اكتسبت إلزامية التلقيح ضد كوفيد-19 زخما متزايدا في بلدان عدة، على غرار فرنسا التي فرضت على العاملين في المؤسسات الصحية تلقي اللقاح لاحتواء تفشي المتحورة «دلتا» التي يثير انتشارها الكبير المخاوف من تسارع وتيرة الإصابات مجددا.
وتسبب فيروس كورونا في وفاة أكثر من 4 ملايين شخص في العالم، فيما أعلنت روسيا امس تسجيل حصيلة قياسية جديدة للوفيات اليومية جراء كوفيد-19 بلغت 780 وفاة، وذلك للمرة السادسة منذ مطلع الشهر، إذ تشهد البلاد تفشيا كبيرا للمتحورة دلتا.
وفي ماليزيا، أغلق مركز للتلقيح في شاه علم بعدما أظهرت الفحوص إصابة أكثر من 200 من أفراد طواقمه بالفيروس.
من جهته، أعلن ممثل منظمة الصحة العالمية إيف سوتيران في مقابلة مع وكالة فرانس برس، أن تونس تسجل «أعلى» عدد من الوفيات في المنطقة العربية والقارة الإفريقية وتمر «بوضع صعب» قد يزداد سوءا، وبالتالي تحتاج البلاد إلى مساعدة ولقاحات.
وبالتزامن مع ذلك قررت باريس إدراج تونس على قائمتها الحمراء «ما يعني أن من لم يتلق اللقاح لا يمكنه الذهاب إلى هناك أو العودة بدون سبب مقنع»، وفق ما أعلن المتحدث باسم الحكومة غابرييل أتال امس.
وقررت دول عدة تشديد التدابير الصحية المفروضة لاحتواء تفشي الفيروس، خصوصا حض السكان المترددين على تلقي اللقاح.
في فرنسا، أقدم نحو مليون شخص غالبيتهم من الشبان على حجز مواعيد لتلقي اللقاح بعدما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرارات تحصر عمليا العودة إلى حياة اجتماعية طبيعية بتلقي اللقاح. وأعلن مدير موقع «دوكتوليب» لحجز مواعيد التلقيح اللقاح، أن «926 ألف فرنسي حجزوا مواعيد لتلقي اللقاح».
من جانبها، أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل امس، أن ألمانيا «لا تنوي» جعل التلقيح ضد كوفيد-19 إلزاميا مراهنة مرة جديدة على «رغبة» الشعب و«الترويج» للقاح.
وتكتسب إلزامية التلقيح زخما في دول أوروبا، ففي اليونان سيصبح تلقي طواقم الرعاية الصحية اللقاح إلزاميا اعتبارا من 1 سبتمبر، وفي إيطاليا سيكون الأمر إلزاميا للأطباء والعاملين في القطاع الصحي تحت طائلة العقوبات.
إلى ذلك، ندد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بـ «جشع» الدول التي تفكر في تطعيم سكانها بجرعة ثالثة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 رغم أن العلم لم يثبت بعد ضرورة هذه الجرعة المعززة، في الوقت الذي لايزال فيه سكان دول عديدة أخرى ينتظرون تلقي جرعتهم الأولى.