أنت مرحّب بك للغاية
على سبيل المثال، عندما كانت ابنتي، إيمي، في التاسعة من عمرها تقريبا، كانت لديها صديقة في الجوار تُدعى جيسكا، والتي كانت غالبا ما تلعب في بيتنا.
في يوم من الأيام، سكبت جيسكا شرابا في غرفة المعيشة، فقلنا لها إن ذلك لا يمثل مشكلة، ثم نظفنا المكان بسرعة وبعدها أخبرنا جيسكا كم أسعدنا وجودها لدينا.
في الحقيقة، ربما شعور جيسكا بالسعادة بعد سكب الشراب يفوق شعورها قبله، وذلك بفضل ما قد أخبرناها به!
الآن لو أن إيمي سكبت شيئا ما، فهل كانت المحادثة ستجري بالطريقة ذاتها؟ لا أظن، لاسيما في تلك الفترة من حياتي، فربما كنت لأرد بطريقة تشعر إيمي بأنها سيئة.
فما السبب في وجود أسلوبين مختلفين في التعامل للحدث ذاته؟ حسنا، مع جيسكا، كنت أفكر، (أمنحها اهتماما كبيرا - فهي ضيفة). أما مع إيمي، فكنت في الأساس أفكر بشأنها وبشأن علاقتنا كأمر مسلم به.
هذا هو السبب وراء اننا في الغالب نعامل الضيوف بلطف أكثر مما نعامل به أحبابنا. يبدو الأمر كما لو أخبرت إيمي أنها لا تهمني بقدر ما تهمني جيسكا، وهذا غير حقيقي طبعا.
ما أرمي إليه هنا هو أننا عندما نعتبر أحباءنا أمرا مسلما به، أو نتوقف عن الانتباه إلى تعاملاتنا معهم، فلن نهمل مجاملات بسيطة وحسب، بل سنقول ايضا أشياء نود بعد ذلك لو استطعنا سحبها.
أو أننا لا ننصت أو نستجيب بطريقة تخلق حالة من التواصل. فبدلا من ذلك، وضعنا شيئا يحول بيننا، بحيث يجعل من الصعب ان نكون متفاهمين مع بعضنا البعض.
من كتاب: عشرة أشياء قوية تقولها لأطفالك ـ بول آكستل