أوجه هذه الأبيات من خلال جريدة «الأنباء» الغَرّاء إلى أخي الفاضل فهد المعجل تقديراً له ولما قد شاهدته في ديوانه العامر.
حَلّتْ بنا يا ليتها لم تَحْلُلِ
وأتَتْ على الدنيا بستر مُسْدَلِ
مَضَت الكورونا بالأذى وتتابعت
منها وقائعُ مثلُ نارِ المصطلي
عم الخلائقَ شرُّها فكأنها
جيشٌ يُحيطُ بدارِ قومٍ عُزَّلِ
يوم استدار لنا الزمان وأقبلت
منه شدائدُ مرةٌ كالحنظلِ
وترادفت أحداث يوم ظَنَّنَا
أن ينجلي فإذا به لا ينجلي
ودعا الأسَاةُ إلى التباعد بيننا
فالكلُّ مِنَّا يستقرُّ بمعزلِ
خوفا من العدوى وما قد يعتري
جَسَدَ ابن آدم وهْوَ من مرضٍ خلي
تُردي قواه وتستبدُّ بما به
من قُدْرَة في جوفه والمفصلِ
فيظَلُّ في الدنيا وفي الأخرى معا
لا يستدل على القرارِ الأفضلِ
ويقول واربَّاهُ تلك مُصيبةٌ
أودتْ بحالي فجأة فالويل لي
>>كانت مجالسنا تُجَمِّعُ بيننا
نُحيي بها ذكرَى الزمان الأولِ
نتبادل اللقيا ويُسعدُ بعضُنا
بعضا بحالٍ في المجالسِ أمثلِ
فنُجدِّدُ الوصل الذي درجت به
عاداتنا ضمن المسار الأَجْملِ
وهناك في الفيحاء جمع طيِّبٌ
نَلقاه في ديوان فَهْدِ المعجلِ
فيه نُلاقي منهلاً نَحْظَى به
ما كان أحلاه لنا من منهلِ
يجد الرفاقُ به سعادة يومهم
ويدور بينهُمُ حديثُهم الطّلي
يا صاحبَ الديوان يا من نَعْتُهُ
بين الرفاقِ على فضائِلِهِ جَلي
أسعدتنا وجمعتنا بمحبة
يا من له صفة الفخار الأكملِ
ولأنت مذكور بخير دائما
يُثني عليك الخلق عند المحفلِ
وَيُردِّدُون مآثراً تحظى بها
فنرى الصَّدى في كل خاطرة تلي
قد صار ذكرُكَ كلَّ حين بينهم
يسري، فيالك من كريم مفْضِلِ
أَبقَاك رب العرش في إنعامِهِ
ورعاك فيما ترتضي وهو الولي
وأعاد ما قد كان فيما ينبغي
وأمدَّنا منه بفضلٍ مُنْزَلِ
عش أيها المفضال في بحبوحة
دوما تكون بها ودوما تعتلي
وَلْيبق عندك ملتقانا عامراً
فيه نراك، كما نُسَرُّ بفيصلِ
>>يا رب أبعد عن حمانا ما جرى
واكتب لنا فيه بخيرٍ أَجْزَلِ
أسبغ علينا العدلَ كي نحيا به
إن كانَ داءُ جاءنا لم يعدِلِ
فعسى بنا الأيام ترجع عاجلاً
زهراء تبهر في زمانٍ مُقْبِلِ
مذ جاءنا هذا الوباء فإننا
ذقنا الضنا منه بفعلٍ مُعْضِلِ
وتعاظم الهم الثقيل فصدنا
عن عذب مشربنا وطيب المأكلِ
صرنا شتاتا لا تَجَمُّعَ بيننا
والكُلُّ منا قابِعٌ في المنزلِ
إيهِ كورونا قد كفانا ما جرى
منك، فهيا يا كورونا وارحلي
كي نُبصِرَ الأيام في إشراقها
أو تهنأ الأرواح فيما قد يلي