أكد الخبير الفلكي عادل المرزوق أنه كان أول من توقع بهبوب رياح قوية في بحر العرب تطول سواحل سلطنة عمان، وذلك وفق ما نشرته «الأنباء» الثلاثاء الماضي.
وفيما يلي التفاصيل:
أعلنت الجهات الرسمية في سلطنة عمان عن انتهاء إعصار شاهين الذي اخذ أرواحا عديدة وسبب دمارا وخسائر مادية كبيرة، فقد استحوذ هذا الإعصار على اهتمام عالمي كبير، ومع الإعلان على انتهاء هذا الإعصار لا يسعنا هنا إلا أن نقول لإخواننا في سلطنة عمان الشقيقة: عظم الله أجركم وأحسن الله عزاكم وخطاكم السوء وحمدا لله على سلامتكم وما تشوفون شر إن شاء الله.
فهذا الإعصار الذي ضرب سلطنة عمان الشقيقة قد سبق لي وان أشرت إليه وذكرته في مقال نشر في جريدة «الأنباء» في عددها الصادر في يوم الثلاثاء الماضي الموافق 28/9/2021، حيث ذكرت وبالتحديد في آخر المقال والذي كان يشير إلى توقعاتي عن حالة الطقس في منطقة شبه الجزيرة العربية وتحديدا الكويت، وأشرت في ذلك المقال إلى توقعاتي بهبوب رياح قوية في بحر العرب ويمتد تأثير هذه الرياح إلى سلطنة عمان وتوغل هذه الرياح إلى داخل شبه الجزيرة العربية، فقد ذكرت وبالتحديد في آخر المقال ما جاء تحديدا في نصه ما يلي «لكن تجدر الإشارة هنا إلى أنه من المتوقع أن تضرب رياح قوية منطقة بحر العرب وسلطنة عمان من مساء يوم الجمعة القادم الموافق 1/10/2021 وتتوغل هذه الرياح في داخل شبه الجزيرة العربية وتؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في وسط المملكة وكذلك على سواحل البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية الجنوبية».
أشير هنا إلى نقطة مهمة بالنسبة لي شخصيا فقد كنت أول من توقع بهبوب هذه الرياح القوية على بحر العرب وسلطنة عمان بمدة لا تقل عن 4 أيام قبل حدوثها، وذكرت هذا التوقع في ذلك اليوم وتحديدا في يوم الثلاثاء الماضي الموافق 28/9/2021 في جريدة «الأنباء» وذكرت هذا التوقع قبل أي جهة رسمية أو حتى أهلية في نطاق شبه الجزيرة العربية وهذا يثبت دقة معلوماتي وصحة توقعاتي التي كانت ولله الحمد صحيحة بنسبة عالية تتجاوز نسبة 95% في صحة التوقع سواء على نطاق توقعاتي الفلكية وحتى المتعلقة بالمناخ.
ولكن بالنسبة لهذا الإعصار أو الرياح القوية - والتي أشرت إليها هنا في السطور السابقة - والتي تحولت إلى إعصار مداري فيما بعد تصحب هذا الإعصار رياح قوية ونشطة تتراوح سرعتها بين 120 و150 كيلومترا في الساعة وسببت في نشوء أمواج عالية جدا بلغ ارتفاعها أكثر من 10 أمتار حسبما ذكرته السلطات الرسمية في سلطنة عمان.
وعادة، تكون حركة اتجاه الرياح أو الأعاصير في شمال خط الاستواء على الكرة الأرضية بحركة تكون على عكس حركة عقارب الساعة، ولذلك، فإن رياح إعصار (شاهين) قد ضربت أولا المناطق الشمالية من سلطنة عمان ثم اتجهت الرياح الى المناطق الداخلية والتي تعرف باسم ساحل الباطنة والمنحصرة بين الجبال الغربية للسلطنة وخليج عمان في الشرق والسهل الساحلي الذي يصل عرضة إلى حوالي 25 كم.
ولعل هذا هو السبب في أن تكون المناطق الساحلية للمدن هي التي تتلقى الضربات القوية التي تسبب الخسائر البشرية والمادية في المناطق التي يصيبها الإعصار كما شهدنا في إعصار (شاهين) الذي ضرب سلطنة عمان الشقيقة والذي سبب لها ضررا كبيرا على المناطق الساحلية.
بينما نجد أن المناطق الداخلية في سلطنة عمان مثل مناطق الباطنة تعتبر نوعا ما آمنة نسبيا من تأثير الإعصار برياحه القوية وأمطار الغزيرة، فقد أشرنا في مقالنا السابق إلى ان هذه الرياح القوية وقبل تحولها إلى منخفض مداري سوف تتحرك نحو أراضي المملكة العربية السعودية وكذلك منطقة الربع الخالي.
فالأعاصير تتكون من تمركز منخفض جوي عميق في مياه المحيطات والتي تكون قريبة من السواحل واليابسة، حيث تظهر في منتصف هذا المنخفض أو منتصف الإعصار، منطقة تعرف بعين الإعصار والتي تكون وكأنها حفرة أو ثقب تحيطه به الغيوم من جميع الجهات، ولكن هذه المنطقة خالية من الغيوم وتكون فيها الرياح هادئة نوعا مقارنة بالرياح المصاحبة للإعصار.
فعين الإعصار تشبه إلى حد كبير شكل العين والتي تأخذ الشكل البيضاوي أو أحيانا تأخذ الشكل الدائري، فكلما كان المنخفض الجوي عميقا فإن سرعة الرياح تكون عالية السرعة ويكون الإعصار قويا، فتكون عين الإعصار واسعة وكبيرة وشديدة الوضوح، حيث تكون مؤشرا واضحا على شدة الإعصار وقوته.
ومن الملاحظات المهمة التي تجدر الإشارة إليها فإن المياه الدافئة في جميع المحيطات بلا استثناء والمتواجدة بالقرب من السواحل هي التي تعتبر المصدر الأساسي في منح الطاقة التي ينشأ أو يتكون منها الإعصار.
فالمياه الدافئة التي تصل إلى المنطقة التي يتكون فيها المنخفضات الجوية هي التي تزود مياه المحيط وتياراته في تلك المنطقة بالحرارة اللازمة إلى تكون المنخفضات الجوية في المحيطات وكذلك تكوين كميات هائلة من البخار فوق سطح المحيط والمسببة للضباب والغيوم والذي تزود المنخفض الجوي بالطاقة اللازمة لاستمراره وبقائه.