أعربت الأحزاب السياسية الكبرى في السودان عن رفضها التطبيع الذي أعلنته الخرطوم مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة الاميركية.
وقال تحالف «قوى الإجماع الوطني»، وهو ثاني أبرز مكونات قوى «إعلان الحرية والتغيير»، إن الشعب السوداني غير ملزم باتفاقيات التطبيع.
وأضاف التحالف أن «السلطة الانتقالية تتعمد انتهاك الوثيقة الدستورية وتمضي في اتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني والخروج على ثوابت السودان في دعم حقوق الفلسطينيين».
وتابع: «شعبنا الذي يتم عزله وتهميشه بطريقة منهجية عبر الصفقات السرية، غير ملزم بما ينتهي إليه التطبيعيون من اتفاقيات».
وأكد أن الشعب «سيلتزم بمواقفه التاريخية، وسيعمل من خلال جبهة عريضة لمقاومة التطبيع ودعم الشعب الفلسطيني من أجل الحصول على كامل حقوقه المشروعة».
ورفض تحالف الإجماع الوطني «أي قرار يعنى بالتطبيع دون تفويض من مجلس تشريعي منتخب، خاصة في ظل تغييب تام للشعب وقواه الحية»، داعيا السلطة الانتقالية إلى تجميد أي خطوات في هذا الشأن.
من جهته، قال الأمين العام لحزب «الأمة» السوداني الواثق البرير: «موقفنا كحزب بخصوص رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب المنطلق من ثوابت مبدئية أنه حق مكتسب ما بعد ثورة ديسمبر المجيدة. النظام البائد هو الذي تسبب في فرض الإرهاب على الشعب السوداني».
وأضاف: «ربط رفع اسم السودان من قائمة الارهاب بالتطبيع مع إسرائيل ابتزاز سياسي، وحق التطبيع يجب أن يترك لحكومة ديموقراطية مفوضة لها الشرعية اللازمة لتتخذ القرارات باسم الشعب».
وكان رئيس الحزب الصادق المهدي قال في بيان صحافي مؤخرا ان «حزبه سيسحب دعمه للحكومة الانتقالية، في حال قررت التطبيع مع إسرائيل». بدورهما، أعلن حزبا «المؤتمر» و«البعث» السودانيان رفضهما قرار الحكومة الانتقالية توقيع اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مرحبين رغم ذلك بشطب الخرطوم من قائمة الإرهاب. وقال حزب «المؤتمر»: إنه «يرفض التطبيع مع إسرائيل، لكنه يرحب برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب».
من جهته، أعلن حزب «البعث» السوداني العضو في قوى الحرية والتغيير، أنه شرع «في اتصالات سياسية ومجتمعية لتشكيل جبهة وطنية ضد التطبيع مع إسرائيل».
في سياق متصل، رحبت الإمارات بقرار السودان تطبيع العلاقات مع إسرائيل، معربة عن أملها في أن يكون لهذه الخطوة أثر إيجابي على مناخ السلام والتعاون الإقليمي والدولي. وأشادت الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها، بجهود الولايات المتحدة والسودان وإسرائيل للوصول إلى هذا الاتفاق التاريخي.
وقالت الوزارة في بيان بثته وكالة انباء الامارات الرسمية (وام)، إن «قرار السودان بمباشرة العلاقات مع إسرائيل يعد خطوة مهمة لتعزيز الأمن والازدهار في المنطقة». وأضافت أن «هذا الإنجاز من شأنه توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي وكذلك الديبلوماسي».
كما رحبت الخارجية البحرينية بالإعلان عن توصل السودان وإسرائيل إلى اتفاق لبدء العلاقات بينهما برعاية الولايات المتحدة.
وقالت الوزارة، في بيان بثته وكالة انباء البحرين الرسمية (بنا) أمس، إنها تعتبر هذا الإعلان «خطوة تاريخية إضافية على طريق تحقيق السلام والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط».
وأشادت الوزارة بالجهود المبذولة من قبل واشنطن «لتسهيل التوصل إلى هذا الاتفاق.