- المنطقة الأكثر تعرضاً للسيول منذ الستينيات لأنها منخفضة عن المناطق المجاورة لها
- ارتفاع الحواجز يصل إلى 3 أمتار ومنظرها غير حضاري وتغطي واجهات المنازل
محمد الدشيش
كعادتها السنوية وقبل بداية موسم الأمطار في فصل الشتاء تقوم وزارة الأشغال العامة بعمل صيانة شاملة للطرق الرئيسية والداخلية وتنظيف مجاري صرف المياه في جميع المحافظات استعدادا للموسم، ومن أهم المناطق التي تضررت من الأمطار خلال العام قبل الماضي كانت الفحيحيل التي تضم 14 قطعة سكنية والكثير من المولات التجارية الحديثة والأسواق الشعبية القديمة، حيث تسربت المياه المتجمعة داخل المنازل في القطعتين 1و9 بسبب مستواها المنخفض عما حولها من مناطق قريبة منها، كما راح ضحيتها الشاب أحمد الفضلي والذي فارق الحياة غرقا أثناء محاولة دخول مسكنه بسرداب احد المنازل، ناهيك عن الأضرار المادية الكبيرة، حتى اطلق الأهالي على 2018 «سنة الهدامة» نتيجة لتهدم البيوت وتلف المركبات وحدوث انزلاقات أرضية في الشوارع.
«الأنباء» وحرصا منها على الوقوف على طبيعة الاستعدادات، قامت بجولة في منطقة الفحيحيل، حيث رصدت قيام «الأشغال» بعمل سياج على شكل حواجز رملية يصل طوله إلى ثلاثة أمتار حول المنطقة، كما استطلعت آراء سكان المنطقة حول هذه الحواجز ودورها في الحد من تسرب السيول إلى داخل منازلهم، مؤكدين انها لن تفيد في منع المياه، والأفضل توصيل صرف المياه إلى البحر القريب من المنطقة وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال هلال العنزي وهو من سكان منطقة الفحيحيل القدامى ان المنطقة تتعرض كل موسم الى فيضانات وسيول ولا توجد حلول ناجحة لذلك وهي منذ الستينيات حتى اليوم اكثر المناطق تعرضا للسيول وذلك لأنها منخفضة على المناطق المجاورة لها والحل ليس في عمل حواجز رملية بل إنجاز صرف صحي متكامل يصل الى البحر القريب منها، وهناك دول اخرى اقل إمكانيات من الكويت قامت بعمل اكثر من ذلك.
وأضاف العنزي: نشعر بالخوف وهذه الحواجز إهدار للمال ولن تمنع السيول والفتحات بها كبيرة و«الله يستر علينا وعلى الجميع».
بدوره، قال مبارك الهاجري ان الحواجز الرملية لن تحد من مياه السيول وهي حلول ترقيعية وتنفيع لأشخاص معينين، فالمنطقة منخفضة والأكثر تضررا من المياه، وهذه الحواجز لم أشاهدها في دول مجاورة وأصبحنا محاطين بها وكأننا في ثكنة عسكرية والحل موجود وسهل وهو تصريف تلك المياه في البحر.
من جانبه، تمنى بسام عبدالسلام الا تتكرر حادثة غرق المنطقة في 2018، والتي راح ضحيتها شخص من الأهالي، لافتا إلى ان الحواجز حلول مؤقتة وليست دائمة، وتنظيف مجاري الصرف قبل موسم الأمطار من الأتربة والأوساخ قد يساهم في الحد من الغرق وزيادة كثافة المياه.
أما المواطن عايض الرشيدي الذي عاش كارثة 2018 فذكر ان الحواجز الرملية ليست حلا ومنظرها غير حضاري فأطوالها المرتفعة والتي تصل إلى ثلاثة أمتار تغطي على واجهات المنازل التي تقع على الشوارع الرئيسية وعلى الحكومة ان تجد حلولا دائمة ومنطقية لتلك الأزمة.
من جهته، ذكرت أم مبارك العتيبي ان أهل الفحيحيل بنوا منذ القدم سورا لها للحد من الأطماع الخارجية واطلق عليها «سور الدبوس» وفي بداية الخمسينيات تم هدمه وكأن الجهات المسؤولة أرادت إعادة السور القديم بهذه الحواجز الرملية التي لا تفيد كما ان منظرها نشاز ومنطقتنا منذ 50 عاما تغرق والخسائر المادية كبيرة.
ومن ناحيته، قال عبدالهادي خلف: اقطن في المنطقة منذ عشرين عاما، وكما تشاهدون فهذا السور من الرمال مؤقت ولا اعتقد اذا ما كان يسد الحاجة والغرض الذي أقيم من أجله أم لا، وندعو الله ان يحفظ الكويت وأهلها من كل مكروه.
في السياق ذاته، طالب صالح العتيبي بتحرك الجهات المعنية لإنقاذ منطقة الفحيحيل من الفيضانات ومن أمور أخرى مثل وجود العزاب بين العائلات وامتلاء الساحات الترابية بالمعدات الثقيلة التابعة لبعض الشركات في المناطق المجاورة.
وبدوره، قال أحمد العنزي: اطلقنا صرخات كثيرة نحن المتضررون في المنطقة، وخاصة سكان قطعة 1 ولكنها ذهبت هباء منثورا، وسمعنا وعودا لم تطبق على ارض الواقع وما نشاهده حاليا يحز بالنفس من تواجد تلك السواتر الترابية، متسائلا، هل سمعت ان ساترا ترابيا يمنع السيول؟!.
ومن جهته، ذكر المقيم ابوحسين انه من سكان الفحيحيل منذ 40 عاما، وشاهدنا أمطارا غزيرة ولكن أمطار 2018 كانت شبه كارثية، عملت على انهيار منظومة الصرف الصحي، داعيا الله ان يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه وسوء.