أعرب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان عن عدم ثقته في إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني المعروف بـ «خطة العمل المشتركة الشاملة».
وقال الأمير فيصل بن فرحان في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «ليس لدينا ثقة في أن «خطة العمل المشتركة الشاملة» بوضعها الحالي يمكنها أن تحول دون تصنيع إيران قنبلة نووية. نتفهم رغبة شركائنا في العودة إلى هذه المفاوضات، لكننا نرى أن هذه المفاوضات ينبغي أن تكون مجرد البداية، وليست نهاية المطاف».
وأوضح أنه يجب اعتبار هذه المفاوضات «مجرد خطوة نحو الاتجاه الصحيح، ثم البناء عليها لتحديد مسار البرنامج النووي بدقة، مع مناقشة القضايا الإقليمية». وقال: «هذا لن ينجح إلا إذا قام المجتمع الدولي، وهنا بالتحديد الدول الممثلة في (خطة العمل المشتركة الشاملة) بإشراكنا في هذه المفاوضات مع إيران».
وحذر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل من أنه إذا امتلكت إيران إمكانيات تصنيع قنبلة نووية، فإن ذلك سيكون بالطبع إشارة خطيرة للغاية، وقد يدفع بالتأكيد دولا أخرى لسلك نفس الطريق، وقال: «نتبنى مبدأ قويا مناهضا للأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل بوجه عام، ونحن نتمسك بهذا المبدأ، لكن إذا امتلكت إيران تلك الإمكانيات النووية، فإن ذلك سيزعزع استقرار المنطقة، ولا يمكن توقع ما سيحدث من تصعيد أو رد فعل».
من جهة اخرى، اعتبر وزير الخارجية السعودي اتفاقيات السلام التي أبرمت بين دول عربية وإسرائيل (اتفاقات ابراهام) تطورا إيجابيا للغاية، وقال: «كنا نأمل حتى قبل توقيع اتفاقيات إبراهام في حدوث زخم جديد في المنطقة نحو السلام ونحو وضع أفضل، لكن يظل من المهم دائما ألا ننسى أن المشكلة الرئيسية هي مشكلة الفلسطينيين».
وشدد على أنه «بدون حل للمشكلة الفلسطينية، سيكون كل شيء هشا، ويسهل كسره على الفور إذا حدث أي تصعيد»، وقال: «الوضع في المناطق الفلسطينية صعب، لذلك يجب أن تكون الأولوية الآن لإعادة إحياء عملية السلام».
إلى ذلك، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني أهمية احتفاظ طهران بالقدرات التي وفرها برنامجها النووي، حتى بحال إحياء اتفاق فيينا.
وكتب شمخاني في حسابه عبر تويتر «قدرات ايران النووية السلمية لابد أن تبقى دائما كسيف ديموقليس فوق رأس ناكثي العهود لتكون الضمان الحقيقي لتنفيذ تعهداتهم». وأضاف «بعد انسحاب أميركا من الاتفاق النووي عام 2018، كان من الافضل اتباع هذا الضامن الذاتي الأكثر تأثيرا، طبقا لتوجيه قائد الثورة»، في إشارة الى المرشد الأعلى علي خامنئي، صاحب الكلمة الفصل في السياسات العليا للبلاد.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن المحادثات النووية في فيينا بشأن إحياء اتفاق طهران النووي المبرم عام 2015 وصلت إلى «مرحلة دقيقة وحساسة»، وإنه يتعين على الدول الغربية اتباع نهج واقعي لتسوية الأمور المتبقية.
وأضاف أمير عبداللهيان في مؤتمر صحافي مع نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي في طهران أمس أن إيران أكدت لمسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، خلال مؤتمر ميونيخ الأمني السنوي الذي عقد مؤخرا، أنها لن تتجاوز خطوطها الحمراء مطلقا خلال المفاوضات. وتابع «حتى الآن نحن متفائلون جدا بشأن المباحثات في فيينا. نأمل في يتم خلال الأيام المقبلة، حل بعض القضايا الحساسة، المهمة، والمتبقية في المفاوضات»، مشددا على أن هذه المسائل هي رهن إبداء الأطراف الغربيين «واقعية» حيالها. واستطرد «بالنسبة إلينا، أهمية أي تفاوض مرتبطة بأن يعود بفوائد على الأمة الإيرانية».
من جهته، قال وزير الخارجية العماني إنه نقل «رسالة خطية» من السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الى الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، تتعلق «بالعلاقات الثنائية الطيبة والقائمة بين البلدين»، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية بشأنها.