من الشعب السباق إلى اختراع الشراع؟
٭ حقق الإنسان هذا الاختراع العظيم منذ زمن بعيد يصعب تحديده، هذا الاختراع جعل المراكب تتحرك بسهولة في اتجاه الريح.
كان يكفي ان يرفع الإنسان رقعة كبيرة من الجلد او القماش أو غيرهما فوق عصا أو عمود. بهذا الشراع البدائي أمكن للمراكب ان تتحرك بسهولة دون حاجة الى المجاديف.
طبعا، لا يملك هذا المركب الشراعي البسيط قدرة السفينة الشراعية. فالسفينة الشراعية تقدر ان تبحر في عكس اتجاه الريح، ولا بد لهذا من ضبط دقيق لزاوية الشراع. وقد مر وقت طويل قبل ان يطور الانسان هذا النوع من المهارة.
المراكب الشراعية القديمة كانت تستخدم المجاديف الى جانب الاشرعة. المصريون القدماء، هم ايضا استخدموا المجاديف في مراكبهم الشراعية. وكانت هذه المراكب تقتصر، في البداية، على عبور النيل، لكنها فيما بعد أخذت تنتقل في البحر، والاشرعة في هذه المراكب كانت تُستخدم عندما يتحرك المركب في اتجاه الريح.
فيما بعد، طوّر اليونان والرومان نوعا من السفن الكبيرة تدعى «قادس»، وكانوا يستخدمون فيها العبيد للتجديف.
هذه السفن جميعها كانت عاجزة عن التحرك بعكس اتجاه الريح، لكن بعضا منها كان يتوصل الى السير حين تهب الريح من أحد الجانبين.
الاسكندنافيون عرفوا السفن الشراعية، لكن في مرحلة تاريخية متأخرة نسبيا، أي بعد مرور ثلاثة آلاف سنة تقريبا على السفن الشراعية الفينيقية. فقد صنعوا حوالي عام (800) بعد الميلاد سفنا ذات شراع كبير مربع الشكل.
من كتاب: الموسوعة العلمية المبسطة ـ د.خالدة سعيد