في الواحدة ظهراً أستمع إلى أخبار العالم خلال 5 دقائق من إذاعة BBC، أتحول بعدها فوراً إلى إذاعة الكويت وهي ما زالت في موجز الأخبار البروتوكولية المحلية الرسمية!
نقدر طموح وزير الإعلام الحالي بخطته الخمسية لتطوير الإعلام الكويتي الرسمي والتي صاغها أكثر من 500 خبير، وما تضمنه من مجلس شبابي استشاري، وطبعا هذا إذا استمر الوزير 5 سنوات في منصبه، لأن مثل هذه الخطط مرهونة بشخص الوزير «إن ذهب.. ذهبت معه»! وهناك أمثلة كثيرة على أمور كانت تتردد باستمرار، لكن لم نعد الآن نسمع عنها شيئا.
سقف حريات الرأي السياسي، والتعددية الدينية، هو التحدي الحقيقي للإعلام الكويتي الرسمي والأهلي، بسبب مراعاة زعل الأشقاء والحلفاء في الداخل والخارج.
الإعلام الكويتي الرسمي يملك أجهزة «تقنية الإعلام» الأكثر تطورا، لكنه لا يمكن أن ينافس في حرية الرأي والتحليل السياسي خارج الإطار الحكومي، الشباب يعيشون هوس ما تتناقله وسائل السوشيال ميديا والفضائيات العالمية ذات الحريات المطلقة.
ومن يدخل إلى غرف «كلوب هاوس»، يسمع اهتمامات الشباب وحواراتهم التي لا تعرف الخطوط الحمراء في أحاديثهم السياسية الإقليمية والعالمية، وفي الحقوق والحريات وشبهات استعباد المرأة وقمعها، ومناقشة الأفكار الإلحادية والدعوة إلى الانفلات من القيم المجتمعية تحت مسميات مستحدثة تجتر أفكارا قديمة، والتمرد على الثوابت الإسلامية... الخ، هي بحاجة إلى احتضانهم عاطفيا وبالحكمة والمنطق السليم، وبالحوار المرشد عقلانياً، وليس بتجاهلهم بتقديم إعلام معلّب عفى عليه الزمن.
[email protected]