تشهد صناعة البقالة تغييرات كبيرة، فلم يعد المستهلكون يعتمدون على الذهاب إلى متاجر التجزئة والأسواق فقط لشراء ما يحتاجون اليه من سلع، بل أصبح عدد كبير من المستهلكين يعتمد على شراء البقالة عبر الهاتف أو الإنترنت من متاجر إلكترونية مثل «أمازون».
وربما يكون تفشي وباء فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» قد ساهم في تغير عادات الشراء لدى المستهلكين بشكل كبير، إلا أن هذا كان سيحدث عاجلا أو آجلا، وبالتالي أصبح لزاما على متاجر البقالة والشركات المصنعة للأغذية والمشروبات التعلم من متاجر التجزئة التي قامت بالفعل بتغيير تجارب التسوق على مدى العقد الماضي.
ومن أبرز الأشياء التي يمكن لمتاجر البقالة البدء في تبنيها لتحسين تجربة المستهلك، خيارات الأتمتة، واستراتيجيات القنوات المتعددة للتوزيع، ومراكز التنفيذ الصغيرة.
وتشهد صناعة البقالة العديد من الاتجاهات الحديثة، والتي حدث بعضها بشكل متكرر على مر التاريخ، بسبب الأوبئة التي تسببت في نقص الأغذية وزيادة الطلب، بينما البعض الآخر جديد تماما.
الاتجاهات الحالية في صناعة البقالة
1- الطلب: دفعت المخاوف المتعلقة بالصحة والسلامة بعد تفشي جائحة كورونا الأسر لتناول المزيد من الوجبات في المنزل، بدلا من الذهاب إلى المطاعم، ما أدى بدوره إلى زيادة الطلب على السلع من متاجر البقالة، سواء من خلال التسوق في المتجر نفسه، أو من خلال طلب السلع عبر الإنترنت.
وشهد بائعو البقالة في الولايات المتحدة الأميركية زيادة في الطلب بنسبة 10% على أساس سنوي، ويعمل بائعو البقالة الذين لم يكونوا مستعدين للتعامل مع زيادة الطلب على هذا النحو، حاليا لإعداد سلاسل التوريد الخاصة بهم للتكيف مع التغييرات المستقبلية.
2- التحضر: تسارع انتقال السكان إلى المناطق الحضرية خلال السنوات الأخيرة، ونتيجة لذلك بدأ بائعو البقالة يؤسسون متاجر بقالة أقرب للمستهلكين ولكن بمساحات أقل، وتتطلب متاجر البقالة الصغيرة تسليم كميات أقل من البضائع بشكل متكرر لتلبية احتياجات العملاء.
3- التتبع: أصبح تتبع وتنظيم سلسلة التوريد محط اهتمام على نحو متزايد منذ عام 2011، لتلبية المعايير المنصوص عليها في قانون الأغذية في الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من البلدان، ومن المتوقع أن يزيد هذا الاتجاه في السنوات المقبلة من أجل ضمان سلامة الأغذية وجودتها.
4- الصحة والسلامة: تتركز سلوكيات الشراء لدى المستهلكين على مر العصور حول ثلاثة أشياء هي الجودة والسعر والتنوع، ورغم أنها عناصر مهمة، إلا أن الصحة والسلامة أصبحت تمثل الأولوية الجديدة بالنسبة للمستهلكين، وأصبح لزاما على بائعي البقالة أن يولوا أهمية لهذا العنصر.
5- التجارة الإلكترونية: ازدهرت التجارة الإلكترونية بشكل كبير خلال الفترة الماضية، ففي حين كانت المبيعات الرقمية تشكل نسبة تتراوح بين 1% و3% من إجمالي مبيعات البقالة قبل جائحة كورونا، فقد زادت هذه المبيعات بشكل كبير في غضون أسابيع قليلة، وصارت المبيعات الرقمية تشكل نحو 10% من إجمالي مبيعات البقالة في 2020.
وكان عدد قليل من متاجر البقالة مجهزا لتلبية متطلبات التجارة الإلكترونية التي كانت منخفضة سابقا، والآن أصبحت جميع المتاجر مطالبة بتبني التقنيات الحديثة لتلبية الإقبال المتزايد على التجارة الإلكترونية.
ومن المتوقع أن تشهد تجربة المستهلك في صناعة البقالة تغييرات كبيرة خلال الفترة المقبلة، ويوضح الجدول التالي أبرز تلك التغييرات المتوقعة، حسب ما نشره موقع «أرقام».
التغييرات القادمة في تجربة المستهلك
1- التسوق داخل المتجر: ظلت تجربة الشراء من داخل متاجر البقالة كما هي دون أي تغييرات تذكر لسنوات طويلة، على عكس قطاعات أخرى مثل متاجر الملابس والسلع العامة، والتي شهدت العديد من التغييرات، وتبنت طرقا جديدة لتعزيز مشاركة المستهلكين، وستحتاج متاجر البقالة لإحداث تغييرات مماثلة، لتحسين تجربة المستخدم.
2- قنوات التوزيع المتعددة: يتوقع العملاء إجراء عمليات شراء في أي وقت ومكان، وبالطريقة التي يريدونها، ولديهم توقعات مماثلة خاصة بعملية توصيل السلع إليهم، وبالتالي يحتاج بائعو البقالة إلى تطوير إمكاناتهم لتلبية احتياجات العملاء.
بدلا من أن يكتفي بائعو البقالة باستخدام سجل الشراء السابق للعميل، لتقديم اقتراحات للشراء، يجب أن يطوروا موقع الويب الخاص بهم لجذب العملاء من خلال الإعلانات والعروض الترويجية.
3- التجارة دون تلامس: أصبح تقديم تجربة الشراء من دون تلامس أمرا بالغ الأهمية بالنسبة للمستهلكين المهتمين بالصحة والسلامة أكثر من أي وقت مضى، ومن المتوقع أن يزداد هذا الاتجاه خلال الفترة المقبلة.
4- التجارة المتصلة: يحتاج بائعو البقالة إلى ربط بيانات العملاء وبيانات المنتج، ما يساعدهم على تقديم تجربة عملاء أكثر تخصيصا، وخوارزميات أفضل للتنبؤ والتجديد، وزيادة رضا العملاء.
5- التركيز على الروابط المحلية: أصبح المستهلكون، خاصة الشباب، يولون أهمية كبيرة لدعم مجتمعاتهم المحلية، سواء كان ذلك من خلال دعم القضايا المحلية، أو رد الجميل للمجتمع.