بكل شغف وجد تعمل المرأة السورية أحلام سراي الدين (54 عاما) على صنع طعام بناتي لذيذ لشريحة واسعة من الناس تحولت من الطعام الذي يحتوي على المنتجات الحيوانية إلى الطعام النباتي ، لنشر ثقافة هذا الطعام النباتي الذي أخذ بالاتساع يوما بعد آخر .
وتقضي أحلام التي تكنى بأم جلال ، معظم وقتها في مطعمها الكائن في محافظة السويداء (جنوب سوريا ) تبتكر أصناف جديدة من الطعام النباتي لتكون بديلة عن الطعام الذي يحتوي على اللحوم والمنتجات الحيوانية ، وتقدم لزبائنها من النباتيين طعاما شهيا يلبي رغباتهم .
ولم تكن أم جلال ، التي وضعت على رأسها قبعة من القماش وفي يديها قفازين من النايلون الشفاف داخل مطبخها وتستعد لطهي الطعام ، في السابق نباتية ، وإنما تحولت مع الوقت إلى الطعام النباتي لوجود ولديها اللذين يتناولان الطعام النباتي منذ الولادة ، واكتشفت فيما بعد أهمية هذا الطعام وانعكاسه على سلوكيات الفرد فيما بعد .
وقالت أم جلال ، وهي شيف مطعم نباتي لوكالة ((شينخوا)) " أنا لم أكن نباتية ، وكنت أعشق الأكل الذي يحتوي على اللحم بشدة " ، مستدركة قائلة " ولكن في منزلي كان عندي أولادي الاثنين نباتيين وهذا الطعام انعكس على تصرفاتهما وطبيعتهما ونظرتهما للأمور وهذا الشيء كان يعجبني ومع مرور الوقت بدأت أشعر بأنني بدأت أرفض الطعام الذي يحتوي على اللحم" .
وأضافت توصلت إلى قناعة نابعة من داخلي بأنني يجب أن أتوقف عن أكل اللحوم لأسباب إنسانية بالدرجة الأولى واقتنعت بأنني أستطيع أن أكل أي طعام ويكون شهي ولذيذ دون أن يحتوي على اللحم .
وبينت أم جلال أنها سيدة ماهرة في طهي الطعام وتملك خبرة كبيرة في اعداد الطعام ، فسعت إلى توظيف تلك الخبرة والمهارة في صنع الطعام النباتي .
وقالت " أنا من الناس الذين يعشفون المطبخ والطبخ وأحب الأكل اللذيذ المتقن ، وخبرتي في المطبخ واتقان الطعام وظفتها في طهي الطعام النباتي عندما تحولت إلى الطعام النباتي وبات لازما علي أن استمتع بهذا الطعام وبنكهته اللذيذة وبالتالي وضعت كل خبرتي وجهدي في صناعة الطعام النباتي وأن يخرج هذا الطعام بنهكة مميزة والناس تحبه " .
وكانت أم جلال تحلم أن تفتتح مطعم للنباتيين ، وأن يتحقق هذا الحلم بعد سنة من العمل المتواصل في منزلها والعمل على نشر ثقافة هذا الطعام الصحي بين الناس دون إقناعهم قسرا بهذا الطعام .
وقالت " الحلم تحقق وأصبح حقيقة ، وهو افتتاح مطعم متخصص للنباتيين ، كحلم ورغبة وهواية في مجال الطبخ والآكل وبذات الوقت يحقق لي دخل مادي ".
وتابعت تقول " اشتغلت لمدة عام في منزلي أطبخ الطعام وأوزعه للناس شخصيا وأقوم بإيصاله عبر وسائط النقل المتوفرة " ، مؤكدة أن هذا العمل كان متعبا وفيه معاناة كبيرة .