قالت خبيرة علم الحشرات والأستاذ المساعد بقسم العلوم في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي د.جنان الحربي إنه تم تطوير نسل جديد من البعوض الخارق المعدل وراثيا بتقنية تعرف تقنية الحشرة العقيمة من قبل دول اوروبية وأميركا كتجربة واقعية للحد من انتشار مرض الملاريا وحمى الضنك وزيكا فيروس وغيرها من الأمراض القاتلة. وذكرت الحربي في تصريح لـ«الأنباء» أن وكالة حماية البيئة الأميركية وافقت مؤخرا هذا العام على مشروع البعوض العقيم وأعطت الإذن لشركة أوكسيتيك التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها وتديرها الولايات المتحدة الأميركية على البدء في إطلاق البعوض العقيم في فلوريدا وكاليفورنيا حتى عام 2024. وقد تم مسبقا في 2021 إطلاق 750 مليون بعوضة تم تعديلها وراثيا لتقليل عدد البعوض المحلى في بعض الولايات الأميركية كتجربة مبدئية.
وأضافت: تعتبر أنثى البعوض «الزاعجة المصرية» Aedes aegypti mosquito هي الناقل الأساسي لمرض الملاريا القاتل حيث يصاب ما يقارب من 290 مليون شخص كل عام ويموت أكثر من مليون شخص بهذا المرض خاصة في المناخات الاستوائية وشبه الاستوائية. ومازال العالم يعاني من الأمراض الفتاكة التي ينقلها البعوض مثل زيكا وحمى الضنك والشيكونغونيا والحمى الصفراء وأمراض التهابات المخ. وأوضحت الحربي أن المشكلة الأساسية تدور حول أنثى البعوض فهي القارصة وهي التي تقوم بمص دم الإنسان، ولذلك استهدفت أغلب الشركات التي تبنت هذه الفكرة ذكور البعوض لمنعها من تخصيب الإناث أو من إنتاج الحيوانات المنوية. حيث قامت شركة أوكسيتيك الأميركية في إنتاج ذكور عقيمين وأطلقت عليهم اسم OX5034. ويعتقد علماء الحشرات أنه بإمكان أن تكون هذه التقنية بديلا قابلا للتطبيق لرش المبيدات الحشرية للسيطرة على انتشار هذه الحشرة الماصة لدم الإنسان. واستطردت بأن فكرة إطلاق الحشرات العقيمة ليست بجديدة وهي منتشرة مسبقا في أميركا اللاتينية ويوجياكارتا وإندونيسيا وسنغافورة. فعلى سبيل المثال، قامت سنغافورة بمشروع «ولباجيا» ونشرت في الفترة ما بين 2020-2021 ملايين من ذكور البعوض المعدل وراثيا في أجوائها، إلى جانب أنها قامت بقتل إناث البعوض في مراحل عمرية صغيرة من خلال تعريضهن لبكتيريا ولباجيا الضارة. وتابعت: يعتقد مؤيدو فكرة الحشرة العقيمة أن إطلاق هذه الحشرات المعدلة بالقرب من سكان تلك المناطق يتعلق بشكل كبير بإقناع الناس بفعالية هذا النهج، ووجدوا أن أغلب الناس رحبوا بالفكرة لما يتعرضون له يوميا من قرصات وآلام وأمراض قاتلة. واستدركت الحربي بالقول إن الإضاءة الخضراء لهذه الانطلاقة بعد سنوات من النقاش أثارت غضبا سريعا من الجماعات البيئية التي حذرت من عواقب غير مقصودة على الإنسان. ويحذر الناشطون من الأضرار المحتملة التي قد تلحق بالنظم البيئية، واحتمال ظهور البعوض الهجين المقاوم للمبيدات الحشرية.