الصبر قيمة نتعلمها في شهر الصيام لأن الصوم ليس انقطاعا عن الأكل والشرب والبعد عن المعاصي بل هو الصبر على الطاعة وعلى المشقة من الجوع والعطش والشهوات والابتلاء والمحن ومشاكل الحياة، والبعد عن المعصية، كما أن الصبر يكون كذلك على النعم والحفاظ عليها، فنتعلم في هذا الشهر الفضيل معاني الصبر التي تعيننا على أحداث الحياة وحل مشاكلها.
نحن في رمضان ونمارس مفهوم الصبر كل يوم إلا أننا لا نطبقه في بعض الأحوال، معايشتنا مع ما نتلقاه من أخبار وخاصة ما يدور حول الحياة السياسية ومشاكل مجلس الأمة يفقدنا الصبر فننقل كل ما يصل إلينا من أخبار ونوزعها دون تريث ومراجعة، كما أن البعض يخوض في أعراض الناس دون مراعاة هذا الشهر الفضيل، فهل تعلمنا معاني الصبر في شهر الصبر ومدرسته، أم إننا نقول ما لا نفعل؟ والله عز وجل يقول في سورة الحجرات: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).
هذا ما تعلمه بعض الناس من شهر رمضان، لم يستفد من معاني وقيم الشهر المبارك، حيث فتحت أبواب السماء وصفدت مردة الشياطين وأصبح هو من يقوم بدورها في دعوة الناس إلى الانجراف وراء القيل والقال، كان مسؤولا أو نائبا أو غيرهما.
إن في هذا الجدل المرير دمار الوطن وتفكيك الشعب وضياع المكتسبات وحفظ الحقوق، ولا أحد يعلم بذلك، وما المراد سوى تحقيق طموحات الذات ونصرتها ضاربين مصلحة الوطن عرض الحائط دون أي مسؤولية، نسأل الله وحده جل وعلا أن يعين البلاد ويحفظها من كل شر ومكروه ويلهمنا صبرا جميلا وأمرا رشيدا.. ورمضان كريم.
[email protected]