- واجهتنا معوقات كثيرة في أزمة «كورونا» إلا أننا بعزم طلابنا استطعنا مواجهتها والتغلب عليها
- تم إرسال أول تجربة كويتية إلى الفضاء بالتعاون مع «المداري» وجامعة الكويت والسفارة الأميركية
ثامر السليم
أكدت مدير عام المركز العلمي رنا النيباري، أنه تم إرسال أول تجربة علمية كويتية إلى الفضاء، مشيرة الى أنه تم التعاون مع شركة كويتية ناشئة في مجال تكنولوجيا الفضاء هي شركة الفضاء المداري وقدموا الدعم المادي واللوجستي وكذلك جامعة الكويت التي فتحت أبواب مختبراتها لإجراء التجارب الأولية بالإضافة إلى السفارة الأميركية في الكويت التي ساهمت في تسهيل وصول التجربة الى أميركا.
وأشارت النيباري إلى أن حرصنا على جذب أكبر عدد من الطلبة عبر إطلاق «مسابقة تجربة في الفضاء» لجميع الطلبة من جميع المراحل الدراسية، لافتة إلى أن الهدف من هذه المسابقة زيادة الوعي بالمهمات العلمية في الفضاء وأن يكون لها أثر إيجابي على الكويت.
وتابعت بالقول: تعاونا مع جامعة الكويت لإتاحة المجال للطلبة لاستخدام مختبرات الجامعة والحصول على التوجيه والإرشاد من الباحثين والعلماء في الجامعة، وقد واجهتنا صعوبات ومعوقات كثيرة في ظل هذه الأزمة إلا أننا وبعزم طلابنا استطعنا مواجهتها والتغلب عليها.
وبينت أن هذه ليست المبادرة الأولى التي يقوم بها المركز العلمي فيما يخص علوم الفضاء لكنها الأكثر تميزا وتعد إنجازا تاريخيا للكويت كونها تضع الكويت على خارطة الفضاء العالمية أسوة بالدول المتقدمة.
«الأنباء» التقت رنا النيباري، واليكم التفاصيل:
حدثينا عن مبادرة المركز العلمي في المشاركة في إرسال أول تجربة علمية كويتية إلى محطة الفضاء الدولية؟
٭ من أهدافنا نشر الثقافة العلمية وتشجيع الشباب على الدخول في المجالات العلمية من خلال أنشطة وبرامج جاذبة ومشوقة لجميع الفئات العمرية، لتحقيق هذا الهدف قررنا أن ننظم فعالية تعطي الفرصة للطلبة وتمكنهم من تصميم وإجراء التجارب العلمية حقيقية بحيث نحاكي ما يقوم به العلماء في المختبرات العلمية، فأطلقنا «مسابقة تجربة في الفضاء» خلال فعالية شهر في الفضاء في أكتوبر 2019 لجميع الطلبة من جميع المراحل الدراسية، ولجذب أكبر عدد من الطلبة قررنا أن تكون هذه الفرصة مميزة وتاريخية.
زيادة الوعي
ما هدف «مسابقة تجربة في الفضاء» الذي أقامها المركز؟
٭ هدف المسابقة تركز على تسجيع الطلبة وتمكينهم من تصميم وإجراء تجارب علمية حقيقية، وتعزيز الوعي بالمهمات العلمية في الفضاء وماهية بيئة الجاذبية الصغرى وكيف ممكن أن يكون لها أثر إيجابي على الكويت، فتعاونا مع شركة الفضاء المداري وهي شركة كويتية ناشئة في مجال تكنولوجيا الفضاء، حيث قدموا الدعم المادي واللوجستي من أجل ترتيبات إرسال أول تجربة علمية كويتية إلى الفضاء، وتم تكوين لجنة تحكيم من خبراء في مجالات علمية مختلفة من جامعة الكويت ووزارة الصحة لاختيار أنسب فكرة لتجربة علمية لتكون أول تجربة علمية كويتية تصل إلى محطة الفضاء الدولية.
ومن بين المرشحين فاز في الفكرة البحثية فريق إي كولاي المكون من الطالبين عمر قومرية وملك عبدالله من المدرسة الأميركية في الكويت، وقد ساندهم في تحضيرات التجربة فريق آخر مكون من الطالبين جونها كيم وكيلى بالاسينجام من المدرسة نفسها.
وبعد اختيار التجربة الفائزة تعاونا مع جامعة الكويت لإتاحة المجال للطلبة لاستخدام مختبرات الجامعة والحصول على التوجيه والإرشاد من الباحثين والعلماء في الجامعة، وبعد أشهر من التجارب والأبحاث تم تجهيز التجربة وشحنها لوكالة الفضاء الأميركية ناسا ليتم إطلاقها إلى الفضاء في 6 ديسمبر 2020.
الدعم اللوجستي
من ساهم معكم في هذه التجربة؟
٭ ساهمت معنا شركة الفضاء المداري، الممثلة برئيسها د.بسام الفيلي، والتي لها الدور الأعظم في تمويل التجربة وتقديم الدعم الفني واللوجستي والتنسيق بين الطلبة والجهات الأخرى وكانت هي حلقة الوصل التي تربط بين المركز العلمي ومحطة الفضاء الدولية، وجامعة الكويت التي فتحت لنا أبواب مختبرات كلية العلوم الطبية لإجراء التجارب الأولية تحت إشراف أستاذة علوم الأحياء المجهرية د.ليلى فالي، بالإضافة إلى السفارة الأميركية في الكويت التي ساهمت في تسهيل وصول التجربة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك شركة «فيديكس إكسبريس» التي شحنت التجربة من الكويت إلى الولايات المتحدة الأميركية وشركة دريم أب التي قامت بتوفير المعدات المطلوبة لنقل وإجراء التجربة على متن محطة الفضاء الدولية.
كم المدة التي عمل عليها الفريق المشارك حتى إطلاق هذه التجربة؟
٭ عمل فريق إي كولاي الفريق الفائز في المسابقة لمدة سنة كاملة.
صعوبات ومعوقات
في ظل جائحة كورونا، ورغم أن العمل كان على قدم وساق حتى تم اطلاق هذه التجربة العلمية، كيف تم تجاوز كل هذه المعوقات؟
٭ لا نخفي عليكم واجهتنا صعوبات ومعوقات كثيرة في ظل هذه الأزمة التي أثرت على العالم أجمع وليس على الصعيد المحلي فقط، إلا أننا وبعزم طلابنا استطعنا مواجهتها والتغلب عليها، حيث بفضل التكنولوجيا أصبحنا نجتمع عبر المنصات الافتراضية فسهلت علينا التواصل.
أين كانت التجارب التي قام بها الطلبة؟
٭ فتحت لنا كلية العلوم الطبية لجامعة الكويت أبواب مختبراتها أثناء فترة الجائحة حتى يتمكن الطلاب من دراسة التجربة وعمل التجارب الأولية وغيرها الكثير.
مستوى المعرفة
ما المبادرات التي يتبناها المركز؟
٭ انطلاقا من رؤية ورسالة المركز العلمي نحن نتبنى جميع المبادرات التي من شأنها أن تسهم في رفع مستوى المعرفة والتعليم ورفع مستوى الوعي البيئي العام.
هل هذه المبادرة الأولى فيما يتعلق بالفضاء؟
٭ هذه ليست المبادرة الاولى التي يقوم بها المركز العلمي فيما يخص علوم الفضاء لكنها الأكثر تميزا، وتعد إنجازا تاريخيا للكويت كونها تضع الكويت على خارطة الفضاء العالمية أسوة بالدول المتقدمة.
ما شعار المسابقة؟
٭ استكمالا لمسابقة تجربة في الفضاء وبالتعاون أيضا مع شركة الفضاء المداري، أقمنا مسابقة للطلبة في الكويت لتصميم شعار التجربة، وقد فازت بهذه المسابقة الطالبة حوراء ميرزا.
كيف تم الإعلان عن هذه المبادرة، وكيف جرى استقبال المشاركات؟
٭ تم الإعلان عن هذه المبادرة على وسائل التواصل الاجتماعي وجرى استقبال طلبات المشاركات عن طريق الموقع الإلكتروني، البريد الإلكتروني والتسليم شخصيا داخل المركز وتم تسلم أوراق 20 طلبا للمشاركة وتمت تصفية أحسن 10 طلبات لعرض افكارهم على لجنة التحكيم، كما تم الاختيار من قبل لجنة تحكيم وفق معايير تقييم تشمل فكرة التجربة من الناحية العلمية، ووضوح الفكرة وطريقة شرحها، ومدى امكانية تطبيق التجربة في الفضاء بحسب اشتراطات «ناسا».
أين كانت التجارب التي قام بها الطلبة؟
٭ تم عمل التجارب في مختبرات كلية العلوم الطبية المساعدة في جامعة الكويت.
ما نصائحكم وتوجيهكم للشباب والطلاب للاستفادة من أوقاتهم واستغلال تلك المبادرات التي تقدمونها؟
٭ ننصح الطلبة باستثمار وقتهم وجهودهم لتحقيق أحلامهم وانتهاز الفرص المتاحة لتنمية قدراتهم وزيادة خبراتهم العلمية والعملية وتعزيز مهاراتهم في التواصل والعمل بروح الفريق.
باقة ورد
مقدمة إلى المدير المساعد للعلاقات العامة والمبيعات في المركز العلمي محمد السنعوسي، على تذليل جميع العقبات أمام جولة «الأنباء» في المركز.. عساك عالقوة.
فخورون بدعم المركز العلمي
قال مؤسس ومدير عام شركة الفضاء المداري د.بسام الفيلي، إن الإنجازات والابتكارات في مجال الفضاء هي حديث الساعة في نطاق العلوم والتكنولوجيا على مستوى العالم، ونحن فخورون بدعم المركز العلمي لخلق هذه الفرصة بهدف تمكين شبابنا وتعليمهم المهارات ليسهموا في تطوير وتقدم مجال الفضاء من أجل تحسين جودة الحياة على الأرض.
وأشار الى انه مع انطلاق أول تجربة كويتية إلى محطة الفضاء الدولية، يسعدنا أن نشعل شغف الشباب في مجالات العلوم والتكنولوجيا خصوصا مجال الفضاء، فتجربة الكويت ليست فقط لإطلاق أحلام الطلبة، بل لإطلاق الخطوة الأولى لدخول الكويت في قطاع الفضاء أسوة بالدول المتقدمة.
التخفيف من التلوث البيئي
قال الطالب عمر قمورية: بدأنا العمل على هذا المشروع منذ عام بعد ان ربحنا في المسابقة وقمنا بعمل العديد من البحوث في جامعة الكويت، مشيرا الى ان التجربة مهمة جدا للكويت وللعالم أجمع كوننا نهدف الى التخفيف من التلوث البيئي، خاصة مع ما نشهده من تضخم كبير للتلوث البيئي.
وأضاف: حرصت مع زميلتي ملك على المشاركة في هذه المسابقة كونها مسابقة يدخل فيها اسم الكويت للفضاء وبدأنا العمل والبحث حتى تم الاستقرار على موضوع البكتيريا التي تفيد البيئة، مثمنا جهود من قام بدعمهم بداية من المركز العلمي وشركة الفضاء المداري.
أول تجربة علمية «فضائية» من الكويت
قالت الطالبة حوراء ميرزا: قمت بالمشاركة في مسابقة لتصميم شعار للتجربة الفضائية التي أطلقها المركز العلمي بالتعاون مع شركة الفضاء المداري، وهي اول تجربة علمية من الكويت سيتم ارسالها لمحطة الفضاء الدولية عن طريق قاعدة الصواريخ التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، مشيرة الى أنها سعدت كثيرا ليس لتلقي خبر الفوز فقط وإنما لدخول الكويت في حدث تاريخي كونها أول تجربة علمية كويتية إلى الفضاء.
وتابعت: حرصت على اختيار 4 ألوان في شعاري وهي ألوان علم الكويت، وحرصت على وضع أسماء المشاركين ورمز البكتيريا والمدار، ووضعت رقم واحد، لكونها أول تجربة من الكويت، ووضعت رمز ثاني أكسيد الكربون، وعملت عليه لمدة 5 أشهر، وأتوجه بالشكر الجزيل لكل من والدي على دعمهما المتواصل لي، بالإضافة إلى المركز العلمي وشركة الفضاء المداري.