تحدى آلاف الروسيين المؤيدين للمعارض أليكسي نافالني قرار السلطات بمنع التجمع، وتظاهروا في موسكو دعما لزعيم المعارضة المعتقل.
وردد المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة بوشكين في وسط موسكو «روسيا ستكون حرة». وقامت الشرطة باعتقالات عنيفة لمئات الأشخاص وحدثت صدامات قوية بين قوات الامن والمحتجين، وأفادت منظمة «او في دي-انفو» غير الحكومة المتخصصة في تتبع التظاهرات في روسيا بأن قوات الامن اعتقلت اكثر من ألف شخص خلال التظاهرات.
في نفس السياق، أعلنت يوليا نافالنايا زوجة المعارض الروسي أليكسي نافالني أنه تم توقيفها من قبل الشرطة الروسية في موسكو خلال التظاهرات الداعمة لزوجها المسجون.
وقالت بنبرة سخرية على صفحتها على انستغرام حيث نشرت صورة سيلفي التقطتها في عربة الشرطة «اعذروني على رداءة نوعية (الصورة)، الضوء سيئ في عربة نقل المساجين».
وأكد شهود عن صدامات متقطعة بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب التي استخدمت الهراوات ضد المحتجين الذين كانوا يرشقون عناصرها بكرات الثلج.
ونشر فريق نافالني الناشط الشهير في مكافحة الفساد الذي كان ضحية تسميم مفترض خلال الصيف، طوال النهار مقاطع فيديو عن هذه التظاهرات حيث كان آلاف الاشخاص يرددون شعارات مثل «(الرئيس فلاديمير) بوتين سارق» و«نافالني، نحن معك» و«الحرية للسجناء السياسيين».
وحركة الاحتجاج هذه تنظم صفوفها قبل أشهر من الانتخابات التشريعية المرتقبة في الخريف على خلفية تراجع شعبية الحزب الحاكم «روسيا الموحدة».
وجرت التظاهرات الأولى امس في أقصى شرق روسيا حيث خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في فلاديفوستوك وخاباروفسك وقوبلت بعدد كبير من عناصر الشرطة.
وكانت شرطة موسكو وعدت بأن «تقمع بلا تأخير» أي تجمع غير مصرح به تعتبره «تهديدا للنظام العام».
ومن جهته، دان رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين التظاهرات «غير المقبولة» في أوج انتشار وباء كوفيد-19.
وخرجت أولى التظاهرات في سان بطرسبرغ. وقالت غالينا فيدوسيفا (50 عاما) «سيكون من العار البقاء في المنزل، انا بحاجة للتحدث والتعبير عن موقفي».
من جهته، قال اليكسي سكفورتسوف (20 عاما) إن «الناس سئمت من بوتين، لقد كان رئيسا طوال حياتي. آن الأوان لافساح المجال للآخرين» مضيفا «لا أريد العيش وسط دكتاتورية».
الاعــتـــقـــالات كــــانــت عنيفة بشكل خاص في فلاديفوستوك، الميناء الروسي على المحيط الهادئ، حيث قام عناصر شرطة مكافحة الشغب بمطاردة المتظاهرين وضربهم بالعصي بحسب فرانس برس.
ونافالني (44 عاما) موقوف حتى 15 فبراير على الأقل ومستهدف بعدد من الإجراءات القانونية. واعتقل عند عودته الأحد الماضي من ألمانيا حيث أمضى خمسة أشهر في نقاهة.
وكان قد أصيب في نهاية أغسطس بمرض خطير في سيبيريا وتم نقله إلى المستشفى في حالة طوارئ في برلين بعد تعرضه، على حد قوله، لتسميم بغاز الأعصاب من قبل الاستخبارات الروسية.
وأكدت ثلاثة مختبرات أوروبية إصابته بتسمم. لكن موسكو تنفي بشدة ذلك وتتحدث عن مؤامرة.