كيف يمكن للغة الجسد أن تكشف كذبك؟
٭ إذا كنت تتجنب ايماءات لمس الوجه باليد وتتحدث دائما مستخدما إيماءات الصدق والوضوح، فهل يعني هذا أنك تستطيع أن تكذب بعض الكذبات الكبيرة بحق وتفلت بفعلتك؟ حسنا... ليس بالضرورة، لأنك إذا كنت تتخذ أوضاع الصراحة بينما تقول الأكاذيب، فإن راحتي يديك ستعرقان، وقد ترتجف وجنتاك، وتضيق حدقتا عينيك، إن الكاذبين الأكثر كفاءة على الإطلاق هم هؤلاء الذين يستطيعون القيام بدورهم التمثيلي والتصرف وكأنهم يصدقون كذبتهم بالفعل. والممثل المحترف الذي يتمكن من فعل هذا بأفضل شكل ممكن ينال جائزة الاوسكار. وعلى الرغم من أننا لا نشجعك على الكذب، فهناك أدلة قوية على أنك إذا تدربت على المهارات الايجابية، فإنها ستصبح مهارات طبيعية بالنسبة لك وتخدمك بشكل ممتاز طوال ما بقي من حياتك.
لقد أثبت العلماء صحة مفهوم «تظاهر بالأمر حتى تتقنه» بواسطة اختبارات تم اجراؤها على الطيور. ففي العديد من انواع الطيور، كلما كان ريش الطائر داكنا أكثر، كان الطائر أكثر سيطرة وهيمنة على باقي أفراد جنسه. فالطيور ذات الريش الداكن هي أول من يحصل على الطعام وعلى الرفيقات. وقد أخذ الباحثون عددا من الطيور الأفتح لوناً والأقل قوة وقاموا بصبغ ريشها بلون داكن بحيث «تخدع» هذه الطيور باقي الطيور وتقنعها بأنها ذات قوة وسطوة. ولكن النتيجة هي أن الطيور «الزائفة» تعرضت لهجوم الطيور المسيطرة الحقيقية لأن الطيور «الزائفة» الضعيفة كانت لا تزال تظهر لغة جسد ضعيفة وخاضعة. وفي الاختبارات التالية، لم يتم صبغ الطيور الضعيفة ـ من الذكور والإناث ـ بلون داكن فحسب، ولكن تم حقنها ايضا بهرمون التستوسترون لجعلها تتصرف بشكل ينم عن القوة والسطوة والسيطرة. وفي هذه المرة نجحت الطيور «الزائفة» لأنها بدأت في التبختر والتصرف بصورة تنم عن الثقة والتفوق، وهو ما خدع الطيور المسيطرة الحقيقية تماما. ويوضح هذا أنك بحاجة إلى تمثيل دورك بإقناع في المقابلات والاجتماعات والتدريب ذهنيا على الطريقة التي ستتصرف بها إذا كنت تريد من الآخرين أن يتعاملوا معك بكل جدية واحترام.
من كتاب: لغة الجسد ـ آلان وباربارا بييز