مع الاعلان عن ظهور فيروس كورونا في مدينة يوهان الصينية كانت أسوأ المخاوف هي انتشار الفيروس الى بلدان المنطقة خصوصا أثر اكتشاف أول حالة اصابة خارج الصين في العاصمة التايلندية بانكوك في أواسط يناير.
وحسب صحيفة " الغارديان " كانت تايلند آنذاك في ذروة موسمها السياحي مع تدفق أعداد كبيرة من السياح من جميع أنحاء العالم، وبدا ان حدوث تفش كبير للعدوى أمر لا مفر منه.
واليوم وبعد مرور 11 شهرا يمكن القول ان تايلند، وبلدان أخرى في جنوب شرق آسيا، تمكنت من تفادي أسوأ حالات الانتشار. فمنذ بداية العام وحتى منتصف ديسمبرالحالي بلغ عدد المصابين في البلاد 4246 حالة أي ما يزيد قليلا عن خمس عدد الاصابات المسجلة في يوم واحد في المملكة المتحدة، أما الوفيات فقد بلغت 60 حالة فقط.
ويرجع مدير الأمراض المعدية في جامعة ثاماسات البروفسور أنوشا أبيسارثاناراك السر في ذلك الى البيانات الواضحة الصادرة عن الخبراء الصحيين والاستعداد للسماح للعلماء بقيادة الاستجابة للفيروس والاغلاق الفعال الذي التزم به الناس، والذي يصفه بأنه من خصائص الثقافة الآسيوية.
ومن المحتمل ان الطبيعة السكانية والبيئة لعبتا دورا في الحد من تأثير الفيروس لأن البدانة والعوامل المهددة الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري هي نسبيا اقل انتشارا في تايلند منها في كثير من البلدان الأخرى التي تأثرت بحدة بالجائحة. وفي كمبوديا المجاورة حيث يعيش ثلاثة أرباع السكان في الأرياف ويمضون قسطا كبيرا من أوقاتهم خارج البيوت سجلت 362 حالة اصابة فقط ولم تسجل أي حالة وفاة بالفيروس.