شيعت الكويت يوم أمس الأول رفات عدد من شهدائنا الأبرار الذين دافعوا عن الوطن أثناء الغزو العراقي الآثم في 2 أغسطس 1990 ولا تكفي الكلمات للامتنان لهم، فقد ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن واستحقوا الشهادة وانضموا إلى غيرهم من الشهداء الذين احتضنهم تراب الوطن الغالي فإنهم يستحقون إطلاق أسمائهم على الشوارع والمدارس تخليدا لذكراهم وعرفانا بتضحياتهم.
ولابد أن تبقى صورة تكريم وتوديع الشهداء محفورة في ذاكرة كل مواطن، وخاصة ممن تم تحويلهم للنيابة بسبب شبهات تربُّح أو تعد على المال العام لأن الوطن غال ويستحق منا الكثير، فالإنسان بلا وطن لا يمكنه العيش رغداً.
ويجب توعية الأجيال المتعاقبة عن أهمية الوطن وتضحيات الشهداء وكيف يمكن بناء الوطن والحفاظ على سلامته واستقراره بتكاتف أبنائه وبناته.
ونجد العديد من البطولات التي سطرها شهداؤنا الأبرار والتي كانت دليلا على وحدة الشعب الكويتي ويجب تدوينها وتدريسها لأبنائنا في المناهج التعليمية حتى لا ينسى الجميع أهمية الوطن وتضحيات السابقين للبقاء فيه.
ويجب على جميع وسائل الإعلام عدم الاكتفاء بالحديث عن الشهداء وذكر أعدادهم فقط، ولكن ذكر قصصهم لكل من يعيش على أرض الوطن فهم وقود الكرامة للوطن ورمز الشجاعة أمام الغزو العراقي الآثم والذي أحدث زلزالا كبيرا في منطقتنا وفي العالم كله.
وإننا لا نبالغ إذا قلنا أن آثار الغزو العراقي الآثم لم تمحها العقود الثلاثة التي مضت على تاريخ ذلك الغزو المشؤوم.
ولا يسعني إلا أن أبارك لأهالي الشهداء، فقد قال الله سبحانه وتعالى عنهم في آياته الكريمة: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) «آل عمران: 169».
أعزي كل من فقد عزيزا أثناء الغزو العراقي الآثم، بل أعزي جميع أهل الكويت لمن فقدوا أثناء ذلك الغزو الذي لم يعرف معنى الأخوة أو الجيرة، وأدعو الله أن يرحم جميع شهدائنا الأبرار و(إنا لله وإنا إليه راجعون).