خلق الله عز وجل الإنسان من طين، ونفخ فيه من روحه، وكانت هذه بداية خلق آدم عليه السلام، أما ذريته فأخذت تتكاثر بأطوار مختلفة، حيث يقول الحق تبارك وتعالى: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين* ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين) «سورة المؤمنون، آية: 12-13»، فمن خلال الآية الكريمة السابقة يتبين لنا مراحل خلق الإنسان السبع ألا وهي:
٭ سلالة من طين: أي ما سل من كل تربة، والمراد هنا آدم عليه السلام (منقول، المعاني).
٭ نطفة: خلية ذكرية موجودة في المني، (خلية).
٭ علقة: قطعة من دم غليظ جامد، وهي طور من أطوار تكوين الجنين، (نسيج).
٭ مضغة: وهي قطعة صغيرة من اللحم (القلب)، (عضو).
في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، إلا وهي القلب» (صحيح الألباني)، فالقلب أول عضو يتكون في الجنين – فسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
٭ نشأة العظام، (جهاز عظمي).
٭ اكتساء العظام لحما، (جهاز عضلي).
٭ اكتمال خلق الجنين في بطن أمة، وإنشاؤه خلقا آخر مكتمل الأعضاء، (اكتمال الأجهزة = إنسان).
فطور خلق الإنسان يبدأ من أول لبنه لبناء الأحياء ألا وهي الخلية، ومجموعة خلايا تكون نسيجا، ومجموعة أنسجة تكون عضوا، ومجموعة أعضاء تكون جهازا، ومجموعة أجهزة تكون كائن حي يرزق.
وحكمة الله تتجلى في النمو التطوري لجسم الإنسان في تعزيز آلية التكرار التي هي سنة حياتية تكمن وراءها الصناعة الإنسانية بمختلف نواحيها الاحتياجية والعطائية، فالأمراض ماهي إلا أعراض مؤلمة تزول عند قيام الجسم بتدوير نفسه وإعادة برمجته للنهوض لإكمال المسير، في قوله تعالى: «إنا خلقناهم من طين لازب» (سورة الصافات، آية: 11)، وتعني لازب أي لاصق، فالإنسان غالب تكوينه من ماء والطين إذا اختلط بالماء فإنه يكن لاصقا، وهذه الخاصية تكفل لجسم الإنسان خاصية إعادة البرمجة إن كان كسرا أو تلفا أو ما شابه ذلك، حيث يقوم الجسم بصياغة نفسه من جديد، وعليه يعتمد ذلك على المهندس الرئيسي لهذه العملية ألا وهو (الإنسان) بذاته، وذلك عن طريق:
ـ التغذية الروحانية بالعبادات.
ـ التغذية السليمة.
ـ ممارسة الصمت، والصمت غذاء.
ـ التأمل بخلق الله.
ـ الابتعاد من المثيرات النفسية.
ـ التنمية الذاتية للقدرات العقلية.
ـ الراحة النفسية.
ـ ممارسة الرياضة لتزكية الأعضاء.
وشهر رمضان شهر رحمة للبشر لأجل إعادة برمجة الجسم وصياغة نفسه من جديد، فمراحل خلق الإنسان تكمن وراءها العبر والفكر الذي يكفل للفرد النهوض من عثرات الحياة.
LinesTitle@