قال بابا الڤاتيكان البابا فرنسيس، في رسالته بمناسبة عيد الميلاد، إن وجوه أطفال سورية والعراق واليمن الذين «يدفعون ثمن الحرب الباهظ»، يجب أن «تهز الضمائر».
وفي عرضه التقليدي للنزاعات في العالم الذي تليه مباركة مدينة روما والعالم، أعرب البابا بشكل خاص عن أمله في أن يفضي عيد الميلاد إلى «تخفيف التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط».
وأضاف «لنوجه نظرنا إلى العديد من الأطفال في جميع أنحاء العالم، ولاسيما في سورية والعراق واليمن، مازالوا يدفعون ثمن الحرب الباهظ».
وتابع «فلتهز وجوههم ضمائر الرجال ذوي الإرادة الصالحة لكي تتم معالجة أسباب النزاعات، ونعمل بشجاعة من أجل بناء مستقبل سلام».
وأعرب عن أمله في أن يحمل عيد الميلاد «العزاء إلى الشعب العراقي وجميع الذين يلتزمون في مسيرة المصالحة، ولاسيما اليزيديين الذين تضرروا بشدة بسبب سنوات الحرب الأخيرة».
وتمنى أن يستعيد «الإسرائيليون والفلسطينيون الثقة المتبادلة من أجل البحث عن سلام عادل ودائم من خلال حوار مباشر، قادر على التغلب على العنف».
ودعا البابا إلى إرساء السلام في ليبيا في إطار المفاوضات الجارية، وكذلك ناشد المجتمع الدولي لمساعدة الشعب اللبناني الذي يواجه صعوبات.
وأعرب عن دعمه إلى التزام «الأسرة الدولية والبلدان المعنية من أجل الحفاظ على وقف إطلاق النار» في ناغورني قره باغ وكذلك في شرق أوكرانيا.
وذكر أيضا آلام سكان عدد من الدول الأفريقية «الذين يعانون من أزمة إنسانية خطيرة»، متحدثا عن بوركينا فاسو ومالي والنيجر وإثيوبيا، وأشار بشكل خاص إلى معاناة سكان منطقة كابو ديل غادو في موزمبيق، ودعا المسؤولين في جنوب السودان ونيجيريا والكاميرون إلى «متابعة مسيرة الأخوة والحوار الجارية حاليا».
ولفت البابا أيضا إلى «القارة الأميركية حيث يعاني السكان من ڤيروس كورونا الذي زاد من آلامهم الكثيرة والمتفاقمة غالبا بسبب الفساد وتجارة المخدرات».
كما لفت بابا الڤاتيكان خلال عرضه التقليدي الى الكوارث الطبيعية في جنوب شرق آسيا خصوصا في الفلبين وڤيتنام.
وأضاف «وإذ أفكر بآسيا، لا يسعني أن أنسى شعب الروهينغيا»، الأقلية المسلمة المضطهدة في بورما والتي التقى عددا من أفرادها أثناء زيارة إلى بنغلاديش.
على صعيد اللقاحات المضادة لـ «كوفيد ـ 19»، أكد البابا أيضا أنه خلال فترة تفشي الوباء «نحتاج إلى الأخوة أكثر من أي وقت مضى»، داعيا بشدة إلى أن تكون اللقاحات «متاحة للجميع».
وشجع على أن تكون الأخوة ملموسة تتجاوز العائلة والاثنية والديانة واللغة والثقافة، مؤكدا أن دعوته من أجل التضامن موجهة خصوصا «تجاه الأشخاص الأكثر هشاشة والمرضى والذين وجدوا أنفسهم في هذا الوقت من دون عمل أو يواجهون صعوبات خطيرة بسبب العواقب الاقتصادية للوباء، وكذلك النساء اللواتي تعرضن للعنف المنزلي خلال الأشهر الأخيرة من الحجر الصحي».
وقال البابا فرنسيس «لا يمكننا أن ندع القوميات المنغلقة تمنعنا من العيش كأسرة بشرية حقيقية كما نحن»، مضيفا «لا يمكننا أن ندع ڤيروس الفردية الراديكالية يتغلب علينا ويجعلنا غير مبالين بمعاناة الإخوة والأخوات الآخرين».
وأشار إلى أنه لا يمكن السماح بتفوق «قوانين السوق وبراءات الاختراع» على «قوانين الحب والصحة والبشرية».