مع نهاية مباراة تونس وعمان في دور الثمانية لكأس العرب لكرة القدم انطلق مشجعان برازيليان سريعا للحاق بالمباراة التالية التي كانت ستبدأ في غضون 90 دقيقة.
وكان المشجعان يختبران وعد الجهات القطرية المنظمة لكأس العالم 2022 بأن الجماهير سيكون بوسعها حضور عدة مباريات في يوم واحد في أصغر بلد مساحة تستضيف هذا الحدث العالمي الكبير على مدى تاريخ البطولة.
لكن الأمر استغرق نحو ساعتين من إدمونتو كارفاليو وباولينيو رايس لبلوغ استاد البيت ليضيع عليهما الشوط الأول تقريبا من مواجهة قطر والامارات. واستلزمت الرحلة ركوب خطين للمترو ورحلة بالحافلة لمسافة 39 كيلومترا ومسيرة طويلة على الأقدام.
ومع ذلك استمتع المشجعان اللذان حضرا 20 من 32 مباراة في كأس العرب بالبطولة التي أسدل الستار عليها يوم السبت الماضي والتي كانت أول اختبار كبير للبنية التحتية التي أنفقت عليها قطر المليارات خلال آخر عشر سنوات.
وقال رايس الذي حضر مباريات كأس العالم 2018 في روسيا "الناس هنا يقولون أشياء طيبة عن بلدنا البرازيل. استقبلونا بحفاوة. إنها أفضل تجربة عشتها في حياتي على الإطلاق".
وبينما لم تكن هناك مشاكل كبيرة في كأس العرب التي حضرها في الغالب مشجعون يقيمون في قطر وفقا للمنظمين، ظهرت بعض المشاكل اللوجستية قبل الوصول المتوقع لحوالي 1.2 مليون زائر أجنبي لكأس العالم العام المقبل أي أكثر من ثلث عدد سكان الدولة الخليجية.
وتدفقت الحركة المرورية على الطرق السريعة بسلاسة خلال البطولة التي استمرت 19 يوما ونادرا ما تعطلت الخدمة في نظام المترو ولم تمنع المخاوف من ظهور المتحور الجديد من فيروس كورونا (أوميكرون) ألوف المشجعين، الكثير منهم بدون كمامات، من ملء المدرجات.
ولم تعلن السلطات الصحية القطرية عن زيادات كبيرة في عدد حالات الإصابة اليومية بكوفيد-19 رغم اكتشاف أول أربع حالات في البلاد للمتحور الجديد أوميكرون بين مواطنين ومقيمين عائدين من الخارج.
وقال رونان إيفان رئيس رابطة مشجعي كرة القدم في أوروبا الذي كان في قطر لحضور كأس العرب "بشكل عام أعتقد أن الملاعب جاهزة ومريحة نسبيا.
"المشكلة الرئيسية الآن هي كل ما يحدث قبل وبعد المباريات. "المنظمون لديهم الآن سنة واحدة لعلاج بعض المشاكل بما في ذلك سبل الوصول إلى وسائل النقل".
وللسماح بوقت مناسب للتنقل بين الملاعب في كأس العالم 2022 سيمنح الاتحاد الدولي (الفيفا) الجماهير فرصة شراء تذاكر مباراتين فقط من أصل أربع مباريات في اليوم الواحد خلال دور المجموعات.
وحتى الآن فان ثلاثة من الملاعب الثمانية ليس لها اتصال مباشر بشبكة المترو ويجب على المشجعين ركوب حافلات مكوكية تنزلهم على بعد عدة كيلومترات من وجهتهم.
ولم تكن مرافق الطعام والماء والمراحيض متوفرة في الطريق إلى العديد من الملاعب.
وتم التخلي عن نظام بطاقة المشجعين الإجباري بعد أن أمضى 165 ألف مشجع ساعات طويلة في انتظار الحصول على بطاقات الاعتماد. وفي الملاعب كثيرا ما كان المشرفون يوجهون المشجعين إلى الاتجاه الخاطئ وكانت مواقف السيارات مظلمة ومكتظة.
وقطعت سارة، وهي مشجعة إيرانية، أكثر من 23 كيلومترا لحضور أربع مباريات على مدار يومين على طرق وصفتها بأنها في بعض الأحيان غير واضحة المعالم وساعدت صديقتها التي تعاني من إعاقة مع عدم وجود خيارات مثل عربات الجولف.
وقالت سارة "لا تزال قدمي تؤلمني.
"لم نقم حتى بمشاهدة معالم المدينة. حضرنا فقط المباريات".
ولم ترد اللجنة العليا للمشاريع والإرث المنظمة لكأس العالم على طلب للتعليق وكذلك الشركة القطرية التي تشرف على مترو الدوحة.
وذكر منظمون أن 75 في المئة من المشجعين تجنبوا وسائل النقل العام خلال كأس العرب واختاروا السيارات الشخصية أو سيارات الأجرة.
وخارج ملعب البيت بعد فوز الجزائر على تونس في النهائي يوم السبت رقص المشجعون على أغاني الشاب خالد ورشيد طه.
وفي السماء رسمت الأضواء عبارة "نراكم في 2022".