- للحصول على أفضل النتائج المرجوة من القسطرة الأولية على المريض التوجه فوراً لقسم الطوارئ عند حدوث أعراض الجلطة لفتح الشريان المغلق
- تطور «القسطرة» بأنواعها من الخاصة بالشرايين أو المتعلقة بأمراض الصمامات قلل الحاجة لعمليات القلب المفتوح بشكل ملحوظ إلا أن وجود جراحي القلب يظل عاملاً أساسياً في مثل تلك العمليات كجزء من فريق القلب المتكامل
- برنامج القسطرة الأولية تم تطويره على 4 مراحل وقلل فترة إسعاف مريض القلب من لحظة وصوله إلى مقدمي الرعاية الطبية إلى فتح الشريان من 120 دقيقة عالمياً إلى ما يقارب 60 دقيقة في «العدان»
- قمنا في المركز بزراعة صمامات بالقسطرة نوعية جداً أحدها لم يتم وصفه من قبل في المجال الطبي كزراعة
- زراعة صمام بالقسطرة لمريض يبلغ 35 عاماً عانى من تمزق في الصمام الأورطي نتيجة حادث مروري في عام 2019
- الرجال أكثر إصابة بأمراض القلب من النساء بنسبة 4-3 إلى 1 والأعراض لدى الرجل أشد صعوبة بينما للمرأة أكثر تعقيداً
- أعد دراسة تنتظر الموافقة لإجراء مسح للشباب ممن لديهم تاريخ بأمراض القلب لإحداث فرق معهم وهذا استثمار ثمين
أجرت اللقاء: حنان عبدالمعبود
«قسطرة صمامات القلب» من التخصصات الأكثر دقة، وبعض عملياتها تعد من أعقد وأصعب العمليات، وتتواجد هذه الخدمة في بعض مراكز القلب في الكويت، وأداؤنا في مركز سلمان الدبوس بفضل الله يضاهي أداء الكثير من المراكز العالمية بل يسبق الكثير منها بفضل كادر طبي كويتي على درجة عالية من الكفاءة والتدريب، حيث أجرينا على مدى السنوات الثلاث الماضية العديد من العمليات الحديثة التي تميزت بأنها الأولى من نوعها في المنطقة. الطبيب المتميز اختصاصي أول أمراض القلب والصمامات، وقسطرة والشرايين وقسطرة الصمامات د.الطيب القلاف تحدث لـ «الأنباء» عن التوعية بأمراض الصمامات وقسطرتها وأمراض الشرايين المقدمة في الكويت. واطلعنا على عملية نادرة جدا قام بإجرائها مؤخرا مع فريقه الطبي وتعد هذه الحالة الأولى في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط التي يتم خلق مجرى دموي عن طريق ورقة صمام طبيعية وليس صناعية بفريق محلي. وتمت هذه العملية باستخدام تقنية تم إجراء أولى الحالات منها أثناء فترة تدريبه بالولايات المتحدة الأميركية في عام 2017 ومنذ ذاك العام تم إجراء ما يقارب 200 حالة مثلها حتى الآن في 25 مركزا بالعالم. وأكد القلاف خلال اللقاء أن الرجال أكثر إصابة بأمراض القلب عن النساء، مشيرا إلى أن الرجال يمثلون 75% من الإصابة بأمراض القلب بينما النساء 25% فقط، مضيفا أن الذكور بشكل عام تكون الأمراض لديهم أكثر تعقيدا، بينما الإناث تكون أشد صعوبة في التعامل لأن المرأة حجمها أصغر، وبالتالي الشرايين تكون أصغر من الرجل. وتطرق اللقاء إلى كثير من الأمور التي تختص بأمراض القلب وعلاجاتها المختلفة، فإلى التفاصيل:
تخصص الأمراض الهيكلية وأمراض الصمامات يعد من التخصصات الحديثة المتفرعة التي كثرت مؤخرا، فماذا عن هذا التخصص؟
٭ العلم في تطور، فقد ظهرت ومن ثم تطورت القسطرة العلاجية منذ نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات من القرن الماضي، وكانت تتم آنذاك عبر نفخ الشرايين بالبالونات، وفي بداية التسعينيات بدأنا في وضع الدعامات، والتي تطورت من بدائية إلى تلك التي تغلف ببعض الأدوية والتي تطورت من جيل أول إلى ثان إلى ثالث، ومن ثم تشعبت لعمل التقنيات الفرعية والشرايين الرئيسية، والآن تطورت الأمور أكثر وأصبح تخصص القسطرة في حد ذاته لديه تخصصات أخرى تنحدر ومنها تخصص في فتح الشرايين ذات الانسدادات المزمنة، وهي لها تكنيكات تحتاج إلى تدريبات معينة، فليس كل برنامج تدريبي يقوم على تدريسه، كذلك هناك تخصص آخر وهو تخصص الأمراض الهيكلية والصمامات، والذي يختلف على حسب المركز الذي تم التدريب فيه، وكم الوقت الذي يتم التدريب فيه، فتجربتي في أمراض الصمامات خلال فترة التدريب كانت في كل ما يتعلق بالصمامات والأمور الهيكلية المرتبطة بالقلب والشرايين الكبرى بالجسم، تلك التي تحدث مع تقدم العمر أو الأمراض الوراثية أو العيوب الخلقية الخاصة بالصمامات أيا كانت (الأورطي، المايترالي، الرئوي أو ثلاثيي الورقات) من حيث التدخل بالقسطرة أو تقييم تلك الأمراض وتشخيصها سواء بالسونار أو الأشعة الأخرى أو القسطرة ان دعت الحاجة، والتي يمكن استخدامها في التشخيص ومتابعتها. وتلك التي تتعلق بالشريان الأورطي أو الرئوي وتفرعاتهما - كسحب الجلطات الرئوية في حال حدوثها أو علاج التضيقات بالشرايين والأوردة الخاصة بالرئة أو الأورطي.
التطور الهائل في طرق علاج أمراض الصمامات بالقسطرة صاحبته قلة في إجراء بعض العمليات الجراحية، حيث العديد من التدخلات التي كانت مستحيلة بالماضي، الآن أصبح بالإمكان عمله بالقسطرة، ولكن مع هذا لايزال هناك دور مهم ورئيسي لأطباء جراحة القلب في عملنا كفريق صمامات، ففي مركز سلمان الدبوس نقوم بالتعاون مع زملائي الجراحين في المركز (د.رياض الطرزي و د.نائل الصراف ود.محمد عبدالرحمن) بمناقشة تلك الحالات ووضع افضل الحلول لها سواء كان جراحيا أو عن طريق القسطرة. وبشكل عام الحالات الخاصة بصغار السن الذين يتحملون الجراحة أو الحالات الخاصة التي بها أمور تكنيكية التي لا يمكن القيام بها بالقسطرة (كالتي تعتمد على حجم الصمام وغيره من الأمور التي لا توجد لها حلول تقنية للآن).
عملية نادرة ومعقدة
أجريتم مؤخرا عملية نادرة للمرة الأولى بالكويت، وتعد من الحالات التي يحصى أجراؤها عالميا، هلا حدثتنا عنها؟
٭ هذه العملية قمنا بها لمواطنة في العقد الثامن من العمر. بداية عند القيام بأي عملية لزراعة الصمام نقوم بدراسة الحالة بدقة شديدة وتقييم الأمور الإكلينيكية والتقنية، وعند تقييمنا لهذه الحالة اتضح لنا تواجد الشريان التاجي الرئيسي بالقرب الشديد من الصمام الذي ستتم زراعته. في حال تمت زراعة الصمام لمثل تلك الحالات فإنه من الممكن أن يعيق الصمام مجرى تدفق الدم في الشريان فيتسبب بجلطة كبيرة للمريض. في الماضي كنا لا ننصح بالقسطرة وإنما بالجراحة في مثل هذه الحالات. ومع التطور الزمني، أصبح من الآمن إجراء عملية نسميها «باسيلكا- BASILICA» وهي اختصار لعملية يتم فيها استخدام بعض الوايرات كمشرط جراحي يتم تصويبه في نقطة معينة بدقة متناهية ومن ثم إيصال تيار كهربائي لتحويل الواير إلى مشرط جراحي للقيام بشق الورقة الطبيعية لنصفين لخلق قناة يتدفق عبرها مجرى الدم، بذلك نحور العمل بالقسطرة إلى ذلك بالجراحة دون فتح صدر المريضة. مما ساعد المريضة على التعافي سريعا والخروج من المستشفى بعد يومين.
وتعتبر عملية/ تقنية الباسيليكا BASILICA من التقنيات الحديثة التي تم تطويرها في الولايات المتحدة الأميركية حديثا، حيث نشرت دراسة مؤخرا في مجلة كلية أمراض القلب الأميركية في مايو 2021 تسجيل 214 حالة في 25 مركزا فقط حول العالم بين أميركا وأوروبا، وتعتبر هذه هي الحالة الأولى بالخليج ومنطقة الشرق الأوسط التي تتم على ورقة الصمام الذاتي الأيسر إذا استبعدنا الأراضي المحتلة الفلسطينية. واستغرقت العملية 4 ساعات قام بها فريقنا المحلي المكون من د.الطيب القلاف، د.علي الحميدان، د.أحمد الشطي ود.صادق عبدول . هذا، وقمنا بالحالة الثانية أيضا لمريضة في العقد التاسع من عمرها بعد أسبوعين فقط في غضون 3 ساعات فقط. وفي كلتا الحالتين خرجت المريضتان بتعاف عال ولله الحمد والفضل والمنة.
هل هذه هي المرة الأولى التي تجرى فيها عمليات معقدة من هذا النوع:
بالتأكيد لا. فعلى مرور السنوات الـ 3 الماضية أجرينا العديد من الحالات المتقدمة والمعقدة بالمركز وهي استمرار لنهج المركز في تقديم المركز الخدمات النوعية التي تمت في السابق. فقمنا على سبيل المثال بزراعة صمام أورطي في صمام تمزق بشكل حاد وكبير جراء حادث مروري لمريض يبلغ 35 عاما في عام 2019، وكانت حالة فريدة لم يتم وصفها بالمجال الطبي من قبل. كما قمنا بإجراء عملية زراعة للصمام بإيصال الصمام عن طريق تحويلة مميزة تسمى Transcaval approach. وفي هذه الحالة تعذر استخدام شرايين الأطراف لإيصال الصمام لمكانه، فقمنا باستخدام أكبر أوردة الجسم لتخطي المنطقة المستخدمة من الشرايين الطرفية ومن ثم عبرنا مرة أخرى للشريان (بالمختصر عملنا تحويله). وقمنا بزراعة الصمام بنجاح ومن ثم أغلقنا التحويلة التي تم خلقها بسدادة.
عوضا عن الحالات التي قمنا بعلاج الجلطات الرئوية الحادة بنجاح عن طريق القسطرة، كل تلك العمليات كانت نوعية وفريدة من حيث التطبيق في المنطقة.
أمراض وراثية
هل تعد أمراض القلب من الأمراض الوراثية؟
٭ عندما نتحدث عن أمراض القلب ومخاطرها هناك أمور للإنسان يمكن أن يتحكم بها، وأمور أخرى لا يمكنه التحكم بها، فما يمكنه التحكم به مثل السكر والضغط، والكوليسترول والعصبية والتعامل مع ضغوطات الحياة، والنمط الغذائي وممارسة الرياضة والوزن وغيره، لكن هناك شقا كبيرا من أمراض القلب لا يمكن التحكم به ومن أهمه العامل الوراثي، فحينما أقارن ما يحدث بأمراض القلب في الكويت مقارنة بالخارج أجد أننا في الكويت أمراض القلب تحدث في أعمار مبكرة وبشكل أشد وتسارع أكبر مما كنا نراه في فترة تدريبنا بأميركا الشمالية، نعم، هناك عامل وراثي كبير جدا سواء الخاص بأمراض الصمامات أو أمراض الشرايين، وبشكل عام نتعرف على تواجد العامل الوراثي في أمراض شرايين القلب (بالتقريب) إن كان ذكرا أصيب بأمراض تصلب الشرايين في عمر أقل من 55 عاما أو أنثى أقل من 65 عاما وبذلك يسمى المرض مرض تصلب شرايين مبكر، وكلما كثرت الإصابات بأمراض شرايين بين أفراد العائلة بعمر مبكر كلما زادت الدلالات على تواجد العامل الوراثي في المعادلة.
وهناك أمور أخرى لا يمكن التحكم بها، منها أن تكون ذكرا، فأنت معرض للإصابة أكثر وكذلك التقدم بالعمر، ومن جانب الصمامات، هناك بعض أمراض الصمامات متعلقة بالعامل الوراثي مثل الصمام الأورطي والذي عادة ما يكون مكونا من 3 ورقات ولكن هناك نسبة 2% من الناس يكون مكونا من ورقتين وليس ثلاث ورقات، حيث لا تنفصل الورقات أثناء تكون الجنين، وبهذا يكون العامل الوراثي لمثل تلك الحالات ما بين 9 و10% بين أقارب الدرجة الأولى إذا كان الشخص يعاني هذه المشكلة وما يصاحبها من مشاكل في الشريان الأورطي (الأبهري). أضف إلى ذلك بعض الأمور التي تحدث بالصمامات الميترالية قد يكون لها عامل وراثي، فالعامل الوراثي له شق كبير في أمراض القلب، ولذلك من الضروري حين تراجع أمراض القلب أن يسأل الطبيب عن التاريخ العائلي وكذلك حرصا على الجيل المقبل يسأل عن الأبناء وكيفية وقايتهم بالمستقبل خاصة إذا كان عمر المريض لا يتجاوز 50 عاما وأصيب بجلطة، لا بد أن يتم التنبيه على أبنائه بعدم التدخين، وحين بلوغهم 18 أو 20 عاما يفضل إجراء فحوصات الكوليسترول وغيره لأن أمراض القلب ليست إصابة وقتية وإنما هي تراكم سنوات طويلة قبلها، فإذا ما حدثت جلطة مثلا تكون قد عبرت للمرحلة التي تلي الوقاية الأولية وهي الوقاية الثانوية والتي تعنى بعدم تدهور الحالة، ونتمنى كأطباء أن نستطيع حماية الناس من الوصول إلى هذه المرحلة.
حملات وقائية، هل يعني هذا وجود برامج وقائية قيد العمل؟
٭ نعم، هناك لجنة خاصة للوقاية من الأمراض المزمنة غير المعدية ضمن برامج وزارة الصحة تعنى بالعمل على الوقاية من الأمراض المزمنة ومنها أمراض القلب، فأمراض القلب بالكويت منتشرة بشكل كبير جدا وبأعمار صغيرة.
وكعضو في هذه اللجنة فإني بصدد إعداد دراسة (بعد موافقة المسؤولين) لفئة معينة من الشباب الصغير بالسن لرصد وعلاج مخاطر أمراض تصلب الشرايين المبكر على مستوى محافظة الأحمدي بشكل مبدئي، لنرصد التجربة ونتائجها وإمكانية تعميمها على الكويت ككل، لأن هذا يعد استثمارا على المدى الطويل ونتائجه تكون ملموسة على مدى 10 أو 20 عاما، حيث الشباب اليافعون ممن يعاني والداهم أو أحدهما من مشاكل وأمراض القلب من الممكن أننا في المستقبل نشكل فرقا معهم وهذا يعد استثمارا ثمينا.
هل هناك نسبة للإصابة بأمراض القلب ما بين الرجال والنساء؟ ومن الأكثر إصابة؟
٭ الأرقام بالتحديد لا أملكها ولكن على سبيل المثال ان دخلت العناية المركزة لدينا بمركز الدبوس وهناك 20 سريرا بالعناية فإذا ما كانت جميعها مشغولة فإننا نجد 15 من الذكور و5 من الإناث، حيث الرجال يمثلون 75% من الإصابة بأمراض القلب بينما النساء 25%، وحتى في الدراسات الكبيرة نجد أن النساء بالدراسات تشكل نحو 20 - 25%.
وماذا عن الإصابة؟ هل تكون أكثر حدة بين الرجال أكثر أم الإناث؟ أم تتساوى؟
٭ هذا السؤال تصعب الإجابة عنه بشكل مباشر، حيث الذكور بشكل عام كثرة الأمراض عندهم تكون أكثر تعقيدا، بينما الإناث تكون أشد صعوبة في التعامل لأن المرأة حجمها أصغر، وبالتالي الشرايين تكون أصغر من الرجل، الرجال أشد صعوبة ولكن المرأة الأكثر تعقيدا.
ما البرامج التي ستشرعون بالعمل عليها خلال الفترة المقبلة؟
٭ هو استكمال برنامج القسطرة الأولية المتكامل والذي بدأناه في فبراير عام 2019 والبرنامج يعني أنه إذا أصيب مريض بجلطة في القلب في الماضي كنا نعطي الدواء الذي يذيب الجلطات ومن ثم أخذه الى مختبر القسطرة، ولكن الآن أصبحنا نتجه إلى القسطرة الأولية والتي تعني أن المريض الذي أصيب بجلطة حادة من نوع معين يطلق عليه «ستيمي» مباشرة يتم تشغيل فريق القسطرة، حيث يستدعى الطبيب من منزله في أي وقت من اليوم ويحضر الفريق ويقوم بفتح مختبر القسطرة ويستقبل المريض من الحوادث مباشرة على القسطرة وينفتح الشريان وتوضع الدعامة. ومنذ 2019 وللآن البرنامج لم يتوقف مرورا بفترة حظر التجوال في أزمة كورونا على مدى 24 ساعة.
وتتميز القسطرة الأولية أنها تعطي نسبة شفاء أحسن من الأدوية ونسبة أن يظل الشريان مفتوحا بشكل أكبر، حيث تبلغ نسبة تدفق الدم بانسيابية خلال الشريان التاجي المفتوح بالدعامة نسبة 95% مقارنة بـ 60% مع الأدوية دون الدعامة، وعكسا على ذلك تقل نسبة الوفيات بهذه التقنية، كذلك فإن نسبة حدوث النزيف تكون قليلة جدا مع القسطرة مقارنة بالدواء المذيب للجلطة وهذا بناء على جميع الدراسات العالمية ذات الجودة العالية في الدليل الطبي، مما انعكس على التوصيات العالمية الطبية. وانه من الأهمية القصوى لنجاح برنامج القسطرة الأولية حضور المريض لمختبر القسطرة في أسرع وقت ممكن، حيث إن الوقت يساوي ما يتبقى من عضلة القلب. كلما أسرعنا في فتح الشريان أثمرت الحفاظ على قوة عضلة القلب وما يليها من تبعات.
هذا، وقد تطور هذا البرنامج عبر 4 مراحل، انتهينا من 3 مراحل أثناء فترة رئاستي لقسم القلب بالمركز وتبقت الأخيرة، متمنيا ان تكتمل بجهود الزملاء ممن يلونني في رئاسة القسم، وقد تمت المرحلة الأولى على مستوى مستشفى العدان في عام 2019، حيث أصبح هناك نشاط وقناة مفتوحة من قسم طوارئ مستشفى العدان ومختبر القسطرة بحيث يتم تفعيل مختبر القسطرة على مدى 24 ساعة، 7 أيام في الأسبوع بمجرد حضور المريض للحوادث وأثناء فترة انتقال المريض من الحوادث الى مختبر القسطرة يتم خلالها تجهيز المختبر لاستقباله وبدء العمل فور وصول المريض.
والمرحلة الثانية توسعت لمركز الطوارئ التابع لمستشفى العدان بمركز صباح الأحمد، حيث كان في الماضي، يذهب المريض إلى مركز صباح الأحمد فيتم تشخيصه بجلطة فيتم نقله من مركز صباح الأحمد إلى حوادث العدان وبعدها إلى مختبر القسطرة، مما يؤدي إلى بعض التأخير في فتح الشريان. وبعد الاتفاق مع الإخوة في قسم الطوارئ وبمساعدة مدير منطقة الأحمدي د.أحمد الشطي ومن بعده د.بدر العنزي، فإن المريض يتم نقله الى مختبر القسطرة بمركز سلمان الدبوس مباشرة بعد ان يقوم طبيب الحوادث في مركز صباح الأحمد بالمنطقة الجنوبية بالاتصال وتسليم الحالة عبر الهاتف فور تشخيص المريض بالجلطة.
المرحلة الثالثة التي تم إطلاقها في شهر مارس الماضي بدعم كبير جدا من مدير منطقة الأحمدي الصحية د. بدر العنزي وتعاون كل من د.عبدالله الطويل (رئيس قسم الطوارئ آنذاك)، د. رضا جنه (استشاري طوارئ)، د.فهد العازمي (رئيس الرعاية الأولية بمحافظة الأحمدي) وصالح الزيان (قائد منطقة إسعاف الأحمدي). وتتلخص هذه المرحلة بنقل مرضى الجلطات القلبية الحادة المكتملة (أو ما يسمى بـ STEMI) التي يتم تشخيصها بالمستوصفات، من المستوصف الى مختبر القسطرة بمركز سلمان الدبوس عن طريق الإسعاف الأرضي، بحيث يغادر المستوصف خلال 30 دقيقة (DOOR IN- DOOR OUT) وتباعا أيضا دون المرور بقسم الحوادث وإنما مباشرة إلى مختبر القسطرة، مما يختصر الوقت الكبير في تأخير فتح الشريان المنغلق. هذا ويتم تفعيل فريق القسطرة منذ تلقي المكالمة من طبيب المستوصف.
وهذه المرحلة كانت على مستوى المستوصفات بمنطقة الأحمدي الصحية، حيث المريض يعاني ألما بالصدر يتم عمل تخطيط، وإذا تأكد أنها جلطة يتم الاتصال بمختبر القسطرة والإبلاغ عن الحالة وتجهيز المختبر وبعدها يخرج الإسعاف مباشرة إلى مختبر القسطرة دون توقف، وتبقى من العمل المرحلة الرابعة والأخيرة التي نتمنى العمل بها وتطبيقها لولا انتشار فيروس كورونا، بحيث يقوم طاقم الإسعاف الأرضي بالتعرف بنفسه على علامات الجلطة القلبية المكتملة (ستيمي - STEMI) ونقل المريض من منزله إلى مختبر القسطرة مباشرة دون المرور على الحوادث أو أي مكان آخر، وهذه هي المرحلة الأخيرة وبهذا تكون محافظة الأحمدي أكملت برنامج القسطرة الأولية كاملا. وكلي أمل أن تنتشر هذه التقنية بشكل كامل في شتى أنحاء البلاد.
ونحمد الله ان نسبة الوفيات لدينا قليلة جدا حيث بالمراكز العالمية 1.9% والوقت اللازم لفتح الشريان في مركز سلمان الدبوس هو 40 دقيقة بينما المستوى العالمي المطلوب هو 90 دقيقة في الحالات المنقولة من حوادث العدان والوقت الخاص بالحالات المنقولة من خارج العدان (مستوصفات منطقة الأحمدي الصحية أو مركز صباح الأحمد للطوارئ) تصل الى 60 دقيقة، والمستوى العالمي الموصى به هو أقل من 120 دقيقة).
وهناك خطط أخرى في طور التنفيذ لترى النور قريبا ان شاء الله كبروتوكولات التعاون بين قسم القلب والطوارئ أو الأشعة أو قسم الباطنية والتي جميعها على وشك الوصول لخط النهاية والتنفيذ - وكلي ثقة بإخواني الأطباء في المركز بمتابعة ما تم بدؤه لإكمال مشاريع تطوير المركز والخدمات للمرضى. الكويت لديها إمكانيات جبارة ولكنها فقط تحتاج إلى الترتيب والدعم والعمل بمهنية عالية.
هل من كلمة أخيرة؟
٭ نعم، أشدد على أهمية التعرف على أعراض الجلطة والحضور مبكرا للحصول على أفضل النتائج. أعراض الجلطة القلبية تختلف من مريض لمريض. وهي عادة ما تكون مثل الثقل أو الضغط على منتصف الصدر، أو الحرورة الحارقة أو إحساس بالعصرة في منتصف الصدر أو إحدى الكتفين أو كلتيهما، وقد يكون في منطقة البلعوم أو الظهر. وقد يظهر بإحساس الإعياء الشديد والتعرق مع أو دون غثيان. عند حدوث مثل تلك الأعراض، على المريض المسارعة بالتوجه لأقرب مركز طوارئ، من المهم جدا الحضور المبكر للحصول على أفضل النتائج.
كما أشدد على أن أمراض الصمامات أمراض تتقدم مع الزمن، تحتاج الى متابعة من قبل مختصين ولدينا بالكويت الكفاءات اللازمة للتقييم والعلاج اللازم.
وأخيرا: أقول لأهلنا بالكويت تأكدوا أننا نهتم بالمريض ويهمنا أمره، الأمور بالكويت غير مستحيلة وكل شيء يمكننا عمله بالكويت ولكن كل ما نحتاج إليه هو الإرادة والتسهيلات والدعم، نحمد الله أن الأمور في تحسن وتطور وإن كنا نطمح إلى دعم أكبر، ندعو الله أن يوفق الجميع، وان خدمات أمراض القلب تنهض أكثر، أمامنا مشوار طويل ولكنه يحتاج إلى التعب والجهد وتسهيل الأمور لمن يعمل.