استهدف قصف صاروخي إسرائيلي مرفأ اللاذقية الرئيسي في سورية للمرة الثانية خلال اقل من شهر، وفق ما افاد الاعلام الرسمي ومواقع تواصل.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن الهجوم استهدف «برشقات من الصواريخ من عمق البحر المتوسط غرب مدينة اللاذقية ساحة الحاويات في الميناء التجاري».
ولم يبين المصدر ما تم استهدافه تحديدا في ساحة الحاويات، لكنه أفاد بأن القصف أدى إلى «أضرار مادية كبيرة» واندلاع حرائق تم إخمادها. لكن «سانا» نقلت عن قائد فوج إطفاء اللاذقية الرائد مهند جعفر قوله إن «المواد المستهدفة في الحاويات هي عبارة عن زيوت وقطع غيار الآليات والسيارات».
أما المرصد السوري لحقوق الانسان، فأفاد عن استهداف القصف «حاويات تضم أسلحة وذخائر لا يعلم ما إذا كانت إيرانية المصدر». وأكد أنه تسبب «بانفجارات عنيفة تردد صداها في مدينة اللاذقية وضواحيها، عدا عن اشتعال النيران ووقوع أضرار مادية كبيرة في المرفأ والمباني والمنشآت السياحية المحيطة به».
وأفادت سانا عن تضرر مشفى وبعض المباني والمحال التجارية والمنشآت السياحية المجاورة للمرفأ جراء القصف. وأظهرت صور نشرتها حاويات مبعثرة ونيرانا مندلعة بينها.
ونقلت شبكة أخبار اللاذقية عن مدير عام المرفأ أمجد سليمان أنه تمت السيطرة على النيران، وأن فرق الإطفاء والدفاع المدني بدأت بعمليات التبريد. واكد سليمان أن الأضرار الناجمة عن الاعتداء كبيرة وهي امتدت على مساحة أكبر نسبيا من الاعتداء السابق في 7 هذا الشهر، واحتاج لجهود جبارة لنقل الحاويات السليمة وإبعادها عن دائرة النيران والخطر وهو الاستهداف الثاني من نوعه خلال شهر لذات الميناء الذي يقع على حوالى 15 كيلومترا من قاعدة «حميميم» العسكرية التي تتخذها روسيا مقرا رئيسيا لقواتها، بحسب وكالة تاس الروسية.
وأثار القصف العديد من ردود الأفعال من قبل موالين للحكومة السورية، استهجنوا فيها الصمت الروسي حيال القصف. وتساءل معلق «الرادارات الروسية ترصد الطائرات الاسرائيلية لحظة مغادرتها المطارات في فلسطين، لماذا لم تطلق منظومة «صواريخ اس 300» الروسية.
ونشر رئيس «اتحاد الغرف الصناعية»، فارس الشهابي، تغريدة في «تويتر»، قال فيها «يحتاج شخص ما لإخبار بوتين بأن الاستياء الشعبي من روسيا في سورية يرتفع بشكل صاروخي بسبب الهجمات الإسرائيلية المتكررة في ظل الصمت الروسي!».
وتابع، «بالنسبة لنا الأمر لا يتعلق بالضغط على الأسد بل بسلامتنا وكرامتنا!».
وامتد الانتقاد إلى مؤثرين ومشاهير وفنانين سوريين، إذ قال الممثل بشار اسماعيل على صفحته على «فيسبوك»: «كنا نسميه أبو علي بوتين وبعد الاعتداء على ميناء اللاذقيه قررنا تغيير الاسم الى أبو لهب بوتين».
وكتب لاعب المنتخب السوري السابق زياد شعبو، عبر صفحته في «فيسبوك»، «نشالله ما يكونوا انزعجوا وخربت سكرتن بالقاعدة»، وذلك بإشارة إلى الروس في قاعدة «حميميم».
فيما اعتبر آخرون أن ما حصل من استهداف الإسرائيلي للميناء هو «تقاعس الحلفاء»، وهو «تحد للروسي أكثر منه السوري». وقال معلقون ان القصف تم «بموافقة الصديق الروسي»، متسائلين اين أنظمة الصواريخ الروسية المضادة.
وأفاد ناشطون ومواقع تواصل أن اصوات الانفجارات وصلت حتى مدينة طرطوس المجاور. وافاد اهل اللاذقية بان الانفجارات مرعبة وان بيوتهم تضررت ودب الهلع في قلوب اطفالهم.
ونقل موقع أخبار اللاذقية عن صحيفة «تاميز أوف اسرائيل» أن الاحتلال كان يتجنب مثل هذه الأهداف نظرا لوجود القوات الروسية الكبير الساحل، وجاءت هذه الضربات بعد اتفاقات روسية ـ إسرائيلية جديدة. ونقل الموقع عن مصادر إسرائيلية أن إسرائيل استهدفت حاويات تضم مركبات تصنيع صواريخ دقيقة متوسطة المدى.