عندما نتحدث عن أهم عنصر في تكوين الإنسان والمجتمعات، سنجد أنه الثقافة التي تحمل المعاني والقيم والمعتقدات والتوجهات والقناعات في تشكيل الصورة والرؤية والخطط في بناء النظم الاجتماعية والتي يندرج منها ويتفرع النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتربوي والديني والأخلاقي، إذن هي منظومة متكاملة ترسم خط الحياة في المجتمعات الإنسانية وبناء الحضارة المدنية.
عندما نرى ونتلمس الواقع الكويتي نرى تأخرا في المجالات ويرجع السبب الأساسي في عدم الاهتمام بالفضاء الثقافي واعتباره أمرا هامشيا في تكوين وصناعة الإنسان الذي يحمل تراثه الديني والاجتماعي والأخلاقي، وعندما يفهم ويستوعب يكون دافعا ومحركا للإنجاز وتطور ونهضة المجتمع، وانعكاسه على واقعنا السياسي من ممارسات نيابية وانحدار لغة الحوار بين النواب والوزراء، واستخدام آلية الاستجواب أصبحت أداة لتجريح وتعد تحت مبرر أداة ديموقراطية، ولكنها تبعد كل البعد عن الممارسة الديموقراطية واحترام الآخر المختلف في الرأي والتوجه والقضايا، وانسحب على المشهد الاجتماعي في الكويت.
هل لنا من وقفة وإعادة النصاب إلى الثقافة وتعزيز الثقافة في المناهج التربوية لتكون مخرجات التعليم على قدر من الكفاءة والإبداع ومنجزة في شتى المجالات وتتطور المجتمعات إذا اهتمت بالعنصر الثقافي الذي يعتبر اللبنة الأساسية في صناعة المجتمعات البشرية.
٭ شخطة قلم: الديموقراطية ليست مجرد قواعد دستورية وتشريعية، بل هي ثقافة وممارسة.