بيروت : أعلن وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي استقالته من منصبه بعد تسببه في أسوأ أزمة ديبلوماسية تصيب العلاقات بين لبنان ودول الخليج العربي، اثر تصريحاته المسيئة للمملكة العربية السعودية.
وقال قرداحي في مؤتمر صحافي من وزارة الاعلام، ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ذاهب الى السعودية بزيارة فرنسية، وان الرئيس نجيب ميقاتي ابلغه ان الفرنسيين يرغبون في استقالتي وان لديه ضمانات بأن ماكرون سيفتح موضوع إعادة العلاقات مع لبنان لذلك قررت التخلي عن موقعي الوزاري على ان أظل في خدمة وطني.
وجدد تأكيده ان المقابلة التي وردت فيها الإساءة كانت قبل شهر من تعيينه وزيرا للإعلام ، وان ما ورد فيها جاء عن حسن نية .
وكان قرداحي قال في تصريحات لقناة "الجزيرة" ان استقالته هي ورقة لفتح الأبواب لحل الأزمة، وانها بادرة حسن نية يحملها الرئيس الفرنسي ماكرون الى الرياض.
ميقاتي وقّع استقالة قرداحي : كانت ضرورية لفتح باب لحل الأزمة
أجرى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اتصالاً برئيس الجمهورية ميشال عون، بعيد تسلمه من وزير الإعلام المستقيل جورج قرداحي كتاب استقالته من الحكومة، وقد تشاور الرئيسان في الوضع وآخر المستجدات الحكومية.
وكان ميقاتي استقبل قرداحي وتسلم منه كتاب استقالته، ثم وقّع مرسوم قبول الاستقالة وأحاله على رئيس الجمهورية.
وقال ميقاتي، خلال تسلمه استقالة قرداحي: “تاريخ الاستقالة في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) يعني من شهر ناوي”.
وغادر قرداحي السراي من دون تصريح.
ثم اصدر ميقاتي بيانا اكد فيه: إن استقالة الوزير كانت ضرورية بعد الأزمة التي نشأت مع المملكة العربية السعودية وعدد من دول مجلس التعاون الخليجي، ومن شانها أن تفتح بابا لمعالجة إشكالية العلاقة مع الاشقاء في المملكة ودول الخليج، بعد تراكمات وتباينات حصلت في السنوات الماضية.
واكد ان لبنان كان وسيبقى عربي الهوية والانتماء، وهو عضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم بمواثيقها، ويتطلع الى افضل العلاقات مع الاشقاء العرب وامتنها بروح الروابط التاريخية التي تجمع بين دولنا وشعوبنا. ومن هذا المنطلق فاننا حرصنا على تطبيق ما ورد في البيان الوزاري لحكومتنا لجهة تعزيز علاقات لبنان مع الدول العربية الشقيقة والإصرار على التمسك بها والمحافظة عليها، والحرص على تفعيل التعاون التاريخي بين بُلداننا العربية والنأي بالنفس عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وفي اي نزاع عربي - عربي ودعوة الأشقاء العرب للوقوف إلى جانب لبنان في هذه المحنة التي يرزح تحتها شأنهم دائما مشكورين.
وشدد على أن ما يجمع بين لبنان والمملكة العربية السعودية من علاقات أخوة تاريخية متينة كفيل بتجاوز كل التباينات العابرة وكذلك الامر مع سائر دول مجلس التعاون الخليجي التي نقدر ونحترم ونحرص على الحفاظ عليها وعلى امنها وسلامتها.
وأكد ان الحكومة عازمة على التشدد في إتخاذ الاجراءات الكفيلة بضبط الحدود البحرية والبرية ومنع كل أنواع تهريب الممنوعات الذي يضر بامن الدول العربية الشقيقة وخصوصيتها، لا سيما منها دول الخليج والسعودية بشكل خاص. والحكومة على استعداد لإنشاء لجنة مشتركة للبحث في كل الامور والسهر على حسن تطبيقها.
كما أكد رفض الحكومة حجج كل ما من شانه الاساءة الى أمن دول الخليج وأستقرارها .
ودعا كل الاطراف اللبنانية الى وضع المصلحة اللبنانية فوق كل إعتبار، وعدم الاساءة باي شكل من الاشكال الى الدول الشقيقة والصديقة أو التدخل في شؤونها.
وجدد مطالبة جميع الاطراف بالعودة الى طاولة مجلس الوزراء للقيام بتنفيذ ما هو مطلوب من الحكومة في هذا الظرف الصعب.
وختم اسفا لما حصل سابقا متمنيا أن يكون صفحة من الماضي قد طويت.