ليست مجرد دولة أفريقية صغيرة بالكاد تتبينها على خريطة القارة السمراء، رواندا دولة «معجزة» بكل المقاييس، وتجربتها الاقتصادية والسياسية تستحق الدراسة والفهم.. بل ومحاولات الاقتداء!!
قبل أيام قليلة، زار مصر رئيس جمهورية رواندا بول كاجامي، وكالعادة والمتبع التقى الرئيس السيسي وعقدا مباحثات مشتركة حول «القضايا التي تهم البلدين».
وتم توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات التدريب الديبلوماسي والشباب والرياضة وإدارة المتاحف وإدارة المتاحف وتكنولوجيا المعلومات والبريد، وغيرها.
أثناء الزيارة، كان واضحاً درجة الحفاوة التي أحيط بها الرئيس الزائر، وأيضاً حجم الامتنان والتقدير من الرئيس كاجامي.. فما السر؟
في سعيها لاستعادة مكانتها ونفوذها الإفريقي بعد فترة التراجع الحاد التي أعقبت محاولة اغتيال الرئيس الراحل حسني مبارك في أديس أبابا، وضعت القاهرة استراتيجية واضحة لإعادة التواصل مع دول أفريقيا، وكان ضمن ذلك أن الرئيس السيسي أصبح أول رئيس مصري تطأ قدماه أرض جمهورية رواندا في عام 2017 لتفتح القاهرة وكيجالي صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين البلدين أتت ثمارها بفتح خط طيران مباشر لمصر للطيران، وإرسال مساعدات طبية ضخمة لمواجهة جائحة كورونا، وتعزيز الخبرات الرواندية في مجال الطب العسكري، ثم إنشاء مركز د. مجدي يعقوب لأمراض القلب في العاصمة الرواندية.
أما زيارة الرئيس الرواندي قبل أيام فذات أهمية كبيرة خاصة أنه تم خلالها مناقشة قضية سد النهضة، وشرح الموقف المصري، وطلبات مصر المنطقية والعادلة، حيث يحظى الرئيس الرواندي جول كاجامي باحترام كبير في أوساط القيادات الأفريقية.
ولكن لماذا تستحق العلاقات المصرية ـ الرواندية أن تفرد لها سلسلة مقالات.. وليس مقالاً واحداً؟
هل فقط كونها إحدى دول «هضبة البحيرات»، ومنبعا من منابع نهر النيل؟
ولماذا تستحق التجربة الرواندية كل هذا الإعجاب والانبهار وهي الدولة الإفريقية صغيرة المساحة (26.3 ألف كم2)، قليلة السكان (12.9 مليون نسمة) «حبيسة» أي لا تقع على شواطئ المحيط، وليست لديها منافذ بحرية، وتحيطها كينيا وأوغندا والكونجو الديموقراطية، وتنزانيا وبوروندي؟.. الأمر يستحق التدبر.
وغداً للحديث بقية.. إن كان في العمر بقية.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]