- مستعدة لتقديم كل الدعم لإعداد فيلم وثائقي كامل عن فترة الغزو بأبطاله وشهدائه وأسراه
- سالمين: كل الشكر للشيخة بيبي اليوسف على دعمها لإطلاق الكتاب التوثيقي لأصعب محنة
- بقيت خارج الكويت لمدة 7 أشهر وعدت إلى وطني و«لا أحد يقول لي إن الأمر كان سهلاً»
- أتمنى أن يدخل الكتاب كل بيت كويتي ليعرف الجميع ما قدمه الأسرى والشهداء فداءً لوطننا
أسامة أبوالسعود
«أنا حاملة لواء لن أنسى، فهذا تاريخ الكويت واللي يبي ينسى التاريخ ينسى الغزو العراقي»، بهذه الكلمات عبرت الشيخة بيبي اليوسف عن رفضها القاطع لأي حديث يتجاوز ما تعرض له أسرى وشهداء الكويت من مرارة وألم في سبيل الدفاع عن وطننا الغالي.
جاء ذلك خلال رعاية وحضور الشيخة بيبي اليوسف حفل توقيع الجزء الثاني من كتاب «عندما كنت أسيرا» لمعده العقيد ركن متقاعد والأسير السابق لدى الاحتلال العراقي ناصر سالمين، مساء أمس الأول في ديوان الشيخ عبدالعزيز سعود الصباح وإخوانه بمنطقة السالمية بحضور الشيخ مبارك العلي وعدد من قيادات الجيش الكويتي السابقين والذين كانوا أسرى في سجون الاحتلال.
وأكدت الشيخة بيبي اليوسف انها لم تدعم هذا الكتاب من أجل ناصر سالمين ولكن من أجل كل أسير وشهيد وكل مواطن ومن أجل وطننا الغالي، داعية الى ضرورة تدريس تلك الكتب لجميع الطلاب في المدارس والجامعات حتى لا ننسى هذا الحقد العراقي، لافتة إلى ان مواقف الكويت الإنسانية لا تتعارض مع كون الاحتلال مرحلة بغيضة أردت محو تاريخ دولتنا ويجب ألا ننسى جرائمها أبدا.
وأضافت: بقيت خارج الكويت لمدة 7 أشهر وعندما عدت إلى وطني وجدت حجم المأساة وكيف دمر العراقيون وطننا، وسكنت عامين في شقة مقابل ديواننا في السالمية، وكما أقول دائما اننا فقط لا نفرح بعيد التحرير في 26 فبراير، ولكن على كل أم أن تُعرِّف ابنها أو بنتها سبب هذا الاحتفال، وما تعرضتا له من احتلال وغزو واننا تشردنا، و«لا أحد يقول لي ان الأمر كان سهلا أبدا».
وتابعت: عشت خلال تلك المحنة في مصر، وكانت حريم الكويت تقول لي: «ابكي على وطننا»، وأرد قائلة: «لن أبكي فالكويت راجعة، والحمد لله رجعت لنا جميعا»، مضيفة: «اللي خلانا نرجع هم الأسرى والشهداء، فكل الشكر لعاصفة التحرير ولإخواننا في دول التحالف ولكن من عاش مآسي السبعة أشهر هم الأسرى والشهداء، ولولا تضحياتهم ما رجعت الكويت»، معلنة عن استعدادها لتقديم كل الدعم اللازم لإعداد فيلم وثائقي كامل عن فترة الغزو بأبطاله وشهدائه وأسراه.
دعم كامل
من جانبه، وجه العقيد ركن متقاعد والأسير الكويتي لدى الاحتلال العراقي ومؤلف الكتاب ناصر سالمين الشكر الجزيل للشيخة بيبي اليوسف على دعمها المعنوي والمادي الكامل لإعداد الجزء الثاني من كتاب «عندما كنت أسيرا» وهي شهادة ليوميات العديد من أسرى الكويت في السجون والمعتقلات العراقية.
وأكد سالمين انه لولا توفيق رب العالمين ودعم الشيخة بيبي اليوسف ما كان ليخرج هذا الكتاب من شهادات أسرى الكويت في جزئه الثاني، مشددا على انه كتاب وطني مميز، متمنيا ان يدخل كل بيت كويتي ليعرف كل ما قدمه كل أسير وشهيد فداء لتراب وطننا الغالي، والكتاب صدر بعد جهد وتعب فقد طرقنا أبوابا وذهبنا لكثير من الأسرى السابقين في بيوتهم ومنهم من تعاون معنا، ومنهم من «سكر الباب»، وقال ان ما قدمه لله والوطن.
معاناة الأسر
ولفت إلى ان الكتاب الذي يقع في 330 صفحة هدفه توثيق تلك الفترة من تاريخ الكويت في أصعب الظروف من خلال 8 فصول، الأول بعنوان «مشاهدات من بلادي» بعد العودة من الأسر والمعاناة التي تعرضنا لها، مبينا انه قد تم اسره يوم 3 أغسطس 1990 وبقي 203 أيام كاملة بعيدا عن وطنه وأهله أي حتى 27 مارس 1991، ولكن بفضل الله تحملنا هذه الآلام ورأينا كيف تحمل الأسرى الكويتيون مرارة الأسر والبعد عن ديارهم ووطنهم.
وأشار إلى ان هناك الكثير من الموضوعات التي لم يستوعبها الجزء الأول، وحاولنا إدراك ذلك في الجزء الثاني والذي يضم الكثير من القصص والتضحيات، متمنيا ان ينجح الكتاب في جزئه الثاني كما نجح الجزء الأول، مكررا الشكر للشيخة بيبي اليوسف التي وفرت كل الدعم اللازم ليخرج الى النور.
إهداءات خاصة
قام سالمين بإهداء أول نسخ من الجزء الثاني من كتابه لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد وسمو رئيس الوزراء ورئيس مجلس الأمة والشيخة بيبي اليوسف وعدد من الحضور من الأسرى وذوي الشهداء الذين حرصوا على حضور تلك الفعالية.
خبز وراديو وصابون
استعرض سالمين ولأول مرة طعامهم خلال فترة الأسر بالعراق، وبعض الأدوات التي مازالت شاهدة على تلك الحقبة ومنها خبز بدون خميرة مازال صامدا حتى اليوم وصابون وراديو لمتابعة الأخبار ومسبحة وأغراض أخرى لايزال يحتفظ بها.
أيوب: العدو استهدف مدارج مطاراتنا
على هامش الحفل، قال العقيد متقاعد محمد أيوب من القوة الجوية لـ «الأنباء»: انه في يوم 2 أغسطس كان نقيبا وكان موجودا بمركز العمليات وكان صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد آنذاك وزيرا للدفاع وكان يقود المعركة، مضيفا: «كنا ضباط قتال جوي واشتبكنا مع العدو وأدينا المهمة التي علينا»، وبحسب الإمكانات المتوافرة في ذلك الوقت تم تدمير عدد لا بأس به من طائرات العدو.
وتابع أيوب: قام العدو باستهداف مدارج المطارات وضربها بالكامل، وقام طيارونا البواسل بالهبوط في القاعدة عبر شوارع داخلية جانبية وكان ذلك اكبر خطر عليهم وبعضهم أصيب خلال عملية الهبوط لكن نداء الواجب كان أهم من أي شيء، ووضعنا أرواحنا على أكفنا، فواجبنا العسكري حماية الوطن والدفاع عن ترابه، والحمد لله أدينا الواجب.
«موسوعة الصحافة الكويتية»
على هامش اللقاء قام الزميل صالح المسباح بإهداء كتاب «موسوعة الصحافة الكويتية الأعداد الأولى من الفترة 1928 - 1990»، من إعداد صالح المسباح وفهد العبدالجليل وندى الرفاعي إلى الشيخة بيبي اليوسف، حيث توثق الموسوعة لتاريخ الصحافة الكويتية منذ بداياتها حتى فترة الاحتلال العراقي وتحمل رؤية واضحة أراد من خلالها المؤلفون حفظ الإرث الصحافي الثقافي للكويت، لتستثمره الأجيال القادمة، بحيث تم تقديم كل صحيفة ومجلة بمعلومات وافرة وثرية، لتكون مرجعا مهما لتاريخ الصحافة وقد تفردت برصد العديد من الصحف والمجلات التي تنشر لأول مرة.
البدر: أسرنا من القاعدة البحرية بالجليعة وتحررنا بعد شهر من التحرير
قال الفريق الركن متقاعد مرزوق البدر على هامش اللقاء: كنت احد منتسبي الجيش في القوة البحرية وأحد الذين تم أسرهم في يوم الثاني من أغسطس، وذلك بالقاعدة البحرية في الجليعة، وقامت قوات الاحتلال بأخذنا في حوامات إلى أم قصر ومن ثم إلى بغداد ونقلونا لأكثر من معسكر داخل العراق حتى تم التحرير، موضحا انه لم يتم تعذيبهم جسديا ولم تكن المعاملة جافة ولكن كانت هناك ضغوط نفسية.
وأضاف البدر: «المؤلم في الأسر كونك تحمل رتبة عسكرية ثم تصبح سجينا بسبب نزوة من رئيس غاشم ضد بلد قدم له الكثير من المساعدات خلال حربه مع الجارة إيران»، والإحساس بالظلم ربما يكون أقوى من الألم الجسدي، وفكرة ان بلدك محتل ولا تعرف شيئا عن مصير أهلك فهذا كان من أصعب الأمور على جميع الأسرى الكويتيين.
وزاد: الحمد لله تم تحريرنا بتاريخ 28 مارس 1991 اي بعد التحرير بشهر عن طريق الصليب الأحمر، ونقلونا الى مدينة عرعر السعودية ومنها الى الكويت، نافيا ان يكون قد تعرض لضغوط او عرض عليه منصب وزاري في حكومة الاحتلال المؤقتة.