الساعة وتطورها
الساعة آلة لقياس الزمن، والزمن مرتبط بالتقويم، والتقويم مرتبط بالفلك، وهذا مرتبط بحركة الشمس والقمر. وقد اتخذ الانسان القمر أساسا لقياس الزمن به واتخذ الشهر أساسا لهذا القياس ولهذا كان التقويم الأول قمريا ولهذا كانت السنة على اثني عشر شهرا قمريا. بينما اتخذت الزراعة أساسا للتقويم وكانت الشمس أساسا له. وكان المصريون في عام 2700 ق.م يستخدمون الشمس لآلاف السنين باستخدامها في تقويمهم. وقد اعتمد الظل ليتبين به الانسان ارتفاع الشمس في مختلف أوقات السنة وفصولها.
وكانوا يعتمدون ظل الوتر القائم على الأرض في منتصف اليوم وفي أوقات مختلفة من السنة.
وكان الكلدانيون اول من ادرك ان طول ظل الانسان او قصره يعتمد على حركة الشمس وموقعها واخذت الشعوب المجاورة لهم كالآشوريين والفينيقيين والفرس ثم انتقلت الى المصرين.
ويرجع تاريخ المزولة او الساعة الظلية الى 3500 ق.م وبطول الظل كان يقاس الزمن في النهار. اما اليونانيون فقد انشأوا المزاول وقد صنع ابولونيوس برغا عام 250 ق.م ساعة نصف كروية سجلت عليها خطوط دقيقة كما اصطنع بطليموس ساعة شمسية ظلية.
وقد أولى العرب اهتماما كبيرا بالمزاول فزادوا في أنواعها واشكالها كما بسطوا تصاميمها.
وقد انشأ ابوالحسن التلمساني في مطلع القرن الثالث عشر للميلاد خطوطا للساعة على سطوح اسطوانية ومخروطية. ولما كانت الساعة الشمسية لا تنفع في الليل او في الفصل الغائم لذا جاءت الساعة المائية لتسجل الوقت عندما تحجب الشمس.
والساعة المائية على أنواع فمنها ما يتدفق ماؤها لخارج الوعاء او ساعة يتدفق ماؤها لوعاء آخر او ساعة مستمرة التدفق ذات عجلة غرافة او ساعة اسطوانية ذات حجرات. وقبل 1500 ق.م كان المصريون والبابليون يستخدمون ساعة مائية ذات سيلان متدفق من وعاء فخاري ومن ثقب في جانبه بقرب القاعدة.
ووجدت الساعة المائية في الصين في القرن السابع قبل الميلاد بعد ان انتقلت اليها من بلاد وادي الرافدين للهند كما عرفتها اليونان في القرن الخامس قبل الميلاد.
من كتاب: موسوعة ينابيع المعرفة ـ إعداد: د.قاسم الأسدي