- تركيا تستضيف الجولة القادمة من المحادثات بين كييف وموسكو
- ماكرون يحذر من «تصعيد الكلام والأفعال» بعد مهاجمة بايدن لبوتين
قال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف إن روسيا تريد تقسيم بلاده إلى قسمين، كما حدث عند تقسيم كوريا إلى شمالية وجنوبية، وتعهد بشن حرب عصابات شاملة قريبا لمنع هذا التقسيم.
وقال بودانوف في بيان أمس «إنها في الحقيقة محاولة لإقامة كوريتين شمالية وجنوبية في أوكرانيا»، في إشارة إلى تقسيم كوريا بعد الحرب العالمية الثانية.
وزاد «بالإضافة إلى ذلك، سيبدأ قريبا موسم رحلات السفاري (للمشاركة في) حرب العصابات الأوكرانية الشاملة. وبعدها سيبقى للروس سيناريو واحد ذو صلة، وهو كيفية البقاء على قيد الحياة».
من جانبه، أكد مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية فاديم دينيسنكو إن روسيا بدأت في تدمير مخازن الوقود والأغذية الأوكرانية، مما يعني أن الحكومة ستضطر إلى وضع هذه المخزونات في أماكن متفرقة في المستقبل القريب.
من جهته، حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الغرب على منح بلاده دبابات وطائرات وصواريخ لصد القوات الروسية في حين قالت حكومته إن قوات موسكو تستهدف مستودعات الوقود والغذاء.
وطالب زيلينسكي في كلمة ألقاها عبر الفيديو في وقت متأخر من أمس الاول الدول الغربية بتقديم معدات عسكرية من مخزوناتها التي «علاها الغبار».
واعلنت القوات المسلحة الأوكرانية أمس مقتل حوالي 16 ألفا و600 جندي روسي وتدمير 582 دبابة و121 طائرة منذ بداية الحرب وحتى امس.
في هذه الاثناء، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في بيان أوردته وكالة أنباء (يوكرنفورم) أن «إجمالي الخسائر القتالية التقريبية للجيش الروسي بين 24 فبراير و27 مارس بلغ حوالي 16 ألفا و600 شخص و582 دبابة و1664 مركبة قتالية مدرعة و294 من الأنظمة المدفعية و93 من أنظمة الصواريخ متعدد الانطلاق و52 من أنظمة الدفاع الجوي و86 طائرة و127 مروحية و1144 مركبة و7 سفن وقوارب و73 خزان وقود و65 طائرة بدون طيار و21 وحدة من المعدات الخاصة و4 أنظمة صواريخ باليستية قصيرة المدى».
على جانب اخر، قال ليونيد باسيشنك زعيم «جمهورية لوغانسك» المعلنة من جانب واحد إن المنطقة ربما تجري قريبا استفتاء بشأن الانضمام إلى روسيا مثلما حدث في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
ونقلت وكالات إخبارية روسية عن باسشينك قوله «أعتقد أن استفتاء سيجري في المستقبل القريب في أراضي الجمهورية (الانفصالية)، سيعبر الناس خلاله عن رأيهم بشأن الانضمام إلى جمهورية روسيا الاتحادية».
لكن ليونيد كلاشنيكوف الذي يرأس لجنة العلاقات مع الجمهوريات السوفييتية السابقة في مجلس الدوما الروسي قال «أعتقد أنه حاليا ليس الوقت المناسب للقيام بذلك».
ونقلت عنه وكالة«تاس» الروسية الرسمية للأنباء قوله: «لا أعتقد أن هذا أمرا مستحسنا من حيث المبدأ، لقد كانت الجمهوريتان حتى وقت قريب جزءا من أوكرانيا، حتى ولو كان ذلك على أساس اتفاقيات مينسك، إلا أن معالجة الأمر بهذه الكيفية سيكون فيه تعجل».
وانتقدت كييف اقتراح الاستفتاء الذي وصفه المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو بأنه جزء من الجهود الروسية المتواصلة «لتقويض سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها».
وقال نيكولينكو في تصريحات صحافية إن «الاستفتاءات الزائفة في الاراضي المحتلة موقتا جميعها ملغاة وباطلة ولن يكون لها أي شرعية قانونية» وستواجه ردا قويا من المجتمع الدولي مما يعمق عزلة موسكو العالمية.
في غضون ذلك، تواصلت الانتقادات الحادة لتصريحات الرئيس الاميركي جو بايدن التي قال فيها إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين «لا يمكن أن يبقى في السلطة».
فقد حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من «تصعيد الكلام والأفعال في أوكرانيا»، قائلا «لن أستخدم هذا النوع من الكلام لأنني لا أزال على تواصل مع الرئيس بوتين»، داعيا إلى «وقف الحرب التي بدأتها روسيا في أوكرانيا بدون الدخول في حرب جديدة».
وفي الإطار ذاته، قال المتحدث باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف، لوكالة «تاس» للأنباء «ردا على تصريحات بايدن، انه «على أي رئيس دولة أن يبقى حذرا»، مضيفا «كل مرة، تضيق الإهانات الشخصية من هذا النوع نطاق علاقاتنا الثنائية مع الإدارة الأميركية الحالية».
في غضون ذلك، قال المفاوض الأوكراني ديفيد أرخاميا، إن الجولة القادمة من المحادثات المباشرة بين أوكرانيا وروسيا ستجرى في تركيا لمدة 3 أيام اعتبارا من اليوم.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن على انقرة والدول الأخرى مواصلة الحديث مع روسيا للمساعدة في إنهاء الحرب في أوكرانيا، مضيفا أن كييف بحاجة إلى مزيد من الدعم للدفاع عن نفسها. وأضاف كالين خلال كلمة له أمام «منتدى الدوحة» أمس «إذا أحرق الجميع الجسور مع روسيا، فمن سيتحدث معهم في نهاية المطاف».
وأوضح «الأوكرانيون بحاجة إلى الدعم بكل الوسائل الممكنة حتى يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم... لكن يجب الاستماع إلى الموقف الروسي بطريقة أو بأخرى»، حتى يمكن تفهم شكاوى موسكو إن لم يكن مبرراتها.
ميدانيا، بدا الخناق الروسي يخف في بعض المناطق في جنوب أوكرانيا. ففي ميكولايف، بدا أن التهديد يتراجع في الأيام الأخيرة، بحسب مشاهدات وكالة فرانس برس، بعدما شهدت المدينة أسابيع رهيبة حاول خلالها الجيش الروسي السيطرة على هذه المدينة الرئيسية الواقعة على طريق أوديسا، أكبر ميناء في أوكرانيا، لكن بدون جدوى، حتى أن حدة المعارك على الجبهة انخفضت بشكل ملحوظ، مع هجوم مضاد تشنه القوات الأوكرانية على خيرسون الواقعة على بعد 80 كلم نحو الجهة الجنوبية الشرقية، وهي المدينة المهمة الوحيدة التي أعلن الجيش الروسي السيطرة الكاملة عليها.