لسنا بصدد الكلام عن موضوع الدراسة أونلاين، ولكن هذا المقال بخصوص أونلاين المعاملات الحكومية والدوائر الرسمية في الدولة، خصوصا الوزارات الخدمية، وكيف فرضت مشكلة «كورونا» على العالم أجمع التحول من المعاملات الورقية والشخصية إلى المعاملات الرقمية، على الهاتف الذكي أو الكمبيوتر الشخصي، لكن يا ترى كيف كان هذا التحول عندنا في الكويت؟ في الأزمة الغابرة، من عشرة شهور تقريبا ليس اكثر، كان صاحب اي معاملة حكومية في اغلب الوزارات يحضر إلى الوزارة المعنية بصحبة ملف فيه خطاب مكتوب من الطباع وصوره منه، البطاقة المدنية وصورة منها، اعتماد التوقيع وصورة منها، شهادة التأمينات وصورة منها، شهادة المعلومات المدنية وصورة منها، صورة شخصية، الأقل يعني ولا تنس كم دينارا فكة لزوم الطوابع ويأخذ رقما وينتظر دوره لإتمام المعاملة، هذا في الأزمنة الغابرة، ركز.
في زمن الكورونا، كل شيء صار أونلاين، ركز، تحجز موعدا في الوزارة المعنية بالنت وتأخذ باركود بتاريخ وزمن ومكان المعاملة، وطبعا تأخذ خطابا مكتوبا من الطباع وصورة منه، والبطاقة المدنية وصورة منها، واعتماد التوقيع وصورة منه، وشهادة التأمينات وصورة منها، شهادة المعلومات المدنية وصورة منها، صورة شخصية، ولا تنس كم دينارا فكة عشان الطوابع، وتروح ميعادا وتأخذ رقما، مره ثانية، وتنتظر دورك لإتمام المعاملة مره ثانية، الآن ما الذي تغير في الموضوع؟ اللهم وإحقاقا للحق بعض الوزارات صار الطابع فيها تدفعه كي نت بدلا من الكاش.
حقيقة، الوضع لم يتغير، بل في بعض الأحيان صار أسوأ بمراحل، في السابق ممكن تراجع الوزارة بأي وقت لمتابعة المعاملة، الآن نظام حجز المواعيد يؤخر إتمام المعاملات أسابيع طويلة في حالة تعذر الحصول على موعد، ناهيك ان مشكلة الزحام هي هي لم تتغير بل تفاقمت أحيانا، كيف خدم الأونلاين هنا في قضية الكورونا؟ الكورونا صارت تضحك علينا في اعتقادي بسبب الزحمة، وطبعا شحن الأعصاب للمراجعين هو في ذروته ليقينهم باستحالة إنجاز المعاملة بالقريب العاجل في حال نقصت ورقة او فات الموعد، هل هذا النظام هو فعلا يخفف الحمل على المواطن ام العكس؟ فهمكم يكفي.
عزيزي المسؤول، أنا أفهم الأونلاين انك تنجز معاملاتك، كل معاملاتك بالموبايل، وان تعذر الأمر في مشكلة تتصل بـ«كول سنتر» تابع للوزارة للمساعدة، أما هذا النظام بصراحة فلا يمت للفكرة بصلة، معاليك فاهم الأونلاين غلط، جربت تنزل وتشوف زحمة المراجعين على باب المدير الفلاني لطلب توقيع؟ جربت والا خايف من الكورونا؟، ختاما، ننتقد لطلب الأفضل وتنبيها للغافل وليس جلداً للذات، ودمتم.