حل «شاعر المليون» محمد بن فطيس المري ضيفا على قناة «الجزيرة» من خلال برنامج «مباشر مع» والذي التقى بالشاعر اثناء قضائه اجازته الصيفية حاليا في العاصمة البريطانية لندن، وكان البرنامج فرصة للاطلاع على جوانب جديدة في حياة شاعر المليون واستقبل البرنامج العديد من الاتصالات والمداخلات من محبي الشاعر والنقاد والشعراء، وناقش البرنامج الذي استمر 50 دقيقة العديد من القضايا التي تهم المعنيين بالشعر النبطي والشعر العربي عامة.
حول رؤيته لصوت الحداثة في الشعر الشعبي اكد بن فطيس انه موجود، مشيرا الى ان البعض يفهم الحداثة بشكل خاطئ فهي ليست عيبا طالبا ان تستثمر بشكل جيد يخدم المضمون لأن الحداثة تدخل في كل شيء قابل للتحديث وليس في ميدان الشعر فقط والشعر يحترم الحداثة ويرحب بها ما دامت تضيف اليه ولا تنتقص منه ولا مانع من دخول بعض المفردات الحديثة والمواكبة للعصر، أما الحداثة التي تسيء لماهية الشعر الشعبي او النبطي وتنال من قيمته فهي غير مقبولة على الاطلاق.
واضاف محمد بن فطيس المري ان المفردة الشعبية تتحمل الحداثة وتستوعبها مؤكدا ان أغلب الشعراء يتقنون فن تحديث المفردة بشكل لائق، لكن من يجبر المفردة على تحمل معان ليست أهلا لها ومن يلوي عنق القصيدة مدعيا عليها فلن يجد صدى لدى المتلقي.
وردا على سؤال حول مستقبل الشعر الشعبي وهل بإمكانه الوصول للعالمية مثلا قال بن فطيس:
ولماذا لا يصل للعالمية؟! مؤكدا انه مؤهل لذلك اذا لاقى الاهتمام اللائق به بوصفه ديوانا اصيلا واتجاها له جذوره التاريخية العميقة، وتوقع محمد بن فطيس ان يحدث ذلك مستقبلا، مشيرا الى ان اهتمام قناة الجزيرة بما لها من سمعة عالمية ومكانة اعلامية مميزة بهذا اللون من الأدب يعد لبنة على طريق التعريف بهذا الفن مادامت قد التفتت اليه ووضعته تحت مجهرها.
وردا على المشككين في اختيارات لجنة التحكيم لبرنامج «شاعر المليون» قال محمد بن فطيس:
اترك الحكم لمن تابعوا البرنامج والذين اختاروا مع اللجنة فالجمهور أيضا كان حكما مهما فهل نشكك فيه هو الآخر؟ ومن وجهة نظري فان اللجنة كانت محايدة وموضوعية الى أقصى درجة وقامت بمهمتها بما يمليه عليها ضميرها المهني وحسها الشعري.
وعن اختياره للقوافي الصعبة التي يشتهر بها وهل يعد ذلك تحديا للذات قال محمد بن فطيس:
بالطبع لا أتعمد اختيار قافية صعبة ولكن اذا ارتجلت بيتا وأعجبني وكان على قافية صعبة فان هذه القافية لا تردني عن عزمي كتابة هذه القصيدة بل أمضي فيها، كما ان القافية الصعبة لها وقع أفضل لدى المتلقي من القافية السهلة او الدارجة المستهلكة. وتحدث محمد بن فطيس عن اشكالية السبيل الى تجاوز عقبة الفهم للقصيدة الشعبية، مؤكدا انه لا يمكن القول انها عقبة لان كل شخص يتكلم بمفردته وهذا فيه تمسك بالاصالة والتراث والشعر الشعبي من أدوات توصيل اللغة وتثبيتها ولو ان كل انسان بحث عن اللفظة المفهومة لضاعت الهوية ولفقد الشعر الشعبي اهم مرتكزاته.
وحول دور الشاعر في الحياة العامة الاجتماعية والسياسية قال بن فطيس ان الشاعر يجب ان يكون في قلب الاحداث مشاركا لا متفرجا كما ان عليه في شعره ان يناقش قضايا أهله لا أن يكون في معزل عنهم لأنه واجهة اعلامية وصاحب صوت مسموع مشيرا الى قصائد له في هذا الصدد مثل قصيدته عن الايتام وضرورة تكاتف المجتمع لرعايتهم والأخذ بأيديهم كما انه بصدد كتابة قصيدة عن حوادث المرور ضمن حملة للحد من السرعة التي أصبحت معها شوارعنا ساحة لهدر الارواح.
من ابرز المداخلات التي شهدتها حلقة «مباشر مع» مداخلة من الناقد والأديب علي المسعودي عضو لجنة تحكيم برنامج «شاعر المليون» الذي قال ان محمد ليس شاعر المليون فقط وانما هو شاعر الملايين التي اختارته وصوتت له، مؤكدا استحقاقه بيرق الشعر عن جدارة، ورد المسعودي على من يشكك باللجنة ان من تفوق في البرنامج تفوق بشعره ومساندة جمهوره وليس بأي شيء آخر.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )