قالت فنانة الكاريكاتير العُمانية، زمزم الرحبي، إن حاضر فن الكاريكاتير في وطنها سلطنة عمان، وفي غيره من بلدان العالم العربي، هو حاضر " خجول " بالنسبة للمرأة، وأن بلادها لا تشهد حضورا كبيرا للمرأة في مجال الرسوم الكاريكاتيرية، وأن من يمارسن ذلك الفن في داخل السلطنة، لا يجدن التشجيع الكافي والمحفز لهن على استمرارهن في مسيرتهن الفنية.
ولفتت " الرحبي " في تصريحات عبر الإنترنت لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) وذلك في مناسبة إطلاق معرضها الافتراضي الذي احتوى على 51 لوحة،إلى أن الساحة الفنية في السلطنة شهدت ظهور الكثير من الفنانات اللاتي سرعان ما اختفين وابتعدن عن المشهد الفني سريعا، مؤكدة على الحاجة الملحة إلى قيام المؤسسات المعنية بتبني المواهب الفنية الشابة من الجنسين، وتشجيعها وتقديم الدعم اللازم لها، من أجل استمرار تواجدها بالمشهد الفني بوجه عام، وفن الكاريكاتير بوجه خاص.
وحول ما تستمد منه موضوعات أعمالها الكاريكاتيرية، قالت بأنها تستمد أعمالها من المجتمع العماني، والمجتمعات العربية بوجه عام، وما تشهده تلك المجتمعات من قضايا اجتماعية، ومن المشاهدات اليومية في المجتمع المحيط بها، وأنها تحرص دوما على أن تحمل الكثير من أعمالها رسائل توعوية تسعى للفت أنظار المجتمعات لما يحيط بها من قضايا وتحديات.
وحول قدرة الفنانين العرب على المنافسة عالميا في مجال فن الكاريكاتير، أكدت الفنانة الرحبي، أن العرب قادرون على المنافسة عالميا، وأن الفنانين العرب ربما يكونون أفضل من أقرانهم ببلدان العالم، مضيفة بأن تلك القدرة العربية على المنافسة العالمية فنيا مرهونة بحجم ما يتلقاه الفنان العربي من دعم وتشجيع من قبل الجهات المعنية برعاية الفنون.
وتحدثت " الرحبي " عن بعض أوجه المعاناة التي تعيشها الفنانات العاملات بمجال فن الكاريكاتير، وكذلك الفنانين من الرجال، وذلك عند تناولهم لبعض القضايا المجتمعية بشيء من الجرأة والشفافية، مشددة على الحاجة إلى نشر الوعي بأهمية دور الكاريكاتير وشتى الفنون، في النهوض بالمجتمعات، وتسليط الضوء على المشكلات والقضايا الكثيرة التي تعاني منها المجتمعات العربية.
وتؤكد الفنانة العمانية ، على أن الكاريكاتير هو فن يتعاظم دوره يوما بعد يوم، بجانب كونه واحدا من أهم الوسائل التعبيرية التي تمكن الفنان من تقديم رؤية معالجة حقيقية للكثير من القضايا المجتمعية المحيطة به وتضمينها لأحاسيسه ومشاعره.
كانت الفنانة زمزم الرحبي، قد أطلقت الشهر الجاري (آب/أغسطس 2021)، معرض كاريكاتير افتراضي، عبر أحد المنصات الفنية الإماراتية، التي يشرف عليها الفنان التشكيلي الإماراتي، فيصل القاسمي، والذي قال في تصريحات هاتفية لـ(د.ب.أ) إن الفنانة زمزم الرحبي، تتمتع بحس فني خاص في مجال الرسوم الكاريكاتيرية، والقصص المصورة، بجانب فن البورتريه، وأن معرضها الافتراضي الحالي، الذي يستمر على مدار الشهر الجاري، حظي بمتابعة كبيرة من قبل الأوساط الفنية، وجمهور الكاريكاتير العربي، حيث تأتي أعمالها بحسب " القاسمي " فــي إطــار كوميــدي فكاهــي، مليء بالألوان التي توظفها فنيا، كما تحرص في رسومها على إبراز الفكرة وتفاصيلها، مع بعض من الخيال.
يذكر أن الفنانة العمانية، زمزم الرحبي، بدأت مسيرتها في مجال الرسوم الكاريكاتيرية بجريدة الشبيبة بسلطنة عمان، ثم انتقلت للعمل بجريدة الوطن، ثم انتشرت أعمالها في الكثير من الصحف والمواقع، بجانب إصدارها لمجموعة من النشرات الفنية، والتوعوية، كان من أبرزها كتاب " لون وتعلم " وهو كتاب تثقيفي وتوعوي للأطفال.