في الذكرى الثانية لاندلاع الثورة ضد الرئيس السوداني السابق عمر البشير، خرج آلاف المتظاهرين معظمهم شباب أمس في عدة مدن في السودان، مطالبين بـ«العدالة» واحتجاجا على عدم حصول أي تغيير في حياتهم اليومية.
وبعد أن أحرقوا إطارات متسببين في تصاعد أعمدة دخان سوداء في حي الصحافة الواقع في جنوب العاصمة الخرطوم، توجه متظاهرون نحو القصر الرئاسي هاتفين بشعارات من بينها «عدالة، عدالة» و«تسقط بس»، في وقت كان آخرون يحملون الأعلام السودانية وصور «شهداء» قتلوا خلال تظاهرات 2019، وكرر المتظاهرون الذين قدر عددهم بعدة الاف هتافات الانتفاضة «الشعب يريد إسقاط النظام».
ورفع المتظاهرون قرب المطار صورة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك مشطوبة وكتب عليها كلمة «ارحل».
«رسالة إلى الجيش»
وعلى الرغم من إعلان الولايات المتحدة مؤخرا حذف السودان عن القائمة السوداء الأميركية للدول الراعية للإرهاب، تتواصل الأزمة الاجتماعية الاقتصادية ويفاقمها تفشي كوفيد-19 بالإضافة إلى تضخم متزايد ودين عام هائل يساوي 201% من الناتج المحلي الإجمالي.
ولم تتم بعد إحالة المسؤولين عن قمع تظاهرات 2019، إلى القضاء، ما يشكل سببا آخر لاستياء المتظاهرين ومنع المدعي العام قوات الأمن من استخدام قنابل غاز مسيل للدموع خلال التظاهرات.
وبعد أن تظاهروا في المدينة، وقف المتظاهرون على بعد عشرة أمتار من القصر الرئاسي هاتفين «حرية، حرية»..
وقالت ندى نصر الدين البالغة 21 عاما «خرجنا لإرسال رسالة إلى الجيش والحكومة المدنية بأننا نمتلك سلاح الشوارع الذي سنستخدمه حتى تتحقق مطالبنا».
وبالإضافة إلى الخرطوم، نظمت تظاهرات أيضا في ولاية الجزيرة وفي بورتسودان وهو المرفأ الرئيسي في البلاد وفي عطبرة (شمال شرق) وكسلا (شرق) التي تستقبل عشرات آلاف اللاجئين الإثيوبيين، وفق «فرانس برس».
القوات السودانية تتقدم داخل الفشقة
الى ذلك، واصلت القوات المسلحة السودانية تقدمها في الخطوط الأمامية داخل الفشقة (المتاخمة للحدود مع إثيوبيا) لإعادة الأراضي المغتصبة والتمركز في الخطوط الدولية وفقا لاتفاقيات العام 1902م.
وأفادت وكالة الأنباء السودانية (سونا) بأن القوات المسلحة السودانية أرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة للمناطق الأمامية بالشريط الحدودي مع إثيوبيا.
وذكرت الوكالة أن قيادة الفرقة الثانية مشاة استقبلت امس قافلة الدعم والمؤازرة التي قدمتها قبيلتا البني عامر والحباب بولايتي كسلا والقضارف برئاسة الناظر دقلل ناظر قبائل البني عامر ووكيله محمد حسن حاج آغا ووكيل ناظر الحباب محمد علي محمد سعيد، وشملت القافلة العديد من المواد الغذائية وصكا ماليا بمبلغ خمسمائة ألف جنيه.
وأكد الناظر دقلل وقفة أهل الشرق وقبائل البني عامر والحباب مع الجيش السوداني لصد العدوان الغاشم الذي يستهدف الأرض والعرض، مشيرا لرمزية المنطقة العسكرية الشرقية في الجيش السوداني والتاريخ العسكري لها، مؤكدا استمرار عمليات الإسناد والمؤازرة حتى يتم تسلم أراضي الفشقة كافة.
يذكر أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان زار ولاية القضارف الواقعة عند الحدود مع إثيوبيا أمس الاول بعد هجوم أودى مؤخرا بأرواح عدد من العسكريين السودانيين في المنطقة.
وكان الجيش السوداني أقر بمقتل عدد من عسكريين جراء كمين نصبته «القوات والميليشيات الإثيوبية» في الولاية.