- خدمت 30 عاماً في العمل التربوي وارتكبت خطأً واحداً ندمت عليه
- مدرس الإنجليزية في المتوسطة ضرب ابن أحد المسؤولين فشجعه على عقابه
- منذ الطفولة كان نشاطي يدوياً والرسم هوايتي الأساسية وعندما التحقت بالتعليم نميتها بإرشاد من المدرسين
- مارست صناعة الخزف والأشغال الخشبية وصنعت درايش خشبية ونماذج لأبواب الكويت القديمة
- أحببت التحف والأشياء القديمة منذ الصغر وبعد التقاعد زاد اهتمامي بالتراث الكويتي لما له من أهمية
- أتمنى من المسؤولين في «التربية» وضع مادة عن التراث الكويتي في المناهج وأن يزور الطلبة متحفي
- ولدت في الكويت في منطقة الصوابر التي كانت تقع داخل سور الكويت
- أول مدرسة التحقت بها كانت مدرسة بالمنطقة الشرقية وأدركت بداية رياض الأطفال
- أثناء المرحلة المتوسطة كنا نذهب إلى المدرسة مشياً على الأقدام وكانت تطاردنا الكلاب فيسقط زميلي على الأرض
- بعد حصولي على الثانوية التحقت بالعمل ثم حصلت على إجازة دراسية والتحقت بالكلية الأساسية عام 1987
جمع التحف هواية ممتعة للغاية لمن يمارسها وكذلك للآخرين من حوله ممن يشاهدون ما يجمعه من أشياء جميلة قيمة من التراث والأنتيكات. ضيفنا حسن عيسى القطان درس التربية الفنية وهوي الرسم منذ الصغر وكذلك جمع التحف والأشياء القديمة واهتم بشدة بالتراث الكويتي.
ولد في منطقة الصوابر وأدرك بدايات رياض الأطفال. كان يذهب إلى المدرسة مشيا على الأقدام.
مارس صناعة الفخار أو الخزف والأشغال الخشبية وصنع درايش ونماذج لأبواب كويتية قديمة. يحدثنا في هذا اللقاء عن كويت الماضي وكيف عاش مرحلة الطفولة والصبا والشباب والدراسة والتعليم وأدوات صيد الطيور والتي كان يصنع بعضها مثل الفخ والنباطة والصلابة. حصل على دبلوم المعلمين والتحق بالكلية الأساسية.
يتحدث عن جده عبد المحسن الذي كان أحد 6 كويتيين فقط نجوا من معركة الصريف عام 1901 حيث هربوا إلى الصحراء ومكثوا في عنيزة 3 أشهر قبل أن يعودوا إلى الكويت ويستقبلوا بحفاوة في ساحة الصفاة.
المزيد في السطور التالية.
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
يبتدئ المربي الفاضل الاستاذ حسن عيسى القطان حديث الماضي والذكريات بالكلام عن ميلاده وايام الطفولة والصبا، فيقول: ولدت في الكويت في منطقة الصوابر التي كانت تقع داخل سور الكويت (العاصمة حاليا) أقرب الأسواق، وكان من جيراننا عائلة السلطان وبيت الرمضان ونجم عبدالكريم وعائلته وديوانية البغلي، وكانوا يخيطون فيها البشوت الرجالية، وبعض العائلات وأذكر بيوت الأخوال والأعمام، وبيت الوالد مقابل مدرسة الصديق (الداخلية حاليا)، وبعد ذلك انتقل الوالد الى منطقة الدعية بعد تثمين البيوت.
التعليم والدراسة
عن مشواره في طريق العلم وتلقيه، يقول القطان: أول مدرسة التحقت بها كانت مدرسة بالمنطقة الشرقية، وأدركت بداية رياض الأطفال وخاصة روضة الجابرية الواقعة بمنطقة المقوع الشرقي، وفي مدرسة كاظمة كانت بداية التعليم منذ اولى ابتدائي وكان الناظر مصريا، وأعتقد ان اسمه عبدالرؤوف، ولا أذكر احدا من المدرسين، وأمضيت عامين في كاظمة ثم انتقلت الى مدرسة «ابن سيناء» في الدعية ولاتزال موجودة وناظرها الاستاذ عبدالكريم العرب، منذ سنة ثالثة ابتدائي واستمررت فيها حتى أنهيت الدراسة، ومن ثم انتقلت الى مدرسة ابن زيدون في حولي وهي مدرسة مشتركة وكان الدوام على فترتين صباحية ومسائية، وكان من الزملاء ابن خالتي عبدالمجيد البناي، وعلي المحمد العلي، ومن الاصدقاء حمد عبدالله وكان لا يستطيع الجري ويخاف من الكلاب لأنه ضعيف البنية فيسقط على الأرض، ونرجع له مرة ثانية حتى نصل الى المدرسة، والدوام كان على فترتين ذهابا وإيابا ماشيين على الأرجل.
وبعد عام دراسي انتقلنا الى منطقة الرميثية، وهناك انتقلت الى مدرسة السالمية المتوسطة (حاليا التحقيقات) لعدم وجود مدارس في الرميثية وأذكر من مدرسي التربية الاسلامية ملا محمد الوهيب، والناظر كان مصريا ومدرس اللغة الانجليزية الاستاذ محمد عودة، ومما أذكر ان هذا المدرس ضرب طالبا كان ابن احد المسؤولين، والمدرس كان خائفا الا ان والد الطالب قال للمدرس: اذا صار ابني مقصرا في دراسته عاقبه.
فارتاح من خوفه. وأمضيت سنة واحدة ثم انتقلت الى مدرسة جرير لمدة سنة واحدة ايضا، ومن بعدها انتقلت الى الرميثية المتوسطة وفيها أكملت تعليمي المتوسط ومن بعد ذلك انتقلت الى ثانوية الرميثية، وكان الناظر عبدالله اللقمان، والوكيل زكي عتيق أكملت 3سنوات في الثانوية والسنة الرابعة أكملتها بالتعليم الليلي بنفس المدرسة وحصلت على الشهادة الثانوية العامة من نفس المدرسة.
الأنشطة بالمدرسة
يتحدث ضيفنا عن ايام الدراسة والأنشطة التي مارسها، قائلا: منذ مرحلة الشباب كان نشاطي يدويا والرسم هو الهواية الاساسية حتى التحقت بالتعليم ونميت هوايتي بإرشاد من المدرسين، ولكن بعد حصولي على الثانوية التحقت بالعمل مع الاستمرار بهوايتي (الرسم)، وأثناء عملي حصلت على إجازة دراسية والتحقت بالكلية الاساسية، وذلك عام 1987 ولكن الاحتلال الصدامي الغاشم أوقف تعليمي وبعد التحرير أكملت تعليمي وحصلت على دبلوم المعلمين وكانت الدراسة سنتين بعد الثانوية العامة واثناء تواجدي كطالب بالمعلمين كنت أمارس هواية الرسم وايضا كنت أعمل صناديق خشبية ونسميها في الكويت صندوق (اسبيت) وكذلك كنت أصنع أدوات الصيد مثل الفخ لصيد الطيور والنباطة ايضا لصيد الطيور والصلابة بجانب هواية الرسم كذلك مارست صناعة الفخار ما يعرف بالخزف والاشغال الخشبية وكنت نماذج كثيرة للاستعمالات وصنعت الابواب القديمة والدرايش الخشبية وهي نماذج ابواب الكويت القديمة.
الى ما بعد حصولي على الدبلوم في التربية الفنية فقدعينت مدرسا للتربية الفنية في مدرسة محمود شوقي الايوبي عام 1980 وكانت المدرسة ممتازة وحديثة وفيها مجموعة من المدرسين المخلصين ومارست عملي كمدرس وقدمت للمدرسة بعض اللوحات الفنية وكان مهمتنا تزيين المدرسة باللوحات الفنية والمجسمات ورممت السفن النماذج الموجودة في المدرسة لمن سبقني من المعلمين.
وبعد 10 سنوات من العمل مدرسا حصلت على اجازة دراسية والتحقت بالكلية الاساسية لكي أحصل على البكالوريوس في التربية الفنية وباشرت لمدة سنتنين وحصلت على البكالوريوس في التربية الفنية وعينت في مدرسة حسين العسعوسي في الفنطاس وبعد سنتين انتقلت الى مدرسة نصف النصف في القرين وبعد سنتين انتقلت الى مدرسة القرين المتوسطة ومنها انتقلت الى ثانوية عبدالله المبارك نظام المقررات ولكن تم إلغاء نظام المقررات بعدما تم اكتشاف عيوب ومن ثم عينت مدرس اول تربية فنية في مدرسة عبدالرزاق البصير الواقعة في الرميثية واستمررت بالعمل لمدة 4 سنوات كمدرس اول، وكانت مجموعة المدرسين الذين عملوا معي من المدرسين الممتازين كان الناظر يعقوب العوضي والوكيل محمد ومن مدرسي التربية الفنية عبدالمحسن المتروك وابراهيم عطية وابراهيم اوفا كانوا والاستاذ رضا وايضا الاستاذ عامر العماري وهؤلاء مدرسو التربية الفنية وكنت المدرس الاول بالمدرسة.
وكنا نعمل معارض في المدرسة وخارجها مشتركين وقد شاركت في معارض وزارة التربية في الشامية داخل كلية المعلمات ومعارض الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية وبعدها شاركت في جمعية المعلمين وكنت عضوا في الجمعية ثم تركت وكذلك معارض أهلية مثل لصالح مؤسسات وريعها للمؤسسة كذلك شاركت في معارض التصويت في جمعية المعلمين لأحسن صورة وكذلك شاركت في النادي لمدة 10 سنوات عضوا وكنت في قسم النجارة والخشب وحزت جائزة لأحسن ورشة وقد اختارت اللجنة المشكلة لاختيار الاحسن وحضروا عندي في البيت.
ترقية رغم الرغبة في التقاعد
عن خطوة أقدم عليها القطان ثم ندم لاحقا يقول: بعد خدمة 30 عاما في العمل التربوي قررت التقاعد من العمل وكنت مدرسا اول للمادة.
ولكن الظروف لم تسعفني في تلك الفترة، حيث ان قرارا وصل الى ناظر المدرسة يعقوب العوضي يفيد فيه بترشيحي مع 4 من الزملاء الى مدير مساعد في المدرسة وفي الوقت كنت اعمل على تخليص اوراق التقاعد وتم استدعائي الى الادارة وطلب التوقيع على الموافقة وبدون مقابلة فرفضت لأني مقبل على التقاعد بعد 30 سنة، وهذا من الاخطاء التي ندمت عليها لاستعجالي للتقاعد لو كنت صبرت قليلا لأصبحت مديرا مساعدا وهو عمل افضل من مدرس اول، ولكن إرادة الله كانت ولم أتراجع.
ما بعد التقاعد
وعن شجون التقاعد يقول القطان: بداية التقاعد فرحت لعدم المسؤولية وارتحت من العمل بعد 30 عاما، وكانت اياما جميلة، ولكن مع طول الوقت بدأ يظهر الفراغ الممل وبدأت حياتي تتغير وأرغب في أن أشغل وقتي، ففكرت في أن أعمل شيئا أستفيد منه في حياتي وسد الفراغ، فقررت ان اعمل مشروعا تجاريا صغيرا أشغل به وقت فراغي وكان العمل في البناء، وبنيت عشر بيوت للاصدقاء، ولكنني تعبت لسوء معاملة بعض الناس الذين اشتغلت معهم لعدم التزامهم بدفع المبالغ المطلوبة منهم، وتصير هناك مشاكل ومحاكم، فقررت الابتعاد عن عمل المقاولات.
المتحف المنزلي
هواية جميلة تتمثل في جمع التحف والاشياء الجميلة الثمينة القيمة يقول عنها ضيفنا: لحبي للأشياء القديمة من تراث الآباء والاجداد ولأنني كنت امتلك بعض القطع القديمة، قررت ازيد من الاهتمام بها وأكوّن متحفا صغيرا أشغل به نفسي وأحفظ للاجيال القادمة ما تركه الآباء والاجداد.
وزاد اهتمامي بالتراث الكويتي لما له من أهمية في الكويت القديم والحديث، ايضا لكي أسند المتحف للقديم عملت بحوثا عن تاريخ الكويت، ومن الموجود بالمتحف الاجهزة القديمة للغناء مثل البشختة والاسطوانات والراديوات والمسجلات وبعض المصابيح الكهربائية والتي كانت تعمل بالكيروسين، وادوات الزينة والعطور القديمة، ومن الافكار التي اريد تطبيقها دعوة طلبة المدارس لزيارة المتحف، وأتمنى من المسؤولين في التربية ان يضعوا مادة عن التراث الكويتي في المناهج، وأدعو المسؤولين عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الاهتمام والدعم لهذه المتاحف الخاصة، وان يعملوا تجمعا لهذه المتاحف، حتى يطلع عليها المواطنون.
معركة الصريف
عن تفاصيل معركة الصريف وما حدث فيها وما اصاب الكويتيين من شدة وبلاء يقول القطان: لما احس الشيخ مبارك الصباح بأن عبدالعزيز الرشيد حاكم نجد في ذلك الوقت يهدد الكويت قرر ان يضربه في عقر داره، ولما دق ناقوس الخطر أخذ الشيخ مبارك الصباح يجمع الرجال ويعد العدة لمعركة الصريف عام 1901 وعندما دارت الحرب لم يحالف الحظ الشيخ مبارك الصباح في تلك المعركة لقساوة عبدالعزيز الرشيد الذي اصر على قتل الاسرى والجرحى الكويتيين بدون رحمة ولا شفقة، ووصيته لقومه ألا يعتقوا احدا من الكويتيين، وبعد وصول أنباء قتل الكويتيين الى الكويت ساد الحزن وارتفع عويل النساء وعم الغم وأخذ الشيخ مبارك الصباح يهون عليهم ويعزيهم، واعدا بالثأر، وقد نجا من هذه المعركة ستة كويتيين هم جدي عبدالمحسن علي القطان وعبدالله المجادي وعبيد بن جمال وعبدالله البسام وواحد من ابناء ال الموسى وواحد من العجمان اختبأوا في الصحراء، وبعد ان هدأ الوضع لجأوا الى احد اقرباء عبدالله البسام في عنيزة وهي امرأة عجوز أحسنت ضيافتهم حيث مكثوا 3 شهور وبعد ذلك جهزت لهم 30 بعيرا ليرجعوا الى الكويت ودخلوا من جهة الغرب ونزلوا في الجهراء بضيافة آل السعيد، وبعد ذلك أبلغوا الشيخ مبارك الصباح بأن هناك 6 كويتيين نجوا من المعركة فاستقبلهم الشيخ مبارك الصباح مع اهل الكويت استقبالا حافلا في ساحة الصفاة.