نمرعلى الصليب الأحمر عن طريق سيناء عندما كانت محتلة والصليب الأحمر في القاهرة فيحجز لنا مجموعات والمصريون يسلموننا للاسرائيليين وبدورهم يضعوننا في سيارات مغلقة حتى قناة السويس، نعدي القناة بالقوارب، والاسرائيليون بالباصات ينقلوننا ويضعوننا في احد الملاعب بعد التفتيش والتحقيق ونذهب الى البيت.
مدير شؤون التعليم بعد الاحتلال اسرائيلي، وماطلونا بالتعيين، سمعت من بعض الاقارب بأن لجنة التعاقد الكويتية ستحضر الى عمان في شهر ايام الصيف سافرت من غزة عن طريق الضفة الغربية وفي السفارة الكويتية التقيت مع لجنة التعاقد، واذكر من اللجنة عبداللطيف الصالح كويتي من اصل فلسطيني وعلي حجاج موجه لغة انجليزية، اللجنة لها هيبتها ووجاهتها وطرح علي اول سؤال اقرأ من القرآن الكريم فقرأت ولا أجيد القراءة لان في جامعة عين شمس وتخصص لغة عربية لم اقرأ في الجامعة لا من قريب ولا من بعيد.
لفت انتباهي طالب متدين كان يعلمنا د.مهدي علام ود.عبدالقادر القط من جهابذة العلم والمعرفة في ذلك الوقت قال له اذا اردت ان تشبع ميولك العلمية فأمامك الأزهر هذا من الدكتور للطالب، المهم قابلت اللجنة وسؤلت في النحو عن كلمة، هذا تمييز ملحوظ او تمييز ملفوظ فجاوبت اجابة صحيحة ملفوظ، قالوا «حافظ شعر؟» وكنت حافظ قصيدة لابي تمام «السيف أصدق ابناء من الكتب... في حده الحدين الجد واللعب»، اللجنة سمعت في هذه القصيدة وخرجت منهم وبعد يومين اوثلاثة اعلنوا النتيجة وكنت من الناجحين ومعي خالي عزالدين جرادة وقعنا العقد مع اللجنة الكويتية وقالوا ارجعوا لنا الشهر التاسع للسفر الى الكويت، اخذنا التذاكر ورجعنا الى غزة ننتظر ورجعنا الى عمان مرة ثانية.
الحضور إلى الكويت
عن قدومه إلى الكويتي يقول مكاوي: سافرت من غزة الى العاصمة الاردنية عمان في الشهر التاسع وركبنا الطائرة ومعي مجموعة من المدرسين وكذلك خالي عبدالمنعم جرادة وصلت الى الكويت واستقبلتنا اللجنة في المطار واعطوا لكل واحد منا مائة وخمسين دينارا وركبنا الباصات الى سكن العديلية ، وفي شهر رمضان قدموا لنا الافطار والسحور وكان معنا مجموعة من المدرسات سكن في الجهة الثانية من السكن، وبدأ الأقرباء من الاهل يزوروننا وقالوا لا تخرجوا من السكن وفي تلك السنة صدر قرار من وزارة التربية بأن المدرسين المتعاقدين من الخارج خصص لهم سكن حكومي، ونقلونا الى سكن حكومي في الفحيحيل وعينت مدرسا في مدرسة الكندي المتوسطة، قريب من السكن وكانت عمارة من جهة الفنطاس وكان خالي في مدرسة أخرى وكل أربعة مدرسين في غرفة ومعي ثلاثة مدرسين مصريين متعاقدين اتفقنا مع تاكسي وناظر الكندي فلسطيني يدعى أبوأحمد الصالح والوكيل كويتي.
بدأتُ حياتي مدرسا في الكندي المتوسطة مدرس لغة عربية، والطلبة عندهم حماس شديد للتعليم، كانوا يحترمون المدرس، كانت معاملة المدرس جيدة جدا وممنوع ضرب الطالب، وكان بعض الطلبة من الوافدين ولمدة عام دراسي وكان الناظر كثير التدخل فاختلفت معه وكان الفلسطينيون بذلك الوقت مسيطرين على عمل النظارة في المدارس، آخر العام نقلت من مدرسة الكندي الى مدرسة الاحمدي المتوسطة وجدت ان ناظر المدرسة الخالدي فلسطيني وجدت انه تعامل معي معاملة سيئة منذ اول ساعة دخلت الى المدرسة، اكيد ناظر الكندي أبلغه عني امورا سيئة فتعامل معي ناظر الاحمدي بالمثل.
كنت شابا متحمسب واعمل بجد واجتهاد، ومع تلك المواجهة بعد اسبوعين صار الانتقام ظاهرا، فتوجهت الى وزارة التربية وقدمت شكوى ضد الناظر وقابلني مسؤول كويتي وشعر أنني مظلوم وقال خيرا ان شاء الله يا استاذ وقدر كلامي وقال عندك استعداد ان تنتقل الى مدرسة داخل مدينة الكويت مباشرة؟ وافقت، وقال عندي مدرس في «المتنبي» يريد ان ينتقل الى الفحيحيل لوجود احد اقاربه هناك فوافقت فقال بعد يوم اذهب دوام في «المتنبي» قلت للزملاء غدا سأذهب الى «المتنبي» فقالوا احسن لك، وقالوا ان الطلبة هناك كبار وستجد معاناة كبيرة، لم اسمع الكلام وتوجهت الى مدرسة المتنبي وقابلت الناظر ابراهيم خليل الصعيدي والوكيل عبدالله المرشد، ولم احمل اي ورقة من الوزارة، وبعد السلام قال الناظر لم ابلّغ أين ورقة النقل؟ فقلت لم أُعط أي أوراق وإنما بلّغت شفهيا من المسؤول فلان، وبعد قليل وكنت موجودا عند الناظر وصله اتصال بخصوص ذلك الموضوع.
منذ ذلك اليوم ولمدة عشر سنوات وأنا اعمل مدرسا في «المتنبي» ومع خيرة الاساتذة والطلبة، كان هناك احترام للمعلم وكنت ألعب مع الطلبة كرة القدم والسلة وكان عدد الفصول تسعة فقط، والطلبة قليلون، ومن ضمن الطلبة ابناء الاسرة الحاكمة جزاهم الله خيرا وأبناء الشهيد فهد الاحمد والمدرسة فيها ملاعب وفيها حديقة جميلة.
وعملت مع وكلاء تعاقبوا على المدرسة وآخر واحد عبدالله المرشد، بعد ذلك انتقل اداريا، وهو رجل عملي وجاد في عمله ومخلص ومتعاون مع المدرسين، كان ينادي ببعض الآراء، فعلى سبيل المثال قال انه يطلب فصل الطالب عن والده في المدرسة التي يعمل بها، وفي ذلك العام صدر قرار من وزير التربية بهذا الشأن لكن تم التراجع عنه.
وما اذكره انني شخصيا كتبت في هذا الموضوع ونشرته في احدى الصحف اليومية، المهم اشتغلت في «المتنبي» مدرسا مع مجموعة من المدرسين وبعضهم اولادهم عندنا في المدرسة دائما يتدخلون لوضع الدرجات، وكان الوكيل ابوحمد يعترض على تدخل المدرسين من اجل اولادهم.
اقول ان قرار فصل الطالب عن مدرسة والده قرار صائب لأني مررت بهذا الموضوع عشر سنوات في «المتنبي» وكان العصر الذهبي بالنسبة إلي في التعليم، وفي تلك الفترة تزوجت وكان بعض الزملاء يحاولون مساعدتي في اعباء الزواج.
ومن المدرسين بذلك الوقت اذكر منهم: الاستاذ حسين عبدالجليلحاليا يحرر موضوعات في احدى الصحف اليومية، والاستاذ محمود ابوداود مدرس لغة عربية، والاستاذ محمد عبدالله المزيني، والاستاذ نور عبدالفتاح والاستاذ موسى الغول مدرس اجتماعيات والاستاذ خضر سلطان هاجر الى استراليا والاستاذ سمير بركات موجود في الكويت و هو رجل نشيط والوكيل الاستاذ عبدالرحمن العامر ابو اسامة ـ وابو حمد الاستاذ عبدالله المرشد، تم نقل الناظر ابراهيم الصعيدي الى موجه لغة انجليزية وعين بدلا منه ناظر كويتي وهو رجل متدين وبالنسبة لي متحرر وطلبت نقلا من المدرسة فتم النقل الى ثانوية البراء بن مالك في حولي بجانب مخفر النقرة وكان الناظر اسمه محمد الهزاع ابو نواف وبالأصل مدرس تربية رياضية وله نشاطات بالاتحادات الرياضية ـ رجل طيب له مكانته، وأذكر المدرس الاول للغة العربية فلسطيني وأذكر الاستاذ محمد عطية عجوة وهو رجل متمكن باللغة العربية من اهل الزقازيق وساعدني كثيرا وبعدما انتهى تعاقده جدد له.
ثانوية البراء آخر مدرسة اشتغلت فيها ووقع الاحتلال الصدامي الغاشم على الكويت وبعد التحرير لم أعد للتدريس سنة كاملة كانت مشكلتنا الإقامات والبعض سافر وترك الكويت وبقيت هنا.
المدارس الخاصة الأجنبية
عن عمله في التدريس بالقطاع الخاص يقول ضيفنا: بعد تحرير الكويت من براثن الاحتلال الصدامي لم أعد للتعليم في وزارة التربية.
وذهبت مع عمي الاستاذ صبحي مراد والد زوجتي وكان موجها سابقا في التربية فتوجهت معه الى المدرسة الانجليزية الحديثة وكانت السيدة هيفاء النقيب مديرة المدرسة ووقعت العقد براتب ممتاز وسافرت الى لندن مع زوجها وكان آخر عمل لها في المدرسة ومن ذلك الوقت أعمل مدرسا في المدرسة.
العمل الصحافي
عن نشاطه الإعلامي وعمله في بلاط صاحبة الجلالة يقول ضيفنا: أعمل محررا صحافيا منذ سنوات وأعمل في مجلة المزارع منذ عام 1978 ومدرسا صباحا وصحافي مساء وكان يومئذ رئيس اتحاد الزراعة المرحوم محمد احمد الرشيد، ومنذ ذلك الوقت أعمل بالصحافة ومع المزارع وكان احد المدرسين عندما كنت في البراء بن مالك يقول: «هذا المدرس ذو الحقيبتين».
ما أزال أعمل في الصحافة والحمد لله نجد الاحترام والتقدير، أذكر الاستاذ حسين الفضلي ويعمل في السياسة وقلنا له راجع من بعدي فقال لا تعلى العين على الحاجب وبعد مدة تم اختيار حسين الفضلي مدير تحرير في جريدة النهار.