- ولدت في لبنان بمدينة بيروت عام 1932
- الشيخ عبدالله الجابر أسس الكشافة في الكويت عام 1936
- رغم تخصصي في الكيمياء الصناعية أول مادة درستها كانت الرياضيات وكنت أعزف للطلبة على الأكورديون
- ذهبنا في رحلة للجوالة والكشافة إلى جزيرة فيلكا فهبت عاصفة رملية هوجاء اقتلعت خيامنا
- تأسست الكشافة في لبنان عام 1912م على يد عبدالجبار وأخيه خيري وهما باكستانيان كانا يدرسان في إنجلترا وحضرا إلى بيروت
- أول سكن لي في الكويت كان مع سعودي وسويسري وسوري شركاء وكنت أترجم تواصلهم بالفرنسية وأدفع 50 روبية إيجاراً
- عندما حضر الفلسطينيون إلى لبنان عام 1948 فكرنا مع الشباب في تقديم المساعدات لهم فأنشأنا جمعية باسم «الشبيبة الخيرية العربية»
- بعد سنة من العمل في المدرسة الأحمدية انتقلت إلى «المباركية» وباشرت تأسيس الكشافة البحرية فكنت أول من أنشأها في الكويت
- عندما قابلت لجنة التعاقدات الكويتية مع المدرسين في بيروت قالوا لي «أنت صغير في السن وتحتاج إلى كفيل» فضمنني أول طبيب لبناني يعمل في «الصدرية»
عينت إخصائياً اجتماعياً في مدرسة حولي المتوسطة عام 1961 وكنت من أوائل الإخصائيين في الكويت
- وزارة الشؤون استعانت بي لإنشاء فريق للجوالة وخصصوا لنا مقراً في المعهد الديني بمنطقة الأسواق
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
الوافدون العرب من مدرسين ومهندسين وغيرهم ممن حضروا الى الكويت مع بداية النهضة الحديثة كان لهم دور كبير في بناء الكويت على جميع الأصعدة مع اخوانهم أهل البلد من الكويتيين. .
ضيفنا هذا الاسبوع له دور كبير في التعليم منذ أن حضر الى الكويت، فقد عين مدرسا في المدرسة الاحمدية التي تأسست عام 1921.
قدم الكثير للحركة الكشفية منذ تعيينه عام 1952 وأسس الجوالة، ثم نقل الى المدرسة المباركية القديمة وأسس الكشافة البحرية.
الأستاذ محمود الشيخ قدم الكثير من الأعمال التربوية ثم نقل الى مدرسة الرقة التعليم المسائي وأسس الجوالة من أبناء الرقة، وكان يعمل مشرفا اجتماعيا ونفسيا، ثم نقل الى ثانوية الأحمدي.
بعد ذلك انتقل للعمل في شركة المطاحن والمخابز وعين مسؤولا عن الخبز، وأثناء الاحتلال الصدامي تعرض لمشاكل مع الجيش الصدامي وعوقب.
يقول الاستاذ محمود محيي الدين الشيخ شكرا لجريدة «الأنباء» والقائمين عليها، شكرا للأستاذ منصور الهاجري على الجهود التي يبذلها لتسجيل تاريخ الكويت.
المزيد للتعرف عليه في السطور التالية:
في البداية يحدثنا ضيفنا المربي الفاضل محمود محيي الدين الشيخ عن مولده وبداياته وأولى صفحات كتاب ذكرياته قائلا:
ولدت في لبنان بمدينة بيروت عام 1932م، كانت بيروت مدينة راقية متقدمة والناس تتعاطى وتتعاون مع بعضها البعض، كانت بيروت بعيدة عن المشاكل وكان الجميع مرتاحا والوضع الاجتماعي ممتازا جدا والاصطياف على مستوى عال جدا.
الدراسة والتعليم
ثم يتحول سريعا للحديث عن مشواره بالدراسة، حيث يقول: التحقت بمدرسة المقاصد الخيرية الاسلامية والتعليم الثانوي في ثانوية حوض الولاية ويطلقون عليها المدرسة العسكرية لأن الجيش العثماني كان يتدرب فيها، وبعد ذلك انتقلت الى المعهد العالي للتكنولوجيا وتعلمت الكيمياء الصناعية، وهو التحليل للأرض إن كان فيها معادن (الجيولوجيا) حتى هنا في الكويت عندما حضرت اشتغلت بنفس التخصص، وتخرجت في المعهد.
وكنت أمارس هواية الأشبال في المرحلة المتوسطة وكنت قائدا في كشافة أبوعبيدة بن الجراح، وهو ناد كشفي، وفي المدرسة التحقت بالكشافة المسلم ومن المدرسة أسسنا فوجا وضممناه لكشافة ابوعبيدة الجراح، وكان معي علي جرادة، وهو بطل الأجسام وفي الملاكمة وعبدالرزاق رحم وهو رئيس التشريفات في مجلس الوزراء وكذلك عثمان وعبدالرحمن يموت، وواحد من عائلة الصعيدي وهو يغني ويحفظ، أمضيت فترة طويلة مع كشافة أبوعبيدة الجراح، ومن الفريج (الحي) أسست فرقة كشافة بعدما تركت الأشبال ومازلت طالبا بالمدرسة وبالنادي واسمه نادي كشافة أبوعبيدة بن الجراح وكنت أقول للشباب عندي مخيم فكانوا يجتمعون عندي وبعد ذلك أسست فرقة الجوالة وكانت قبلنا فرقة ولكن بعدها أسست فرقتنا وكانت من الشباب، ولكن خارج حي المزرعة «كرم الزيتون»، وكان بيننا هناك، أقول ما قمت به من تأسيس كان كالآتي: أسست فرقة أشبال، وفرقة كشافة، وفرقة جوالة.
بعدما حضر الفلسطينيون الى لبنان عام 1948 فكرنا مع الشباب في أن نقدم مساعدات للفلسطينيين وعملنا جمعية باسم الشبيبة الخيرية العربية والشعار عبارة عن شمس ضاربة على اثنين يصافحون عليهم ومن تحت عبارة «يد الله مع الجماعة».
وبدأنا نعمل شعارات وهم من الحي (الفريج) لمساعدة الفلسطينيين اتصلت بجمعية مكارم الأخلاق الاسلامية وطلبنا منهم أن يساعدونا ماذا نستطيع أن نقدم للفلسطينيين، فعملنا بطاقات والدكتور مدو يعمل محاميا وكان يسكن معنا في نفس البناية، فعرضنا عليه أن نعمل دستورا للجمعية فقال صعب جدا أن يوافق عليه وساعدنا الفلسطينيين في البداية وتوقف العمل لأنه لم نحصل على موافقة، رجعت للكشافة والجوالة وقد حضرت معهم عدة معسكرات وندوات.
الكشافة في لبنان
الكشافة قديمة في لبنان منذ تأسيسها عام 1912م على يد عبدالجبار وأخيه خيري وبالأصل هما باكستانيان كانا يدرسان في إنجلترا وحضرا الى لبنان والتحقا بالجامعة الأميركية في بيروت ووجدا فرصة لهما في الجامعة، وبالأصل هما كشافة في إنجلترا، ففرصة لهما بدآ بتشكيل الفرقة، أسسا فرقة الكشافة في الجامعة وفي البداية كانا يسميانها الكشافة العثماني، وبعد ذلك تغير الاسم الى الكشافة المسلم واستمر الاثنان بالكشافة، زاد عدد الكشافة المسلم وكان يحضران الجمبوري باسم الكشاف المسلم في لبنان وهو مخيم دولي وكل أربع سنوات يقام والكويت اشتركت بهذا المعسكر، الكشافة في الكويت تأسست عام 1936 أسسها المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح.
أذكر أن الكشافة الوطني الكويتي شارك في مخيم الكشافة في الفلبين وكان رئيس الوفد المرحوم محمد النشمي وذلك عام 1952، أول حضور الى الكويت وعيسى الحمد والكشاف الكويتي الذي شكلته بنفسي وعبدالعزيز عليان وهو المخيم الدولي، الكشاف الوطني أنا الذي أسسته في الكويت وكنت مدرسا في الأحمدية.
قصة حضوري الى الكويت
يحكي الشيخ كيف قدم الى الكويت بعد التخرج والعمل لبعض الوقت في بيروت: بعد التخرج في المعهد التحقت بالعمل في مصنع للسكر في بيروت، فكان عندي العمل نوبات كل 8 ساعات وكان بيت الوالد في المزرعة والمصنع بعيد عن البيت فكنت استقل سيارة مرتين والمصنع في تل الذيب وكنت ادرس في مدرسة علم الحديث مدرس رياضيات، ولان العمل كان متعبا، فكرت كثيرا في أن أسافر من لبنان لأي بلد عربي، وارسلت عدة رسائل الى الدول العربية ومنها الى الكويت.
وكنت اعمل ومستمرا في العمل.
في أحد الأيام رجعت الى البيت من مخيم صيفي ويقيمه كشافة أبوعبيدة بن الجراح وعائلتي في مصيف بحمدون الضيعة.
وصلت الى البيت والوالد رأى ظرفا تحت الباب وأعطاني إياه وفيه دعوتي لمقابلة لجنة التعاقدات للمدرسين للعمل في الكويت وكان آخر موعد للجنة، ومن أعضائها المرحوم عبدالعزيز حسين والمرحوم درويش المقدادي، قابلت اللجنة ونجحت فيها على أساس قبولي العمل مدرسا في الكويت ولكن واجهتني مشكلة اني صغير في السن واعتمد شهاداتي على ان تعادل سنتين جامعة وشاهد صور الكشافة وتحمس لقبولي، وقال «لكن عندنا مشكلة انه انت صغير ومطلوب عليك كفيل، فذهب الى د.أحمد سلامة وهو أول طبيب لبناني يعمل في مستشفى الأمراض الصدرية فقبل به وتحدثت معه وعمل لي موافقة وسلمتها للمرحوم عبدالعزيز حسين وتمت الموافقة ووقعت العقد معهم على اني مدرس في الكويت وقال «كيف تذهب الى الكويت فقلت «لا أعرف» وقال عبدالعزيز حسين «اذهب الى وكيلنا السيد بولس فرح وهو يدبر لك السفر».
بالفعل حجز لي تذكرة وطائرة «ديكونا» ونزلنا في بغداد لمدة ساعتين ومنها الى مطار الكويت كان مطارا صغيرا واستقبلنا عبدالعزيز حسين في المطار مع درويش المقدادي ومجموعة اخرى والطائرة كان فيها مسافرون آخرون قال عبدالعزيز حسين تنزل في فندق لمدة يومين وبعد ذلك ندبر لك سكنا.. والفندق بشارع الجديد قرب ساحة الصفاة.
وعينت مدرسا في المدرسة الأحمدية وتعرفت على بعض المدرسين في الأحمدية.
أول يوم في الأحمدية قابلت صالح عبدالملك وهو ناظر وبعض المدرسين أما السكن فكان كل مجموعة تسكن مع بعض ويوم من الأيام خرجت من المدرسة وذهبت الى الفندق ودخلت أحد المطاعم لتناول الغداء، شاهدت 3 رجال يجلسون على طاولة أكل، سعودي وسوري وسويسري والثلاثة كانوا بداية اتفاق لتأسيس شركة مقاولات وما كانوا يفهمون لغة انجليزية، فقال لهم تتكلمون لغة فرنسية وكنت قريبا منهم فقلت أنا أتكلم اللغة الفرنسية فقال السويسري تفضل اجلس معنا، فصرت المترجم للثلاثة، سألني واحد منهم «أين تسكن» فقلت «ما عندي سكن ابحث عن سكن». فسكنت معهم وصرت الرابع ومكان السكن في بناية للخرافي وهي الوحيدة وعلى يمينها بيت قديم ودفعت معهم 50 روبية.
السعودي والسوري اتهما السويسري بأنهم يحصلون على مناقصة والسويسري يدرسها ويقدمها للكويتيين وهم لا يحصلون على شيء، انتهت الشركة وتفرقوا فصرت اسكن بنفسي حتى جاء وسكن معي ناظر الأحمدية صالح عبدالملك، وكيل المدرسة أحمد ياسين.
عام 1952م وسكن معي ايضا مدرسون وهم تيسير سليمان وموفق عزبي كاتبي وعبدالرحمن الذي كان أخوه زهير زعيتر موظفا بالجوازات وحصل على الجنسية الكويتية ونعيم عنتاوي سوري كان يعمل في المالية وحصل على الجنسية الكويتية.
أول مادة درستها
لدى قدومه الى الكويت ورغم انه يدرس الكيمياء، درس الشيخ مادة الرياضيات، وعن ذلك يقول: أول مادة علمتها للطلبة الرياضيات ولأن ثقافتي فرنسية اسعد الحاج هو فهمني بعض المصطلحات العربية، كنت ملما بالموسيقى والعزف على الأكورديون وكنت اعزف أمام الطلبة وكلما طلب مني صالح عبدالملك مادة أقول له حاضر فأعملها للطلبة، ما كنت اخالف الناظر، قلت له أنا أعلم كيمياء، فقال ما عندنا كيمياء، عندنا كل المواد، فقلت له حاضر.
كان الجدول 24 حصة وعلى دوامين صباحي ومسائي.
الكشافة في الأحمدية
وعن نشاطه في الكشافة يقول الشيخ: تخصصت في الكشافة منذ ان كنت في لبنان، وكانت هناك الكشافة الإسلامية وكشافة أبوعبيدة بن الجراح، كانت الكشافة موجودة في المدرسة الأحمدية ولكن كانت الفرقة تتكون من مجموعة من مختلفي الأعمار، الكبار مع الصغار، فبعدما تسلمت الفرقة عملت على فصل الكبار عن الصغار، فأسست فرقة جوالة وهي أول فرقة جوالة في الكويت أسستها بنفسي عام 1952 من الكبار.
تحدثت مع المرحوم الأستاذ عيسى الحمد فقال مشكور على عملك وقلت له ما يصير ان يلبسوا بنطلونا قصيرا نخصص لهم بنطلونا طويلا فطلبوها من لبنان فلبسوا بنطلونات طويلة.
من ضمن الجوالة المرحوم عبداللطيف البرجس وسليمان الصقر ومحسن العون ومحمد حسين الشطي وعبدالمحسن البدر كانوا متعاونين جدا وكان عدد الجوالة 12 جوالا يكونون عشيرة واحدة والرهط 6 أفراد والكشافة 30 كشافا وعينت عليهم محمد الخباز وعلى الجوالة سليمان الصقر واذكر أيضا عبداللطيف واحمد العبدالجليل مع الجوالة.
غرفة للكشافة وغرفة للجوالة
رحلة فيلكا والعاصفة
قررنا ان نقوم برحلة الى جزيرة فيلكا للجوالة والكشافة، ودائرة المعارف خصصت لنا مبلغا للمصاريف و«لنش» وسافرنا من الكويت الى فيلكا معنا جميع المعدات من خيام وأكل وماء، وصلنا الى جزيرة فيلكا، اللنش وقف بعيدا عن الساحل وحملنا جميع أغراضنا على الأكتاف ووصلنا الى الساحل ونصبنا الخيام قريبا من الساحل وكنا في أحسن حال، وفجأة هبت علينا عاصفة رملية وهواء شديد قلع الخيام من مكانها فلجأنا الى مبنى يعرف باسم سعد وسعيد وسكنا فيه حتى اليوم الثاني، هدأ الجو وأخبرنا النوخذة برغبتنا في العودة الى الكويت لكن النوخذة رفض وقال ان الأمواج عالية ربما ينقلب «اللنش» وكان لا يوجد عندنا أكل فلجأنا الى الصيادين وأعطونا خبزا، الأهالي في مدينة الكويت لجأوا الى المدرسة والى المسؤولين، دائرة المعارف خصصت سفينتين وزودتهما بالأكل، نحن رجعنا الى الكويت وأما السفينتان فلم تصلا الى فيلكا، وصلنا الى الفرضة والأهالي واقفون ينتظروننا وكل طالب التقى بوالديه وكانت الفرحة كبيرة بعودة الأبناء من الرحلة احضرت حمالين ونقلوا الخيام والاغراض من الغرفة الى المدرسة الأحمدية، واليوم الثاني قابلت المرحوم صالح عبدالملك والمدرسين وقلت لهم ما حصل لنا، من رحلة فيلكا وكانت الأولى والأخيرة لفيلكا.
الرحلة الثانية للكشافة
أحضرنا دراجات لكل جوال وذهبنا برحلة الى السالمية والاغراض معلقة على الدراجات وكل جوال على ظهره حقيبة وفأس وعصا شعار الجوالة «الخدمة العامة» ذهبنا الى السالمية، واذكر اننا كنا نلجأ الى بعض الخيام، وصلنا الى قصر المرحوم الشيخ صباح السالم الصباح، رحمه الله، وكان الطريق رمليا والدراجة فيها صعوبة بقيادتها دخلنا القصر نريد ان نشرب ماء فشاهدنا المرحوم الشيخ صباح السالم، رحمه الله، ورحب بنا وقال غداؤكم عندنا ايها الجوالة، وتغدينا عيش وسمك ولحم ومرق.
رجعنا الى الكويت الى بوابة السور وبمرور سيارة أحد الشيوخ رفع يده للسلام علينا كان شرطي يقف على منصة فاوقفنا وقال الشيخ يريدكم فقال الشرطي انتظروا اثناء النقاش معه، وصل ضابط وسأل عنا واطلق سراحنا ووصلنا الى المدرسة.
المدرسة المباركية
سنة واحدة امضيتها في الاحمدية ونقلونا الى المباركية، وانتقل معنا صالح عبدالملك كناظر للمباركية ونايف دلول سكرتير وراشد ادريس، بعدما انتهى العام الدراسي عام 1952 العطلة الصيفية سافرت الى لبنان وسمعت ان الكشاف اللبناني مشترك في مخيم الجوالة الدولي في سويسرا في كندا ستريك فقلت لماذا لا التحق معهم وبالضبط شاركت وسافرت وحضرت المعسكر ومن الدول العربية المشاركة لبنان ومصر والدول الاخرى اجنبية امضيت فترة المشاركة لمدة عشرة ايام ووجدت مجموعة كتب في المعسكر فاشتريت كتبا عن الكشافة البحرية والجوالة واذكر كتابا عن الجوالة اسمه لاروت وآخر لارونيه ومجموعة اخرى باللغة الفرنسية فبعدما انتقلت الى المدرسة المباركية باشرت بتأسيس الكشافة البحرية فانا اول من عمل على تأسيسها في الكويت وكانت في المدرسة المباركية والجوالة في الاحمدية فوجدت الشباب الكويتي متحمسا للكشافة البحرية.
ترجمت الكتب من الفرنسية الى اللغة العربية وساعدني المرحوم عيسى الحمد وعمل شهادتين الأولى «أ» والثانية «ب» وطلبنا ملابس بحرية بنطلون ازرق وقبعة زرقاء وقميص ابيض والقبعة كانت موديلا انجليزيا استوردت من الهند فغيرت شكلها الى اميركي وبعد ذلك ان التجربة انتشرت لان ثانوية الشويخ اسسوا فيها كشافة بحرية وفيها ناد للبحرية وكان العدد فيها كبيرا، واذكر ان شاركنا في معسكر الفنيطيس مع الكشافة البحرية وان الكشاف احمد الجردان عمل سفينة «تناك» من الصفيح، تطورت الكشافة البحرية واحضرت لهم من لبنان ملابس حديثة.
رحلة إلى الأحمدي بالدراجات
في الكشافة البحرية خرجنا برحلة برية الى مدينة الاحمدي من المباركية وتوجهنا الى الشعيبة ومنها الى الاحمدي لكن تعبنا فتوجهنا الى مخفر الاحمدي وقلنا للضباط نحن كشافة حضرنا بالدراجات ولا نستطيع العودة والليل يدركنا فقال حاضر وجهزوا لنا سيارة وانيت ووضعنا الدراجات بداخل الوانيت الى المدرسة المباركية، وبنفس السنة الكشافة البحرية قمنا برحلة الى جزيرة عوهة وجزيرة كبر وكل اسبوعين نخرج برحلة وذلك قبل عام 1957، وقبل ان ينقلونا الى الكلية الصناعية لهدم مباني المباركية القديمة صار عدد الكشافة البحرية كبيرا بين الصناعية والمباركية وثانوية الشويخ ومعنا جوالة وكشافة برية وكان معنا في الكشافة عبدالحسين عبدالرضا وعبدالامير عبدالرضا ومعهما خالد عبدالوهاب، والده ابوبريك، وفي الكلية الصناعية عملنا مسرحا في الساحة واردنا ان نعمل مخيما في معسكر الفنيطيس فالشباب عملوا ميناء على ساحل بحر الفنيطيس واحضروا مردي عصا طويلة غرسوها في داخل برميل وصبوا عليها كنكريت وربطوها مع بعض وعملوا ميناء.
وصنعوا 4 سفن من الصفيح «تناك» بالبحر كان معسكرا رائعا للكشافة البحرية، كنا نعمل معسكر بالليل وأخذنا علم الصناعية.
المبنى الجديد للمباركية
عام 1958-1959 رجعنا الى المبنى الجديد للمدرسة المباركية واستمررنا بالكشافة البحرية والبرية، كان حسن الخباز عريف أول وعنده طليعتين، وحسن رجب صار عريف أول وقال يا أستاذ نريد ان نخرج برحلة برية بأنفسنا الى الجهراء وبالفعل زرتهم بالجهراء وكانوا عاملين معسكر، واذكر الكشافة البحرية عملوا معسكر في الجزيرة الصغيرة مقابل ثانوية الشويخ، أمضينا سنوات طويلة في المباركية واختاروني مشرفا رياضيا على القسم وأراقب على التصحيح بالإضافة الى عملي مع الكشافة.
ولي أمر بالمباركية
يحكي الشيخ قصة حدثت معه لدى عمله في المدرسة المباركية حيث يقول حضر ولي أمر الى ناظر المدرسة وطلب منه مدرس يعلم ابنه في البيت فقال له الناظر محمود الشيخ أحسن مدرس كان الولد عنده عقدة من مادة الرياضيات فتعاملت معه على اني صديق له وحببته بنفسي ومع الدوام معه وتعليمه حصل على 35 من 40 في الرياضيات وصار يحب المادة وتسلمت الطالب حتى سنة رابعة ثانوي، بعد ذلك تركت التدريس.
إخصائي اجتماعي
كما عمل ضيفنا اخصائيا اجتماعيا في التربية وعن ذلك يقول: احتاجت وزارة التربية الى اخصائيين اجتماعيين فالتحقت بالدورة لمدة سنتين وفي الصباح أعمل مدرسا ونجحت وعينت اخصائي اجتماعي في مدرسة حولي المتوسطة وكنت من أوائل الاخصائيين عام 1961 - 1962 وناظر المدرسة ابراهيم الصعيدي.
عينت مع اخصائي آخر ثم نُقل وبقيت بنفسي، وبعد ذلك نقلت الى مدرسة سعد بن أبي وقاص وأمضيت فيها فترة وحصلت على امتياز ونقلت الى مدرسة الرقة المتوسطة والناظر زكي وأسست مجلس آباء وأسست كشافة تابعة لمنطقة الرقة.
ذكرياتي في المباركية القديمة
يحدثنا المربي محمود الشيخ عن المدرسة المباركية وذكرياته فيها قائلا: المدرسة المباركية القديمة تقع بمنطقة السوق وهي بناء عربي وعملنا فيها مخيمات للكشافة، وقمنا برحلات كشفية الى المطلاع أيام الشتاء والربيع ورحلات بحرية، وأقمنا مخيمين كبيرين في الجهراء وكذلك مع الجوالة وشربنا ماء من عين الماء.
وأسسنا فرقة موسيقية بإشراف الأستاذ محمود عمر وفرقة الجوالة في المباركية وعندنا طبول قديمة وجددها واشترينا ماصول جديد وعلم الأولاد على العزف، كان محمود عمر مدرب موسيقى للشرطة المصرية قبل حضوره الى الكويت وأذكر ذهبنا مع الكشافة والجوالة الى ميناء الأحمدي والفرقة الموسيقية لاستقبال المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح أمير دولة الكويت الأسبق وعزفت الفرقة ترحيبا به.
وبعد ذلك اعتمدت على الكشافة واذكر ان الكشافة كانوا يعزفون الموسيقى ويستعرضون بالشوارع واذكر ذهبنا مشيا من الصناعية الى ثانوية الشويخ والموسيقى تعزف، وعندما كنت في المباركية نعمل خطة والكشافة ينفذونها ففكرنا بتأسيس فرقة الكشاف الوطني الكويتي وجمعت مجموعة من الكويتيين وأسسنا الفرقة عام 1959 واجتمعت مع المسؤولين بنادي المعلمين وكان رئيس النادي المرحوم صالح عبدالملك وخصص لنا غرفة بالنادي.
واتصلت على عيسى الحمد ووافق على ذلك وقال لا مانع وعملنا أعلام وكتبنا الكشاف الوطني الكويتي، الكشاف المبتدئ يوقعها عيسى الحمد والكشاف الوطني الكويتي، وأول مخيم أقمناه في أم الهيمان ووصلنا ونصبنا الخيام وأقمنا حفلة السمر للكشاف الوطني الكويتي وملابسهم على حسابهم والمهم أشعلنا النار بالليل والغناء والفرح كان أمام النار، خرج منه ثعبان كبير وهجمنا عليه بحجر وقتلناه وفي الصباح هبت علينا رياح قوية وتراب، وكان معنا عبدالمحسن يوسف وقلنا له أنت تقودنا الى الشعيبة من ام الهيمان وربطنا أنفسنا بحبل طويل ونحن مع بعض حتى هدأت الرياح ورجعنا الى أم الهيمان اليوم الثاني وأخذنا الخيام والكشاف الوطني الكويتي شارك في مخيم مانيلا في الفلبين.
واختلفوا مع المرحوم عيسى الحمد وبعد العودة فصلهم وانضم لهم المرحوم محمد النشمي وضمهم الى فرقة التمثيل وخُصص لهم مركز خلف مدرسة المثنى بعدما ترك صالح عبدالملك نادي المعلمين وصار واحد غيره قال للكشاف الوطني ما لكم مكان عندنا فذهبنا الى نادي الخليج ورحب بنا رئيس النادي وخصص لنا غرفة وعملنا عدة مسرحيات ومعنا محمد حسين الشطي واحمد الروضان انتهى الكشاف الوطني الكويتي.
العمل في التقنيات التربوية
عن نقله يقول الشيخ: تم نقلي الى التقنيات التربوية في الاحمدي ارادوا ان ينصبوا لي فخا وتم لهم ذلك ونجحوا وقالوا عليك تقديم استقالتك فقلت لم أعمل شيئا خطأ فحضر عندي محقق فلم يجدوا عندي شيئا وذهبنا الى مجموعة من التربويين الذين عملت معهم فوقفوا معي ونقلت الى النادي البحري بالفنطاس وعينت مشرفا عاما والمجموعةايضا ذهبوا الى وكيل الوزارة، وحضر جاسم الجيماز والمجموعة احضروا لي كتابا يفصلني من العمل.
راشد الرشيد نقل اقامتي عليه ومحمد حسين الشطي دخل على وزير التربية وحاول اعادتي الى عمله الا ان الوكيل قال لابد ان يسافر، دخل عبدالمحسن الفليج على الوكيل وساعدني على اساس ان انقل اقامتي على اي مواطن واعطوني جوازي، احمد الرضوان ارسلني الى شركة مطاحن الدقيق للعمل ورحب المدير واشتغلت في قسم المبيعات وذلك عام 1988.
وقع الاحتلال الصدامي للكويت، صار تصلني اتصالات من الخارج والسيد عادل قال انت وقع على الايصالات وكانوا يعطوني خبزا واوزع على اصدقائي الكويتيين اثناء الغزو اتصل فيني احد المسؤولين العراقيين وقال انت توقع بنقل زيت من المخابز انت حرامي واتهموني والقوا علي القبض، واحد فلسطيني احضر كتابا عليه توقيع المدير الكويتي قبل الغزو وقال للعراقيين هذا الكتاب موقع قديما محمود الشيخ غير مسؤول عن التوقيع اعطوني كتابا ثانيا والضباط العراقيون قالوا سننقلك من هذا المكان.
ونقلوني الى مخابز الرميثية وبعدها سافرت الى لبنان ورجعت وانتهت القصة.
حاليا في زيارة عند بناتي متزوجات ويعملن في الكويت ولي ولدان اثنان يعملان في كندا حاصلان على الجنسية الكندية ومتزوجان وعندهما اولاد، شكرا للكويت التي احتضنتني طوال سنوات عمري ولمدة 38 سنة.
جوالة «الشؤون»
عن دوره في انشاء فرقة الجوالة التابعة لوزارة الشؤون قال الشيخ: وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ارادوا تكوين فرقة جوالة فطلبوني لتأسيس فرقة للجوالة وتم تأسيسها وخصصوا لنا مقرا في المعهد الديني الموجود بمنطقة الاسواق ومعنا يوسف الشريكي وبدأت الجوالة بالذهاب للحج لمساعدة الحجاج هناك مع البعثة الكويتية وبعد ذلك تم تعيين الاشوك واستمر بالجوالة بالنسبة الي ايضا عملــت فريق للجوالة في الرقة تابع للشؤون الاجتماعية والعمل لاني كنت مشرفا ثقافيا واجتماعيا بالمساء، فعملت من طلبة المسائي وشاركنا بيوم المرور العالمي ويوم البيئة، الحقيقة خدمنا البلد.
صارت هناك مشكلة في مدرسة الرقة مع ناظر المدرسة والسبب ان جمعية الرقة التعاونية فتحوا بالصيف فصول تقوية وعينوني مشرفا عليها، الناظر زعل ومنفي من العمل بالصيف.
وطلب نقلي الى ثانوية الظهر وحصل مشكلة وكنت مسؤولا عن فصول التقوية وكان عندي اربعة في سنة رابعة ثانوي والناظر منع فتح فصول الطلبة قابلوا ناظر المدرسة وقالوا له غير معقول نرسب بالرياضيات فقال الناظر نادوا الاستاذ محمود الشيخ، وقال احضر لنا مدرسا لكن الناظر خاطب وزارة التربية وقال ان محمود الشيخ خالف انظمة الوزارة واحضر مدرس رياضيات واتفق معه لتدريس الطلبة واستدعى الطلبة الناظر وقال ابعدوا عن محمود الطلبة كتبــوا لي كتابا وقالوا نحن طلبنا منك احضار مدرس حضر الى المدرسة معاوية القاضي للتحقيق معي، وقال في التحقيق ان الاستاذ محمود الشيخ لم يتجاوز صلاحياته وينقل الى مدرسة اخرى.
الكشافة في الكويت
(المحرر)
المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس المعارف ورئيس مجلس المعارف زار لبنان عام 1936 وتم الاحتفال بقدومه وكانت فرقة الكشافة اللبنانية تعزف الموسيقى بملابسهم الكشفية فسأل عنهم وقيل له هذه الكشافة، وبعد عودته الى الكويت - صادف قدوم البعثة التعليمية الفلسطينية - وهي أول بعثة تصل الى الكويت عام 1936، فأصدر أوامره بتأسيس الكشافة الكويتية في مدرسة المباركية وعين الأستاذ محمد المغربي رئيسا لتلك الفرقة ومن بعدها كشافة المدرسة الأحمدية وانتشرت الكشافة في جميع مدارس الكويت.