
هادي العنزي
أسدل الستار بالأمس على بطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو 2020»، إحدى أفضل البطولات العالمية لكرة القدم، وأكثرها إثارة وندية وتنافسية، وعلى مدى 30 يوما (من 11 يونيو حتى 11 يوليو) شهد محبو كرة القدم العديد من المواجهات الكروية الممتعة، وتابعوا بشغف واهتمام كبيرين المختصين في عالم المستديرة، والفاعلين في ميادينها المختلفة من حكام، ومدربين، وإداريين، ولاعبين بمختلف مراكزهم من حراس المرمى، إلى المدافعين، فلاعبي وسط الملعب، أو منطقة المناورات كما عرفت اصطلاحا، وصولا إلى المهاجمين محبوبي الجماهير، كل يتابع بغرض التعرف على آخر المستجدات في مجاله، يرصد المتغيرات التي تشهدها الساحة الكروية الأوروبية، ويدون أبرز الملاحظات، للاستفادة من الدرس المجاني، وليطور من قدراته الشخصية وصولا إلى الكمال الكروي.
«الأنباء» التقت عددا من المختصين في كرة القدم الكويتية، من حكام، وإداريين، ولاعبين، لتتعرف منهم على أبرز ملاحظاتهم، وما لفت انتباههم من منتخبات كروية، أو نجوم تألقوا، أو طرق لعب حديثة، أو كيفية تطبيق القوانين من قبل نخبة حكام العالم، ورأيهم بالتنظيم في 11 مدينة أوروبية تنتمي لـ 11 بلدا مختلفا لبطولة شارك فيها 24 منتخبا.. وإلى التفاصيل:
سعد الفضلي: الحكام نجحوا بنسبة 90% والقرارات الصحيحة أخفت الـ VAR
أشاد الحكم الدولي سعد الفضلي بأداء حكام «يورو 2020»، وقال:«هذه البطولة هي الأقل من حيث الأخطاء التي يرتكبها الحكام، وقد وصلت نسبة نجاحهم إلى 90%، وهي نسبة مرتفعة بشكل كبير، مقارنة بعدد المباريات، وقوتها والندية الحاضرة في جميع تفاصيلها، ولعل ما يميز أداء الحكام بشكل عام هو عدم لجوئهم لتقنية الفيديو المساعد (VAR) بشكل كبير، بل ان هناك مباريات لم يلجأ الحكم خلالها لتقنية الـ VAR نهائيا، وهذا مرده إلى كون أغلب قراراتهم جاءت صحيحة، ولياقتهم البدنية العالية، والدعم الفني الكبير من قبل كوليننا وبوساكا»، لافتا إلى أن الخطأ الذي شهدته مباراة إنجلترا والدنمارك في الدور قبل النهائي، يعد الاستثناء الوحيد في جودة أداء الحكام.
وذكر الفضلي أن الاهتمام والدعم الذي يلقاه حكام القارة الأوروبية يعد عاملا إضافيا في تطورهم وتقدمهم، وظهورهم بمستويات فنية عالية، مضيفا أن هناك عوامل أخرى ساعدت على تألق حكام البطولة، لعل من بينها عدم ظهور حالات جدلية مثيرة داخل منطقة الجزاء تحديدا في أغلب المباريات، كما أن الفرق واللاعبين على وجه الخصوص ساعدوا الحكم في تألقهم من خلال الاستجابة اللحظية الإيجابية لقراراتهم، ومشيدا بأداء المنتخب الإيطالي الذي تألق، وتمكن من الوصول إلى المباراة النهائية رغم عدم وجود نجم أوحد في الفريق، مرجعا ذلك إلى القيادة المتميزة للمدرب الإيطالي روبيرتو مانشيني.
ياسر أحمد: نخبة حكام العالم أجادوا.. أخطاء قليلة ومتابعة دقيقة ولياقة عالية
أكد الحكم الدولي المونديالي ياسر أحمد المستوى المتميز الذي ظهر به نخبة حكام العالم في «يورو 2020»، مضيفا:«شهدنا أفضل المستويات التحكيمية، بدءا من مباراة الافتتاح وانتهاء بالمباراة النهائية بين إنجلترا وإيطاليا، فالقرارات جاءت في أغلبها صحيحة، باستثناء ركلة الجزاء المحتسبة في مباراة الدور نصف النهائي لمصلحة إنجلترا أمام الدنمارك، وعليه فقد ساهم الحكام في نجاح «يورو 2020» بشكل كبير، وذلك من خلال تمركزهم الصحيح ولياقتهم البدنية العالية وتفاعلهم الإيجابي مع مختلف أحداث كل مباراة على حدة، والشخصية القوية الحاضرة في كل قرار، بالإضافة إلى العمل الجماعي بين الحكم الأول والمساعدين، وفريق الفيديو المساعد (VAR)»، لافتا إلى غياب حكام القارة الآسيوية عن البطولة لعدم وجود اتفاق تعاون بين الاتحاد الآسيوي ونظيره الأوروبي «يويفا»، حيث ان هناك اتفاقا مسبقا بين «يويفا» ونظيره اتحاد أميركا الجنوبية «كونميبول»، فيما يرتبط «الآسيوي» مع نظيره الأفريقي باتفاقية مشابهة. وتمنى أحمد أن يقتدي الحكام المحليين بالمستوى والأداء الذي ظهر عليه حكام «يورو 2020»، مبينا: «الحكم الذي يسعى لتطوير قدراته الفنية والبدنية، عليه بالتعلم من متابعة حكام البطولات العالمية الكبرى، فهم النموذج الأفضل للتعلم منه».
بدر الخالدي: البطولة ورشة عمل إدارية وفنية متخصصة.. والتنظيم بلغ مرتبة رفيعة
قال مدير الفريق الأول لكرة القدم بنادي السالمية بدر الخالدي، ان الدروس التي قدمتها «يورو 2020» لا تعد ولا تحصى، في جميع المجالات وعلى مختلف الصعد، موضحا:«البطولة الأوروبية كأنها ورشة عمل متخصصة أقيمت على الهواء مباشرة، قدمت الدروس لكل من ينشد الفائدة من المختصين للمدربين، واللاعبين، والإداريين، وإذا أخذنا الجانب الإداري مثالا، فنجد أن حسن التنظيم ودقته بلغ مرتبة رفيعة، من التزام حرفي بكل التعليمات التنظيمية سواء على مستوى المنتخبات الـ 24 المشاركة، أو على الأجهزة الإدارية والفنية، حتى وصل الأمر بدقة التنظيم أن المشاهد غير المتخصص يعتقد بأن البطولة أقيمت في بلد واحد، فيما في حقيقتها توزعت بين 11 مدينة، في 11 بلدا مختلفا، وعلى الجانب السلوكي لم نشهد احتجاجات كثيرة، أو سوء سلوك رياضي، فالفائز والخاسر يتسابقان للتهنئة بغض النظر عن نتيجة المباراة، وهذا مرده لثقافة اللاعب وليس احترافيته». وأشاد الخالدي بالمستوى الفني للبطولة، مضيفا ان الجميع قدم أفضل ما لديه، ولعل ما زاد من الإثارة والندية تألق منتخبات لم يكن يتوقع لها الذهاب إلى المراحل المتقدمة، حيث قدم المنتخب الإنجليزي مستويات عالية، بما يضمه من نجوم كثر بين صفوفه، وعلى المستوى الفردي شهدنا تألق لاعب الوسط الإنجليزي جاك غريليش، وعلى صعيد المواهب الجديدة شهدت «يورو 2020» تألق الشابين فيل فودن من انجلترا، وبيدري من إسبانيا.
بدر الصعنون: مانشيني نجم البطولة الأوحد.. ودوناروما صنع الفارق مع إيطاليا
ذكر حارس مرمى الفريق الأول لكرة القدم بنادي السالمية المعار من كاظمة بدر الصعنون، أن الدروس التي شهدتها «يورو 2020» كثيرة جدا وفي كل المجالات، مضيفا: «على المستوى الشخصي، تابعت باهتمام كبير حراس المرمى، فتعلمت الكثير من الحارس الإيطالي جانلويجي دوناروما، مقارنة بزملائه أوناي سيمون حارس إسبانيا، وجوردان بيكفورد حارس إنجلترا، وكاسبر شمايل حارس الدنمارك، لقد كان دوناروما حاضرا في جميع مواجهات «الآزوري» بتصدياته المهمة، وحافظ على نظافة شباكه، وكان محفزا وموجها لزملائه اللاعبين في الأوقات المهمة، وقد استفدت منه كثيرا على المستوى الشخصي، ولعل حماسته الزائدة في بعض الأحيان هي السلبية الوحيدة وهذا مرده لصغر سنه حيث يبلغ 21 عاما من العمر فقط»، ومشيدا أيضا بأداء كاسبر شمايكل حارس الدنمارك، وكذلك حارس البرتغال روي باتريسيو. وعن البطولة بشكل عام، قال: «جاءت يورو 2020 الأفضل فنيا وتنظيميا في آخر 15 سنة، وسجلت أرقاما قياسية على مستوى اللاعبين كأفراد والمنتخبات كمجوعة واحدة، كما أن التشيك، وسويسرا، والدنمارك سجلا حضورا مميزا، وذهبا بعيدا في البطولة لدرجة فاجأت الجميع، ولعل المدرب الإيطالي روبيرتو مانشيني يعد نجم البطولة للتطور الكبير الذي أحدثه في صفوف المنتخب الإيطالي».