بمناسبة الأيام العالمية للمناسبات المختلفة التي تستمد شرعيتها من قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تجعل تلك القرارات بعيدة عن الشجب والتنديد والعبارات التقليدية التي تعودنا عليها بقرارات الأمم المتحدة، فماذا عن توافق دولي على تخصيص يوم محدد كل عام باسم اليوم العالمي للفشل، ويكون هذا اليوم فرصة لإلقاء الضوء على الفشل وتداعياته على المجتمعات والشعوب وعلى الأفراد مع تحليل أسباب الفشل ومظاهره ونماذج عنه في كل مجتمع وتبادل الخبرات بشأن التصدي للفشل ومكافحته.
واعتقد أن مثل تلك الفكرة على الرغم من أنها فكرة غريبة وغير عادية إلا أنها قد تجد ترحيبا كبيرا من الكثير لأن الحديث بشفافية عن الفشل يقود إلى النجاح ولأن الفشل يوجد في كل المجتمعات والمؤسسات وسيجد هذا اليوم مواد ونماذج متنوعة للحديث عنها دون تمجيد أو إشادة لأبطال الفشل، وهناك فشل اقتصادي وفشل إداري وفشل سياسي وفشل أخلاقي وجميعها تعزز الفساد في المجتمعات والمؤسسات وتعرقل التنمية وتكون تداعياتها كبيرة على المجتمعات، وتوجد العديد من مؤشرات الفساد في المواقع المختلفة التي ترتبط بالفشل ارتباطا وثيقا.
وإن مثل هذا اليوم سيكون قوة دفع للمجتمعات والجهات المختلفة لتحدي الفشل والتخلص من عناصره ونماذجه من جميع المواقع وتهيئة الظروف للنجاح وتعزيزه وتقديم الدعم اللازم إداريا وسياسيا ومجتمعيا.
اعتقد أن مجرد الإعلان عن مثل هذه المناسبة سيجعل الكثير من نماذج الفشل تختفي وتتوارى عن الأنظار وسيجعل الإصرار على النجاح يفرض نفسه في جميع المواقع المختلفة وعلى وسائل الإعلام والمجتمع المدني دور مهم لإلقاء الضوء على نماذج الفشل وأسبابه والحلول المناسبة للتخلص منه.
وهناك بعض المجتمعات التي قد تطالب بأكثر من يوم لإحياء تلك المناسبة لتستطيع تحقيق النجاح المطلوب والتخلص من نماذج الفشل لديها.