هنا لا بد أن تكون لنا وقفة ومسؤولية وطنية نحاكي بها ضمائرنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فالأمور أصبحت أوضح من الشمس في وضح النهار، خاصة عندما نطالب بالإصلاح مرارا وتكرارا وممارساتنا أثناء الانتخابات للأسف عكس مطالبنا وكأننا نناقض أو ننافق أنفسنا، وهذا واضح عندما نرى التوجهات الحثيثة من غالبية المجتمع التي تصب للمصلحة الخاصة التي تتمثل في مصلحة القبيلة والطائفة!
قد يكون الخطر غير مرئي لدى البعض في الوقت الراهن ما دامت الرواتب تسير على ما يرام، وهذا لا يمنحنا ديمومة لحياة مستقرة وآمنة طالما أن معيشتنا تتوقف على تدفق براميل النفط فحسب، وهناك مؤشرات اقتصادية واجتماعية وسياسية تنذر بوجود خطر يحدق بنا، إن لم نتعامل مع بلدنا بحسن التصرف وبوطنية بفعل وليس بالثرثرة وعلينا أن نبر بثرواتنا من خلال البحث عن دخل آخر يغطي تكاليف وميزانيات السنوات المقبلة، فالشباب اليوم وغدا بحاجة إلى وظائف وإسكان وتعليم وصحة وتنمية، تتناسب مع حجم الزيادة البشرية، فإلى متى نصمت عن هذه المشكلة بحلول ترقيعية!
والسؤال هنا: هل نستطيع تجاوز كل مشاكلنا ونحقق النجاح ونحن مازلنا نقدم أصواتنا الانتخابية من أجل مصالح قبيلة أو طائفة أو عائلة؟!
أنا لست ضد من يمنح صوته لابن قبيلته أو طائفته أو عائلته، أبدا، لكن ما نطالب به هو اختيار الكفاءات منهم الذين يحملون أفكارا نيرة تصب في خانة المصلحة العامة التي تصب فائدتها على الوطن وعلى الجميع.
أما ممارساتنا الراهنة فلا يمكن أن تأتي بالخير للوطن وسيقابلها مفهوم حكومي يتمثل في الترضيات لفئة دون أخرى، وهذا الوضع جدا طبيعي في عالم السياسة خاصة في المجتمعات الفوضوية.
وعلينا أن نتذكر ما قاله وكرره المغفور له سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد «أحسنوا الاختيار»، والمعني بذلك أن اختياركم سيسهم في إصلاح الوضع المجتمعي والاقتصادي والسياسي، لكن للأسف في كل مرة نعلن أننا سنحسن الاختيار ويأتي اختيارنا على مبدأ التعصب الأعمى، فما النتائج؟! إما احتقان طائفي بين أفراد المجتمع وإما تكريس مصالح على مستوى شخصي، والمصلحة العامة معدومة بالكامل، فعلينا أن نعي أن لدينا فرصة في انتخابات 2020 لاختيار أشخاص يحملون مسؤولية وطنية ولديهم أفكار تصب في صالح الوطن فحسب، نواب لا تهمهم الكراسي ولا يقومون ببطولات وهمية وتأجيج فوضوي بقدر همهم للإصلاح الحقيقي من خلال تشريع ورقابة متوازنة.
نريد أن نرتقي ولو مرة بتجربة ناجحة، فمحاسبتنا لأنفسنا هي بداية الإصلاح، فنحن لا نختار الحكومة حتى نحاسبها بل نختار نوابا هم من يحاسبون الحكومة، فالأولى محاسبة بعض النواب السابقين على مواقفهم وذلك من خلال اختيار الأفضل منهم من أجل الكويت.. فالبلد يستحق أن نقدم لها كل ما نملك.. «أمامكم فرصة لا تعوض باختياركم للأفضل.. فانتخبوا «صح» حتى لا تندمون»!
[email protected]