أعلن مختبر الأدوية البريطاني «غلاكسو سميث كلاين» ومنافسه الألماني «كيورفاك» أمس، أنهما سيعملان معا على تطوير لقاح بتقنية الحمض النووي الريبي المرسال ضد النسخ الجديدة من فيروس كورونا المستجد على أمل أن يكون جاهزا العام 2022.
وجاء في بيان أن الهدف هو تطوير «لقاح محتمل يستجيب للنسخ المتحورة التي ظهرت» خلال الوباء. وسيستهدف اللقاح، الطفرات التي ظهرت وتلك التي قد تستجد لاحقا بحسب ما أعلنت المجموعتان المرتبطتان أساسا لأن «غلاكسو سميث» اشترت 10% من أسهم هذا المختبر الألماني في يوليو الماضي. وقالت إيما والمسلي المديرة العامة لغلاكسو سميث «نعتبر أن الجيل الجديد من اللقاحات سيكون مهما جدا في المكافحة المستمرة لكوفيد-19».
وأضافت غلاكسو سميث في البيان أنها ستساعد في بادىء الأمر هذه السنة في انتاج لقاح أول سبق أن طورته كيورفاك وبات حاليا في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية.
وعلى هذا الصعيد، كشفت دراسة جديدة أن لقاح أكسفورد يوفر حماية بنسبة 76% لمدة تصل إلى 12 أسبوعا بعد إعطاء الجرعة الأولى. وقال علماء - وفق ما أوردته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية على موقعها الإلكتروني - إن لقاح جامعة أكسفورد الذي طورته بالتعاون مع شركة أسترازينيكا للأدوية يمكن أن يؤدي إلى انخفاض كبير في انتشار فيروس كورونا بنسبة 67%.
وأضاف علماء أكسفورد أن النتائج والتي تخضع حاليا للمراجعة من جانب مجلة «ذي لانسيت» الطبية، تدعم قرار حكومة المملكة المتحدة بتمديد الفترة الفاصلة بين الجرعتين الأولى والثانية لمدة تصل إلى 12 أسبوعا، بعد أن واجهت انتقادات واسعة النطاق بشأن سياستها في مكافحة كورونا.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن البروفيسور أندرو بولارد كبير الباحثين في تجربة لقاح أكسفورد، قوله إن «هذه البيانات الجديدة تمثل تحققا مهما من البيانات المؤقتة التي استخدمها أكثر من 25 جهة تنظيمية، بما في ذلك وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية ووكالة الأدوية الأوروبية لمنح تصريح استخدام اللقاح في حالات الطوارئ».
وتشير تحليلات مسحات فيروس كورونا لسكان المملكة المتحدة إلى أن اللقاح قد يكون له تأثير كبير على انتقال الفيروس، مع انخفاض بنسبة 67% في النتائج الإيجابية بين أولئك الذين تم تطعيمهم في بريطانيا لتجربة لقاح أكسفورد.
في غضون ذلك، زار خبراء من منظمة الصحة العالمية أمس معهد ووهان لعلوم الفيروسات، في إطار تحقيق يجرونه لتحديد منشأ فيروس كورونا في هذه المدينة الواقعة في وسط الصين.
ويحتوي هذا المعهد على مختبرات عديدة محاطة بإجراءات أمنية مشددة ويجري فيها الباحثون اختبارات على فيروسات من سلالة كورونا.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب اتهم هذا المعهد بأنه مصدر فيروس كورونا، مؤكدا أن الصين تسببت بانتشار الفيروس، إما عمدا أو خطأ، وأغرقت العالم تاليا في جائحة كوفيد-19، في اتهام نفته بكين نفيا قاطعا.
وقال العضو في بعثة الخبراء بيتر داشاك للصحافيين لدى وصوله بالسيارة إلى مدخل المعهد إن البعثة المكونة من عشرة باحثين «تتوقع أن تطرح كل الأسئلة التي يجب أن تطرح». وكتب على تويتر لاحقا بأنه كان «اجتماعا مهما للغاية مع الموظفين» و«مناقشة صريحة ومفتوحة».
وتكتسب زيارة بعثة الخبراء أهمية بالغة لبكين التي تسعى لتخلية أي مسؤولية لها عن تفشي الوباء في العالم وتقول إن الفيروس يمكن أن يكون قد أتى إلى الصين من دولة أخرى، في فرضية لم تعززها بأي سند علمي.