- عبدالرحمن العقل تفوق على نفسه وشيماء مفاجأة والحملي مخرج له بصمة
ياسر العيلة
الممثلون دائما لديهم جانب آخر مختلف عما يراه الجمهور على الشاشة، وحياتهم الخاصة تحتوي على تفاصيل عديدة أحيانا تكون ملهمة ومؤثرة لغيرهم، وأحيانا أخرى تكون مؤلمة ومؤذية، ومن هذا المنطلق كانت الفكرة التي دارت حولها أحداث الفيلم السينمائي الجديد «أوسكار» الذي أقيم له حفل افتتاح الخميس الماضي في «سينما غراند» بمجمع الحمراء مول، وحضرته «الأنباء».
الفيلم من تأليف هيا أحمد، وإخراج محمد راشد الحملي، وإنتاج منصة «Vo»، وبطولة النجم الكبير عبدالرحمن العقل وشيماء سليمان ومحمد الحملي ومي البلوشي وعبدالله الرميان وعصام الكاظمي وحسين العوض وعبدالعزيز السعدون والفنانة السورية لاما أمير وآخرين.
حضر الحفل عدد كبير من النجوم والإعلاميين منهم رئيس نقابة الفنانين والإعلاميين د.نبيل الفيلكاوي والفنان القدير محمد العجيمي وعبدالله الطراروة وميثم بدر وملاك والإعلامية زينب العلي والمطربة حنين حسين والمخرج عبدالله عباس والمطربة التونسية وفاء بوكيل وغيرهم.
في البداية، أعرب النجم الكبير عبدالرحمن العقل عن سعادته قائلا: «أوسكار» تجربة مختلفة كليا عن تجاربي السينمائية الأخرى، من خلال «حدوتة» بسيطة ناعمة لكن أبعادها كبيرة، تدور حولها أحداث الفيلم الذي يركز على أهمية أن يراجع الإنسان نفسه على ما ارتكبه من أخطاء في حياته.
وتحدثت بطلة الفيلم الفنانة شيماء سليمان، قائلة: «أوسكار» التجربة الأولى لي في عالم السينما، وهي تجربة ممتعة وسعيدة بها جدا، خاصة أنها مع مخرج بمنزلة صديق وأخ لي واعتبره مدرسة فنية وهو النجم محمد الحملي، وأكملت: وافقت فورا على المشاركة في الفيلم بعد أن شرح لي الحملي القصة أثناء عرضنا لمسرحية «شبح الأوبرا»، والكاركتر الذي أقدمه في الفيلم «حلو» وجديد، لاسيما انه يحمل في بدايته جانبا كوميديا، معربة عن سعادتها بردود الأفعال الإيجابية من قبل الجمهور الذي شاهد الفيلم عبر منصة «Vo».
من جانبه، تحدث مدير العلاقات العامة لمنصة «Vo» أحمد السويلم لـ «الأنباء» قائلا: فيلم «أوسكار» هو التجربة الأولى للمنصة في دور العرض السينمائي، وتعقبه أعمال أخرى كثيرة سواء في عالم السينما او في العالم الرقمي، منها فيلم «حطب دامة» وغيره من الأعمال.
وأشار السويلم الى انه تم اختيار فيلم «أوسكار» للعرض السينمائي بعد النجاح الكبير ونسب المشاهدة العالية التي حققها خلال عرضه عبر منصة «Vo».
وتدور أحداث الفيلم حول فنان كبير اسمه فوزي عبدالله فوزي (عبدالرحمن العقل) والذي يظهر للناس والإعلام بقناع يخفي من ورائه وجهه الحقيقي البشع، حيث تقوم إحدى الفتيات (شيماء سليمان) بالتقرب منه على أنها معجبة من معجباته وتتمكن من تسجيل تصريحات له، وهو في حالة لا وعي نتيجة تعاطيه الكحول، يكشف من خلال هذه التسجيلات عن قيامه بشراء الجوائز التي حصل عليها خلال مشواره الفني من دون وجه حق، وعمله في غسيل الأموال من خلال شركته مع أحد المتنفذين الكبار (عبدالله الخضر)، وأيضا كشف عن زواجه السري لإحدى الفنانات الكومبارس (مي البلوشي) التي تعرضت للعنف الزوجي والضرب المبرح بسبب أنها حملت منه، ما أدى الى دخولها مستشفى الطب النفسي.
وتكشف لنا الأحداث أن الفتاة التي قامت بفضحه إعلاميا هي ابنة المرأة التي كان «فوزي» متزوجها سرا، وشاهدته وهي طفلة (جسدت دورها وهي طفلة بشكل رائع الفنانة الصغيرة ريتال جاسم ابنة شيماء سليمان) يضرب أمها بطريقة وحشية فقررت الانتقام منه وكان لها ما أرادت.
فكرة الفيلم مميزة وجديدة وكل المشاركين فيه سواء أمام الكاميرا أو خلفها بذلوا مجهودا لافتا، وظهرت اللمسات الخاصة للمخرج محمد الحملي من خلال المشاهد التي جاءت متسارعة بعيدا عن المط والتطويل، فكان إيقاع الأحداث سريعا، وشخصيا أرى أن الفكرة كانت تستوعب أحداثا أخرى تضاف لما شاهدناه، وكانت ستعطي ثقلا أكبر للعمل، لكن في النهاية هذه رؤية كاتبة ومخرج الفيلم والتي تحترم ويجب أن أشكرهما على الوقت الممتع الذي قضيناه في مشاهدة عمل متميز يعد إضافة للأفلام السينمائية الكويتية.
قدم النجم عبدالرحمن العقل واحدا من أهم أدواره، حيث جسد شخصية الممثل الشهير «فوزي» بحرفية شديدة، وأقنعنا في كل مشهد قدمه بأدائه الرائع، فقد وضع في هذا الدور خبرة السنين، فتفاعلنا معه وكرهنا «فوزي» بسببه، وهو ما انعكس على العمل ككل فجعله مزيجا بين الفن، والإنسانية، والاستمتاع.
وتبدو شيماء سليمان في الفيلم أنها لم تتقيد بالشخصية التي رسمتها مؤلفة الفيلم هيا أحمد بشكل كامل، بل وضعت عليها بصمتها الخاصة، وهو الأمر الذي ساعدها عليه مخرج العمل محمد الحملي، والذي من المؤكد أنه تمكن من حسم هذا الأمر مع بطلة الفيلم على الورق، وهي مهمة ليست سهلة عليها، وبالرغم من أن قصة الفيلم إنسانية ذات أحداث مؤلمة، إلا أن شيماء قدمت أداء كوميديا لافتا وبديعا.
باقي نجوم العمل قدموا أدوارهم بشكل رائع، خاصة مي البلوشي وحسين العوض، بالإضافة الى ضيوف الشرف وعلى رأسهم النجم عبدالله الخضر الذي أضفى على العمل أجواء من البهجة والسعادة من خلال أدائه وتعليقاته التي تفاعل معها الحضور، ومن ضيوف الشرف أيضا الفنان أحمد إيراج والفنان حمد العماني، وظهور خاص للزميل مفرح الشمري من جريدة «الأنباء».