كشفت طفلة تبلغ 11 عاما نجت من المجزرة المروعة بمدرسة ابتدائية بولاية تكساس مؤخرا، أنها لطخت نفسها بدماء زميل لها في المدرسة لقي مصرعه في محاولة للاحتماء من مطلق النار.
وقالت ميا سيريلو التي فقدت القدرة على التحدث بعد المجزرة، في مقابلة مع مراسلة شبكة «سي ان ان»، إنها استخدمت هاتف معلمتها القتيلة لطلب النجدة، بينما كان القاتل يردي الأطفال في مدرستها في إحدى مناطق تكساس الريفية. وهذه هي الشهادة الأولى لتلميذة ناجية من المجزرة.
وروت ميا التي تعاني من تساقط خصل شعرها بعد المجزرة أن راموس مرتكب المجزرة، تبادل النظرات مع إحدى المعلمات وهو يشق طريقه إلى غرفة صفها، بعد ذلك قال «ليلة سعيدة» وأجهز على المعلمة ببندقيته شبه الآلية، ثم صوب البندقية باتجاه المعلمة الثانية والعديد من زملاء صف ميا وبدأ بإطلاق النار عليهم وقتلهم.
وأضافت ميا أنها بحثت مع زميل عن هاتف معلمتها الضحية واتصلت بالشرطة قائلة: «أرجوكم تعالوا»، لكن خوفها من عودة القاتل دفعها لتلطيخ نفسها بدماء زميل مقتول بهدف التمويه، بينما هي مستلقية على الأرض لمدة أحست - على حد وصفها - أنها ساعات قبل أن تصل النجدة.
وأطلقت ابيغايل فيلوز والدة ميا صفحة على موقع «غو فاند مي» لجمع التبرعات لابنتها التي عانت من إصابات في رأسها وكتفيها من أجل دفع تكاليف علاجها الجسدي والنفسي بعد المجزرة.
وكتبت فيلوز على الصفحة أن غرفة صف ابنتها كانت «من الغرف الرئيسية التي استهدفت من قبل مطلق النار»، مضيفة أن ميا «سوف تحتاج الى الكثير من المساعدة جراء الصدمة التي تعاني منها».
وجمعت الصفحة أكثر من 270 ألف دولار، على الرغم من أن الهدف المحدد جمعه كان 10 آلاف فقط.
في غضون ذلك، أعلن مناصرو حيازة الأسلحة في الولايات المتحدة الأميركية عن رفضهم ما وصفوه بـ «شيطنتها» بعد مجزرة تكساس، وقال كيث جيلين خلال المؤتمر السنوي للجمعية الوطنية للبنادق في هيوستن إن حادث إطلاق النار في مدرسة بتكساس «يثير الاشمئزاز» لكن «لا يمكن إلقاء اللوم على البندقية» التي استخدمت لقتل 21 طفلا ومعلما.
وأضاف الموظف المتقاعد من خدمات البريد (68 عاما) «لطالما امتلكنا الأسلحة في هذا البلد»، مشيرا إلى أنه يقتني أكثر من 50 قطعة سلاح.
وقف جيلين في الصف ليشاهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وهو يلقي كلمته في مؤتمر الجمعية الوطنية للوبي الأسلحة الذي عقد في هيوستن بعد 3 أيام على مجزرة مدرسة يوفالدي الابتدائية، التي تبعد ساعات عن مكان انعقاد المؤتمر.
وتختتم فعاليات مؤتمر الجمعية الوطنية للوبي الأسلحة اليوم.
وحظي ترامب بتصفيق شديد خلال المؤتمر عندما تلا أسماء جميع الأطفال الذين قضوا، واصفا إياهم بأنهم ضحايا شخص «مجنون» خارج عن السيطرة، قبل أن يعود للإشارة إلى أن الجهود المبذولة للسيطرة على اقتناء السلاح «أمر غريب».
وانتقد ترامب الديموقراطيين لأنهم «يشيطنون» أعضاء الجمعية الوطنية للبنادق «السلميين والملتزمين بالقانون»، معتبرا أن الأميركيين الصالحين يجب أن يسمح لهم بحيازة السلاح للدفاع عن أنفسهم ضد «الشر».
وقال الرئيس السابق إن «وجود الشر في عالمنا ليس سببا لنزع سلاح المواطنين الملتزمين بالقانون»، إنما «هو أحد أهم أسباب تسليحهم».
ويقول ضابط الشرطة المتقاعد ريك غامون وهو ينظر إلى كشك عرضت فيه بنادق سوداء نصف أوتوماتيكية «كل الجهود المبذولة لنزع السلاح من الأميركيين مصيرها الفشل».
ويؤكد غامون (52 عاما) وهو يتفحص أحد الأسلحة «المناسبة» ليضعها خلف مقعد سيارته أو في خزنة منزله، «هذه ليست أستراليا لا يمكن أن تأخذوا السلاح من الناس».
وطبقت أستراليا قوانين صارمة خاصة بحيازة الأسلحة بعد مجزرة بورت آرثر عام 1996 التي راح ضحيتها 35 شخصا.
إلا أن الولايات المتحدة التي ينص دستورها على حق اقتناء السلاح فشلت في اتخاذ إجراءات تحد من العنف المسلح، على الرغم من أنها شهدت مرارا حوادث إطلاق نار.