- شاركت في أول مباراة بين السالمية والعربي وخسرنا بهدف مقابل لا شيء
- جدي ووالدي في موسم الغوص كانا يذهبان بالسفن الشراعية إلى الغوص للبحث عن اللؤلؤ في أعماق البحار
- التحقت صغيرا بأشبال السالمية والشيوي كان مدرباً ممتازاً رفع مستوى النادي
- لا بد من خصخصة الأندية وتطبيق الاحتراف حتى تعود الرياضة الكويتية إلى سابق عهدها
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع أحد أبناء الوسط الرياضي الكويتي، فقد كان واحدا من أبرز لاعبي نادي السالمية ومن الرواد في منتخب الكويت حيث شارك مع الأزرق في دورة الخليج الأولى التي عقدت في العام 1970. يستذكر لحظات مجد الكرة الكويتية. إنه الكابتن محمود ديكسن، ولهذا اللقب قصة يحكيها لنا في هذا اللقاء حيث كان جده ووالده من بعده يعملان لدى المقيم البريطاني في الكويت مستر ديكسن فأطلق الاسم على العائلة، كما كانا يذهبان كذلك بالسفن الشراعية الى الغوص للبحث عن اللؤلؤ في أعماق البحار. يحدثنا عن طفولته وصباه والتحاقه بالمدرسة، وكيف تميز في لعب كرة القدم في المرحلة المتوسطة فكان ان التحق بنادي السالمية، وماذا حدث في مشواره الكروي الكبير. كان مع أخويه أول 3 إخوة يلعبون لناد واحد في تاريخ الكرة الكويتية فلعبوا مع السالمية ضد الكويت عام 1973. يتطرق ديكسن عبر هذا اللقاء لتاريخ نادي السالمية وسبل عودة الرياضة إلى زمن الازدهار.. فإلى التفاصيل: في بداية اللقاء يحدثنا ضيفنا الرياضي محمود عباس ديكسن عن البدايات والطفولة ويستهل بمولوده حيث يقول: كانت ولادتي في منطقة الشرق وكان المكان يعرف بدوار البركة وكانت البيوت متلاصقة متقاربة بيوت عربي، وكنا ونحن أطفال ندخل البيوت ونلعب الألعاب الشعبية مثل الهول والصقروق.
الدراسة والتعليم
يتحول بعد ذلك الى الحديث عن مشواره الدراسي حيث يقول: بداية التعليم بالمرحلة الابتدائية لأنني لم أدرك مرحلة رياض الاطفال، فكانت اول مدرسة ابتدائية هي مدرسة ميدان حولي لأن الوالد انتقل الى السكن هناك، وبداية في مدرسة الرازي بالسالمية وينقلنا من ميدان حولي الى الرازي وكان الناظر فلسطينيا، وبعد 4 سنوات نجحت الى السالمية، والنشاط الرياضي هو الأول منذ رابعة ابتدائي ومع ابناء المنطقة كنت ألعب بالساحات الموجودة.
ونحن الشباب كونا فريقا وساحة نلعب بها وفي مدرسة الرازي أثناء حصة الرياضة وفي الفرص وبتشجيع من مدرس التربية البدنية، وأذكر مدرس التربية الفنية وبعد سنوات انتقل الوالد وبنى لنا بيتا جديدا بالراس، ولذلك التحقت الى السالمية المتوسطة، وأذكر ان محمد يوسف كان يوصلنا الى المدرسة لأن بيتهم بجوار بيتنا، هكذا كان التعاون بين ابناء الكويت، وهو الذي ألحقني بنادي السالمية عندما شاهدني ألعب مع الأصدقاء وألحقني مع الأشبال.
الشيوي مدرب السالمية
عن ذكرياته مع نادي السالمية يقول ديكسن: بعدما التحقت بنادي السالمية ومع الاشبال اول من دربنا المرحوم الشيوي مدرب نادي السالمية وهو من المدربين الممتازين وكان يدرب الفريق الأول ونهض بفريق كرة القدم وتقدم الفريق وصار ينافس الفرق في الاندية الرياضية الكويتية وهو الذي نقلني من الاشبال الى الفريق الاول، وأشركني في المباريات.
اقول: كنت ألعب بالحي وفي المدرسة وفي نادي السالمية وهذا الذي جعل مني لاعب كرة قدم ومحمد يوسف هو الرجل الذي كان السبب في مشاركتي بنادي السالمية وانا بالمنطقة مع ابناء المدرسة الى النادي واقول ان الرياضة أثرت في المدرسة وضعت قوتي وهمي في اللعب وأذكر ان اول رئيس لنادي السالمية هو المرحوم عبدالعزيز الرشيد ونائبه يوسف الشراح.
ومدرب الفريق بالنادي المرحوم الشيوي مصري وكان مدربا ممتازا هو الذي جعل من نادي السالمية فريقا متقدما ممتازا. وأذكر صالح الدوسري وله التحية والاحترام وايام التدريب كان يوصلنا من النادي الى البيت.
دورة الخليج الأولى
ويضيف: أقيمت دورة الخليج العربي الاولى في مملكة البحرين عام 1970، وقد شاركت فيها مع الفريق الكويتي لكرة القدم، واذكر معنا مرزوق سعيد وصالح عبدالله وجواد عاشور وفاروق ابراهيم وفي الهجوم كنت مع جواد خلف محمد ومحمد المسعود وجواد مقصيد وحمد بوحمد جاسم يعقوب لم يلعب معنا لأنه كان مصابا ولعب بالدورة الثانية، بداية كانت الدورة تقام كل عام وبعد ذلك صارت تقام كل سنتين، كنت في ذلك الوقت لاعبا بنادي السالمية مع مجموعة من اللاعبين من الزملاء الممتازين.
وأذكر اول مباراة أقيمت بين نادي السالمية ونادي العربي، تلك المباراة شاركت فيها وهي اول مباراة واستمررت في الدرجة الاولى، وقد فاز فريق النادي العربي 1 - 0 على السالمية.
كانت الرياضة في ذلك الوقت في المدارس بلغت القمة، مدرسون ممتازون يعتنون بالطالب ويهتمون بالطالب اللاعب الجيد، وكانت الاندية تأخذ اللاعبين للأندية من المدارس، فعندما كنت ألعب في مدرسة السالمية اختارني محمد يوسف وضمني الى نادي السالمية، وأنهيت دراستي ونجحت من رابعة متوسط في مدرسة السالمية وتوجهت الى العمل ولم أكمل تعليمي تخرجت في المدرسة المتوسطة وفي العام نفسه شاركت في اول دورة لكرة القدم لدول الخليج العربي والتي أقيمت في مملكة البحرين، وذلك عام 1970، وبعدها التحقت بالعمل ولم أكمل دراستي وتعليمي.
نادي السالمية
عن نادي السالمية يقول ضيفنا: تأسس عام 1964 وموقعه منطقة السالمية وكان في بيت عربي وكنا نتدرب في ساحة كبيرة تقع على ساحل البحر وكان الشيوي اول مدرس لكرة القدم وبدايتي مع الاشبال حتى صعدت للدرجة الاولى وانطلقت وتم اختياري مع فريق المنتخب واستمررت باللعب مع المنتخب والسالمية.
وأذكر من اللاعبين بعدما قبلت بالفريق الاول منهم علي الرفاعي وطالب المسباح، وفي احدى المباريات لعبنا نحن 3 اخوة انا ومحمد وعلي مع فريق السالمية ضد نادي الكويت خالد الحربان المعلق بتلك المباريات وكان يقول ديكسن اعطى ديكسن وهو اعطى ديكسن، وذلك عام 1973 وتقريبا تعادلنا مع نادي الكويت ودائما كنت ثاني هداف في الدورة والاول جاسم يعقوب والتعادل 2 × 2 وحارس المرمى حسين محمد.
أذكر من الاداريين صالح الدوسري وعبدالله الماجد ومن اللاعبين صالح العصفور وطالب المسباح وفائق إداري ومن اللاعبين عبدالله القطامي وكان يلعب دفاعا، وسالم عيد كان جناحا وعلي الرفاعي.
لعبت تقريبا مع نادي السالمية من الاشبال الى الدرجة الاولى وفي المنتخب حتى عام 1975 تركت اللعب نهائيا بسبب الاصابات وما كان العلاج سابقا مثل هذه الايام ولكن سافرت الى التشيك ورجعت للعب ايضا وعادت الاصابات. وأذكر جمعة حيدر كان بنادي السالمية وعندنا كشافين في النادي يختارون اللاعبين.
العمل في المطار
عن التحاقه بمضمار العمل والكفاح بعد تركه الدراسة يقول ديكسن: مثلما ذكرت بعد حصولي على شهادة رابعة متوسط، تركت الدراسة والتحقت بالعمل في مطار الكويت،
بالطيران المدني ـ ادارة العمليات في المطار القديم ثم انتقلت للمطار الجديد، وبعد 20 سنة تقدمت للتقاعد ولكن لم أجلس في البيت ولكن عملت مع الشيخ خالد اليوسف وهو رئيس نادي السالمية واختارني للعمل معه بالنادي كمشرف اداري وعملي بالتعيين.
وكان، رحمه الله، حريصا جدا على النادي، وفي عهده حضر مدرب تشيكي وأشرف على تدريب الفريق وأمضيت فترة طويلة، أشرفت على الفريق تحت سن 18، وحصلنا على لاعبين من الذين أشرفت عليهم منهم اللاعب علي مروي وكان لاعبا ممتازا.
كنت أحب النادي وألعب بعد الدراسة حيث أذهب الى البيت لأتناول وجبة الغداء، ومباشرة أذهب الى النادي للتدريب، كنت أحب النادي وكنت مخلصا للنادي واللعب وبعدما صرت مع الشيخ خالد اليوسف كنت لا أفارق النادي في عملي.
لم أحاول ان أصبح مدربا او حكما ولكن اكتفيت كإداري وتفرغت للادارة وكنت موظفا بالمطار.
محمود ديكسن لاعباً
عن أحد أبرز المواقف في مسيرته الرياضية والذي لا يخلو من طرافة يقول ديكسن لأول مرة في تاريخ الرياضة الكويتية يوجد ثلاثة اخوة يلعبون في ناد واحد ويشاركون في مباراة واحدة وهم محمود ديكسن واخواه كانوا في السالمية ولعبوا في مباراة واحدة ضد نادي الكويت والمعلق خالد الحربان، تلك كانت ميزة كبيرة للاهتمام بالرياضة ان ثلاثة في ناد واحد ويلعبون في مباراة واحدة ضد ناد آخر ومما أذكر انني شاركت في دورة الخليج الأولى. وأول هدف في الدورة كان من نصيبي وآخر هدف ايضا كان من نصيبي بمعنى انني في تلك الدورة كنت هداف الدورة.
اول هدف ضد المملكة العربية السعودية بالشوط الاول وتفوقنا عليهم 3 ـ 1 وكان هدفي التعادل ومحمد المسعود أتى بهدفين وهو بالاصل من لاعبي نادي القادسية وآخر هدف مع البحرين كان من نصيبي وتفوقنا عليهم 3 ـ 1.
ولعبت وشاركت بالتدريب ليلا في القادسية.
وأذكر من المشاكل التي تعترض اللاعب هو مشكلة الدوام في العمل والتأخير للتدريب فالمدرب يمنع اللاعب من الحضور للتدريب، أقول ان اللاعب الكويتي عليه ان يدخل للاحتراف، العالم عندهم الاحتراف ما عندهم لاعب فقط اتحاد القدم يجب ان يغير النظام بمعنى ان اللاعب يعطى تفرغ، أما انه يذهب للعمل وبعدها يذهب للتدريب هذا لا يجوز.
عندما كنت ألعب بالسبعينيات لم نذهب للدوام كنا متفرغين، مثلا دوام والاشراف على البيت هذا يتعارض مع اللعب، التفرغ يهيئ اللاعب نفسيا وبدنيا حتى اذا ذهب للمباراة ما عنده شيء سوى اللعب، اتحاد القدم لم يسمع للاعبين.
مثلا كنت أداوم صباحا وينتهي عملي بعد الظهر كنت اداوم في عمليات الطيران، فما عندي وقت كاف للتدريب واللعب وغيري ومثلي جميع اللاعبين، تركت اللعب نهائيا، وتفرغت للبيت بعد الزواج.
بمعنى أننا تفوقنا على السعودية والبحرين وأخذنا البطولة والهدايا للاعبين، حصلنا على مبالغ نقدية وأحضرنا الكأس وكنا نغني «هذا الكاس يلمع والعيون تدمع».
أتذكر أننا في الدورة الثانية لم أشارك ولم أذهب معهم وفي عام 1972 ذهبنا الى طهران في تصفية كأس العالم وكنت «احتياط» بسبب الاصابة وفتحي كميل أيضا خرج ولعبنا مع طهران وفتحي شارك، فريق إيران فاز 2 - 1 علينا، فتحي كميل هو الذي أدخل الهدف في ايران ومنها برز وصار بالفريق الدولي، وبالنسبة لي أذكر من المشاركين جاسم يعقوب وحارس المرمى أحمد الطرابلسي، وأذكر كنت معه بالغرفة. كان مؤدبا وخلوقا ويوميا يقرأ القرآن الكريم وبعد البطولة لعبت موسما ومن ثم تركت اللعب. أذكر من المدربين تحت سن السابعة عشرة من الكويتيين، وقد أمضيت وقتي بالنادي. وأذكر أن أخي علي صار حكما وكان معنا محمد، نحن الثلاثة لم نفكر بترك نادي السالمية ولكن اللاعب عبدالله العصفور عرض علي أن أنتقل للقادسية.
عودة الرياضة
حاليا الرياضة لن ترجع للأول، وجهة نظري لازم يصير احتراف والاندية تعطى لشركات «خصخصة الاندية» على أساس يصير بين الاندية بيع اللاعب وانتقاله من ناد لآخر.
ويعطى اللاعب راتبا حتى الاعتزال ويعتبر موظفا، إذا نبقى على وضعنا ولا نتحرك تبقى المشاكل، نريد أن نقضي على المشاكل.
نريد الاهتمام بالشباب خاصة طلبة المدارس، حاليا هناك عدم اهتمام من المدرسة بالطالب رياضيا، كان النادي يأخذ اللاعب من المدرسة جاهزا من كل العناصر الفنية الرياضية، بمعنى انه لاعب فقط يباشر التدريب مع النادي، حاليا المدارس غير مهتمة، قديما جميع اللاعبين الذين لعبوا للاندية كانوا من المدارس منذ الطفولة، كان مدرس التربية البدنية مهتما سواء من المدرسين العرب أو المدرسين الكويتيين، وانا لم أرغب بالتحكيم أو التدريب.
نصيحة تربوية
يوجه ديكسن نصيحة تربوية رياضية للقائمين على التعليم والاهتمام بالطلبة والنشء في الكويت حيث يقول: أقول للمدارس اهتموا بالطلبة في التدريب، وخاصة حصص التربية البدنية أو فريق القدم بالمدرسة، وأقول للإداريين بالاندية حافظوا على الرياضة واهتموا باللاعبين الناشئين تكسبوا لاعبين في المستقبل، وقديما اللاعب اذا زعل يذهب احد الاداريين الى البيت ويحاول إقناعه بالعودة الى النادي.
حاليا اذا زعل يهملونه، وحاليا بعض الإداريين ما لهم شغل بالرياضة وصار مسؤول بالنادي حياته كلها ما مارس الرياضة، يجب على إدارة الاندية من يرشح نفسه أن يكون لاعبا سابقا في جميع الالعاب، عندما يمسك اللاعب الادارة أو التدريب يعرف كيف يتعامل مع اللاعب.
الزواج والأولاد
عن حياته الاجتماعية وأفراد أسرته يقول ديكسن: عام 1974 تزوجت وتفرغت للعمل والبيت، والله رزقني بالاولاد والعيال لم يظهر منهم لاعب، لم أكتشف منهم حب اللعب ولم أوجههم، وأولادي محمد أكمل الجامعة وصادق أنهى التطبيقي وأيوب طبيب حاليا يكمل في كندا. وأما بناتي فواحدة مدرسة والثانية أنهت الحقوق.
السبب في تسمية العائلة « ديكسن »
تحدث ضيفنا خلال اللقاء عن والده عباس ديكسن فقال: هذا اللقب حصل عليه أو عُرفت العائلة به، كان جدي- رحمه الله- في حياته يعمل عند المقيم البريطاني منذ بداية قدومه الى الكويت، وكان عمه سايس خيل ومسؤولا عن المشتريات الغذائية ودائما ما يكون متواجدا في بيت ديكسن، وبعد وفاة جدي تسلم والدي العمل واستمر بعمله حتى وفاة مستر ديكسن، فعرف بهذا عباس ديكسن، وكان الناس والجيران يعرفون الجد والوالد بهذا الاسم وينادون الوالد به، وهكذا لصق به اسم المعتمد البريطاني. منزل ديكسن حاليا بالشرق، وتحول البيت الى متحف تابع للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
أيضا جدي ووالدي في موسم الغوص كانا يذهبان بالسفن الشراعية الى الغوص للبحث عن اللؤلؤ في أعماق البحار وبعد العودة يرجع كل واحد منهما الى عمله عند مستر ديكسن. بعد وفاة جدي حضر عندنا مستر ديكسن للعزاء، وكنت صغيرا، وكان أول رجل شاهدته يلبس بدلة وينزل من السيارة.