أشاد سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد بجهود هيئة تشجيع الاستثمار المباشر لخلق بيئة اقتصادية تنافسية تعزز مكانة الكويت اقتصاديا والنمو وتنويع مصادر الدخل، وأشاد سموه بكل المساعي المبذولة من قبل القائمين على الهيئة لتوفير الفرص الاستثمارية والعمل المتواصل الداعم لعجلة التنمية واستقطاب الاستثمارات المباشرة بما يعزز النمو وتنويع مصادر الدخل.
كان النفط عصا سحرية غيرت الكويت وحولتها إلى مجتمع صغير يعتمد في رزقه على البحر إلى دولة اتسعت فيها مساحة العمران والمنشآت على اختلاف أنواعها وتحول الإنسان الكويتي من البحر إلى مهن أخرى أقل خطورة وأعظم مردودا، وقيمة النفط لا تخفى على أحد، فهو المادة المحركة للحياة ولتقدم الإنسانية، ولكن لا يخفى على أحد أيضا ان النفط مادة ناضبة منتهية، ولهذا جشعنا في استخراجه من باطن الأرض وحرصنا على سرعة تسويقه وبيعه، ولم تعد هذه الحقيقة تشغلنا وان نفكر مجرد تفكير فيها أننا دولة أحادية الموارد ارتبط نموها واستثمارها وبناؤها ورفاهية أبنائها بالنفط، فماذا إذا انتهى المورد فهو المصدر الوحيد للدخل عندنا؟
هذا هو السؤال الذي يحتاج إلى عشرات الإجابات، فهل أعددنا البلاد والناس لهذا اليوم وتذبذب أسعار النفط العالمية ويزيد من شأنه العجوزات بالموازنة والاستمرار في ارتفاع أبواب الموازنة في استقطاع المبالغ الكبيرة لمصلحة صندوق الأجيال القادمة وزيادة الدعم لأبواب السلع والخدمات بما يفوق 5 مليارات دينار، وكذلك الباب الأول المتعلق بالرواتب فالذي يطالع أحوالنا يرى أننا نبعثر أموالنا يمينا وشمالا في صور هبات ومنح لبعض الدول وبعضها من وقف مع الغزو العراقي الغاشم على بلدنا الكويت إنفاق لا مردود له ولا جدوى منه فهل غاب عن المخططين (ان وجدوا) ان النفط هو المورد الوحيد لبلدنا فلا بنيتنا الأساسية اهتممنا بها في صناعة ولا زراعة.
إنها كارثة حقا أن ينتهي النفط من الكويت ولو أحسنا التعامل مع أموال النفط التي بين أيدينا الآن بالإنشاء الكامل للبنية التحتية لتكون صالحة لعشرات السنين ولا نحتاج بعد ذلك لإنفاق دينار واحد عليها ونبني المنشآت التعليمية ونشق الطرق ونقيم الجسور وننشئ كويتا جديدة على حدودنا من الشمال والجنوب من المناطق المحادية لحدودنا الإقليمية إنشاءات كاملة تستوعب الزيادة السكانية ونوفر لها مناطقها الصحية والتعليمية والثقافية والدينية ونسعى جاهدين لخلق قاعدة صناعية متكاملة وتشجيع الشباب الكويتي على العمل بالصناعة، فليست الحياة قاصرة على مورد النفط، فلنحسن التخطيط وندرك إدراكا كاملا أن النفط غير دائم، وكل شيء لابد أن ينتهي ونعد أنفسنا إعدادا ذكيا بالعلم والرغبة في العمل، فالدول تقاس بقدرة أبنائها على الإبداع ومواجهة المصاعب، ونحن إن شاء الله أهل لها.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين عليها، ونسأله أن تنقشع هذه الغمة عن الكويت وجميع دول العالم، اللهم آمين.
[email protected]