قد يكون الإرهاب العاطفي أشد تدميرا من أسلحة الدمار الشامل سواء كانت بيولوجية أو كيميائية، بل إن الإرهاب العاطفي قد يصيب ضحايا في أعمار مختلفة من دون أسباب واضحة أو محددة، ومهما كانت الإجراءات الاحترازية فإن الإرهاب العاطفي ليس له أي إجراءات احترازية لاحتواء تداعياته، فلا كمامات أو أمصال أو ملابس واقية تحمي من الإرهاب العاطفي، وأحيانا تكون أدوات الإرهاب العاطفي مجرد نظرة أو همسة عابرة أو مكالمة لكن تأثيراتها يصعب تقديرها أو التنبؤ بتداعياتها.
ولا توجد في الاتفاقيات الدولية أي إشارات عن الإرهاب العاطفي، فهو ليس بين الدول بل بين أفراد قد يكون تأثيرهم أشد من تأثير الدول، ولا توجد إجراءات مثل المتبعة حيال أي إرهاب وتكون فعالة ضد الإرهاب العاطفي، ومعظم ضحايا هذا الإرهاب صامتون ويصعب حصرهم وتشخيصهم.
فإن كنت أحد ضحايا الإرهاب العاطفي فلا تفكر في تعويض أو علاج أو تأهيل، حيث إن ضحايا هذا النوع من الإرهاب تتأثر مشاعرهم وقلوبهم عند الحديث عن الإرهاب العاطفي والتحدي الإنساني الذي يواجهونه ويمكن لبيت شعر أو قصيدة من القلب أو بعض الموسيقى أو تناول مشروب الصبر أن تخفف من آثاره.
وهناك أمثلة في جميع الثقافات والعصور بلغات مختلفة لكن المشاعر والتداعيات متشابهة وكأنها جائحة تفوق جائحة كورونا في تداعياتها على الصحة بل على الحياة بأكملها.
ومن الصعب احتواؤها أو إيجاد تطعيم خاص بها لأن جهاز المناعة لم يتعود من قبل على أسلحة الإرهاب العاطفي من نظرة حانية أو همسة أو كلمة أو غيرها. وهذا الإرهاب العاطفي أشد فتكا من أسلحة الدمار الشامل عظيمة التأثير، لأنه عاطفي وخاص بالمشاعر والأحاسيس وليس ماديا ملموسا.
وقد لا يستطيع مجلس الأمن أن يجد عنوانا مناسبا لمناقشة الإرهاب العاطفي لأن العالم ألقى بالعاطفة بعيدا وتفرغ لما هو أقل قيمة من المشاعر والعواطف الإنسانية.