يتربع شعار ماعز إيستريا على العلم الكرواتي وأيضا على اللافتات الترحيبية بزوار شبه الجزيرة هذه في البحر الأدرياتيكي، لكن هذه الحيوانات التي زودت لقرون القرويين الفقراء بالغذاء باتت تواجه خطرا حرجا بالانقراض، فبعدما كان عددها مقدرا بالآلاف في القرن الماضي لم يعد هناك سوى بضع عشرات من حيوانات الماعز البيضاء هذه المعروفة بخفة حركتها وذكائها، وهي محور برنامج إعادة تأهيل من السلطات المحلية.
ويقول إيفان ميلوهانيتش (32 عاما) أمام قطيعه «من الضروري الحفاظ على ماعز إيستريا لأنه جنس مستوطن»، مضيفا: «ثمة اهتمام كبير بالمنتجات الطبيعية الحقيقية» مثل الحليب ولحم الماعز بسبب منافعها الصحية.
ويمارس هذا الشاب المقيم في قرية فيلينيكي مهنا عدة، على غرار كثيرين في مناطق إيستريا الريفية.
فهو يقود شاحنة كما يقطف الزيتون والكرمة ويستقبل السياح في مزرعته حيث يعيش مع والديه وزوجته وابنه البالغ ثلاث سنوات.
ويعتزم إيفان، وهو من المربين القلائل الذين يملكون رؤوس ماعز من إيستريا، إنشاء مصنع للأجبان.
وقد أصبحت رؤوس ماعز إيستريا نادرة. وقد أطلق برنامج إنقاذ سنة 2010 مع مهمة أساسية تقوم على تحديد ما إذا كانت هذه الحيوانات جنسا قائما بذاته.
وبعدها أدرج هذا الحيوان على القائمة الوطنية للأجناس المستوطنة والمحمية.
وتسعى السلطات حاليا إلى مضاعفة عدد هذه الحيوانات سنويا ليصل إلى ألف حيوان خلال عشر سنوات، خصوصا بفضل عمليات تلقيح اصطناعي. وهي تدرس لهذه الغاية الحمض النووي لحوالي ثلاثين حيوانا ملقحا لتفادي استنفاد التراث الجيني لهذا النوع.