زفّت لنا المواقع منذ أيام قليلة خبر التجديد لقيادات في مناصبهم القيادية بإحدى وزارات الدولة المهمة، وفي الوقت نفسه، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن المرشح الوحيد لمنصب مدير عام المنظمة خلال الفترة القادمة وخصصت المنظمة موقعا بمنتهى الشفافية لعرض السيرة الذاتية بالتفصيل للمرشح وإنجازاته ومؤلفاته وأسلوبه في العمل وخططه المستقبلية لو تم اختياره لهذا المنصب.
وقد راودني حلم أتمنى أن يتحقق في الكويت وهو أن ينشر مع خبر التجديد أو الاختيار لأي منصب قيادي، السيرة الذاتية للقيادي، ويجب ألا تكون بحجم السيرة المطلوبة لمنصب مدير عام المنظمة بل إننا نتقبل صفحات وجيزة عن خططه بعد التجديد وما هي أولوياته وإنجازاته التي يفتخر بها ويعتقد أنها أهلته للتجديد في المنصب القيادي.
وأتمنى أن نتدارك الأمر ونتعلم من تجربة المنظمة لتقديم المرشح الجديد بنشر السيرة الذاتية لكل قيادي تم اختياره لتولي مقعد القيادة في وزارة مهمة أثبتت الأيام الماضية أنها تحتاج إلى مهارات خاصة إلى جانب العلم لقيادة أمورها بل في الواقع يجب أن تكون السيرة الذاتية المعلنة بشفافية قبل الاختيار للتجديد أو لتولي المنصب بعيدا عن المجاملات وعن التدخلات أو الصفقات السياسية، وهذا ما زلت أحلم به ضمن أحلامي عن كويت المستقبل التي نتطلع إليها وهي تستحق الأفضل، وستكون كذلك بالفعل بالكوادر المتميزة الذين ستكشف عنهم سيرتهم الذاتية وإنجازاتهم والخطط المستقبلية.
إن السيرة الذاتية للقيادات تبعث الأمل بالمستقبل، فإن كانت بها اهتمامات بقضية صحية، فهذا يعني أن القيادي سيعمل على حلها بسهولة، وإن كانت بها إنجازات علمية في فرع من فروع الطب، فهذا يعني تشجيعه على البحوث والتميز، وإن كانت له اهتمامات باقتصادات الصحة، فأبشروا بوقف الهدر واتخاذ القرارات الرشيدة والاستفادة من الميزانية المقررة.
وإن كان القيادي لديه إنجازات في الاستثمار فإن الصحة هي أفضل استثمار في تحقيق التنمية البشرية بأي مجتمع. فليكن من السيرة الذاتية للقيادات ما يكشف عن توجهاتهم المستقبلية عند توليهم المنصب القيادي، فهم يستشعرون المسؤولية أمام الله ثم أمام الوطن والمواطنين الذين يطمعون في صحة جيدة ورفاهية لهم ولأسرهم.
والله يوفق الجميع من أجل تحقيق كويت المستقبل بقيادة من يستحقون هذه المناصب القيادية ليقودوا ركب الحياة وننعم بالتنمية المستدامة الشاملة في ظل قيادتنا الحكيمة.
حفظ الله بلادنا من كل شر.