قالت خبيرة علم الحشرات والأستاذ المساعد بقسم العلوم في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي د.جنان الحربي إن فكرة تناول اللحوم وشرب الحليب من الحيوانات المستنسخة تضرب وترا خاصا يثير الخوف لدى بعض الناس.
وأوضحت الحربي في تصريح لـ «الأنباء» أن الاستنساخ هو موضوع ساخن ومثير للجدل، بالإضافة إلى القضايا الأخلاقية والمعنوية المتعلقة بالاستنساخ، متسائلة في الوقت نفسه: لكن ماذا إذا كان اللحم المستنسخ مصدرا غذائيا آمنا على صحة الإنسان؟
ففي عام 2008 صرحت هيئة الأغذية والدواء FDA بأن استهلاك اللحوم ومنتجات الحليب والبيض من الحيوانات المستنسخة آمن.
ولم تشترط الهيئة وضع ملصق للتعريف باللحوم المستنسخة، ولا يوجد لدى المشترى اختبار علمي لتحديد ما إذا كان منتجات اللحوم أو الحليب جاءت من حيوانات مستنسخة. وهذا الغموض هو واحد من الشواغل الرئيسية التي أعربت عنها جماعات الدفاع عن الإنسان.
وأضافت: بل إن هيئة الغذاء والدواء وافقت بعد ذلك على استنساخ اللحوم في المختبرات من الخلايا الجذعية المستخرجة من الحيوانات الحية الحقيقية تحت ظروف آمنة، وقد رحبت هيئات غذائية عالمية عديدة بهذا الخبر كونه خطوة بارزة في صناعة اللحوم.
وأوضحت الحربي أن فكرة زراعة الخلايا خارج الجسم الحي موجودة منذ القرن التاسع عشر وتستخدم في كل شيء من الحفاظ على الأنسجة وإنتاج اللقاحات إلى اختبار السلامة الكيميائية وأكثر من ذلك بكثير.
أول برغر لحوم مزروع في المختبر في عام 2013 مقابل 325.000 دولار من قبل مارك بوست، أستاذ علم وظائف الأعضاء الوعائية في جامعة ماستريخت في هولندا.
ويروج المدافعون عن اللحوم المستنسخة في المختبر حيث يفضلون تسميتها «اللحوم النظيفة»، كبديل أكثر استدامة للمنتجات الحالية.
حيث أظهرت دراسات أجريت في عام 2011 أن خفض استهلاك اللحوم أمر حيوي في معالجة الاحترار المناخي بسبب انبعاثات الكربون، وأثبت أن اللحوم النظيفة سوف تنتج انبعاثات أقل من غازات الاحتباس الحراري بنسبة 78 إلى 96%، وتستخدم 99% أقل من الأراضي، وما بين 82 و92% من المياه.
وبينت أن من أولى الدول التي أعربت عن تأييدها لاستنساخ اللحوم هي سنغافورة وهولندا وأيضا وزارة الزراعة الأميركية وإدارة الغذاء والدواء الأميركية حينما أعلنت عن اتفاق مشترك للإشراف على إنتاج اللحوم المستزرعة بالخلايا وستكون متوافرة في بعض من المطاعم الفاخرة، وعلى رفوف محلات غذائية محددة في 2022.
فعلى سبيل المثال «شيكن بايت» التي تنتجها شركة «ايت جست» الأميركية اجتازت شروط السلامة من جانب وكالة الأغذية السنغافورية وستتوافر في الأسواق قريبا.
وكشفت الحربي أنه في الوقت الراهن، تعمل عشرات من الشركات الغذائية على تطوير صناعة اللحوم المستنسخة المختبرية مثل الهمبورغر والستيك والناجيت والمرتديلا من لحم الأرانب والأبقار والسمك والدجاج والربيان، بهدف توفير لحوم أنظف خالية من الهرمونات الصناعية والمواد المضافة والأصباغ.
وتأييدا لذلك، أعلنت بعض الشركات أن اللحوم النظيفة ستكون نظيفة ليس فقط من الهرمونات الصناعية والمواد المضافة والأصباغ بل ستخلو أيضا من العظم والجلد والأمعاء والفضلات.
وختمت تصريحها بالقول إن من أبرز الشركات التي انتجت اللحم المستنسخ في 2021-2022 شركة «بيكوز ميت الأميركية» و«مينفيس الأميركية» لإنتاج اللحوم المستنسخة، ومن المتوقع أن تطرح شركة «أفانت ميت الصينية» وشركة «موسا ميت الهولندية» وشركة «أنتيقري كلتشر اليابانية» وشركة «بيت فيك أنكارا التركية» منتجات اللحوم المستنسخة في 2022-2023.