هل يبقى إشعاع الشمس بالدرجة نفسها؟
٭ هناك تعبير شائع للتوكيد على وقوع أمر ما بالقول «أنا واثق من هذا ثقتي بأن الشمس سوف تطلع غدا». والشمس بالنسبة لنا نعمة ثابتة، وعليها تتوقف حياتنا. وسواء أطلت أم حجبتها الغيوم فنحن نعرف أنها حاضرة دوما مشعة كما كانت دائما.
وبما أن الشمس نجم فهي تضيء بنورها الخاص. لكن ما مصدر طاقتها؟ يعتقد الآن أن ذرات الهيدروجين في جوف الشمس الحار تتحد لتكون الهيليوم. وعندما يتم هذا التفاعل ينبعث عنه قدر عظيم من الحرارة يندفع نحو السطح بشكل مستمر. وهذا يعني أن الشمس قادرة أن تواصل إشعاع هذه الطاقة على مدى مليارات السنين المقبلة.
ليست الشمس جسما صلبا كالأرض على الأقل، بالنسبة للسطح. والواقع أن مناطق مختلفة في الشمس تدور حول نفسها بنسب من السرعة مختلفة. فسرعة دوران الشمس في منطقة استوائها غيرها في منطقة القطبين. منطقة الاستواء في الشمس تكمل الدورة حول نفسها في مدى (25) خمسة وعشرين يوما بينما تكمل منطقة القطبين الدورة في مدى (34) أربعة وثلاثين يوما.
الطبقة الخارجية للشمس تسمى الإكليل أو «الهالة». وهي مكونة من مواد خفيفة في حالة غازية. والقسم الخارجي من هذه الهالة أبيض وله ألسنة هائلة كألسنة اللهب تمتد ملايين الأميال بعيدا عن طرف القرص الشمسي. وهذه الألسنة تتسبب في تغير درجة اشعاع الشمس، وهو تغير ضئيل لكنه بات مؤكدا.
وهناك طبقة ثانية من طبقات الشمس تسمى (الطبقة القرمزية) ويبلغ عمقها (9000) تسعة آلاف ميل (او 14.000 كلم) وتتكون بصورة رئيسية من الهيدروجين وغار الهليوم. ومن هذه الطبقة يندفع ما يعرف «بالشوط الشمسي» الذي ينطلق مبتعدا مسافة (1.000.000) مليون ميل. أو (1600.000 كلم). وهذا الشواظ عامل آخر من عوامل التغير في درجة إشعاع الشمس.
من كتاب: الموسوعة العلمية المبسطة ـ د. خالدة سعيد