محمود عيسى
ذكرت صحيفة «ذا ناشيونال» الإماراتية ان شركة طيران الجزيرة الكويتية تعكف على تقييم العطاءات المقدمة من الشركات صانعة محركات الطائرات «برات آند ويتني» والشركة الموردة الحالية «سي إف إم إنترناشونال» لشراء محركات نفاثة، بعد ان كانت قد اصدرت طلبا لاستدراج العروض في مايو الماضي.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس التنفيذي لشركة طيران الجزيرة روهيت راماشاندران قوله ان المجال مفتوح لدى «طيران الجزيرة» لتقديم العروض من شركة «سي إف إم إنترناشونال»، وهي مشروع مشترك بين شركتي «جنرال إلكتريك وسافران»، وشركة «برات اند ويتني» المملوكة لشركة ريثيون، موضحا أن القرار النهائي سيتوقف على الشروط التجارية للصفقة.
وردا على سؤال عما إذا كانت الشركة الموردة الحالية «سي إف إم إنترناشونال» ستكون الخيار الطبيعي لشراء المحركات، قال راماشاندران: «مصلحة الشركة الاخرى المنافسة برات اند ويتني أن تبذل قصارى جهدها للفوز بهذا العقد لأنه لم يتم بعد اتخاذ قرار حقيقي بهذا الشأن».
صفقة طائرات ضخمة
تجدر الإشارة الى ان مجلس إدارة الشركة كان قد وافق في يناير الماضي على صفقة بقيمة 3.4 مليارات دولار لشراء 28 طائرة ضيقة البدن من شركة «إيرباص»، وذلك بعد توقيع اتفاقية أولية في معرض دبي للطيران في نوفمبر 2021، حيث شملت الصفقة 20 طائرة من طراز «A320 Neo»، بالاضافة الى 8 طائرات من طراز «A321 Neo».
وقال راماشاندران إنه ينبغي ان يتخذ القرار بشأن المحركات التي ستستخدم في تشغيل الطائرات قبل 24 شهرا من الموعد المقرر لتسليم الطائرات، مضيفا أن لدى شركته الوقت الكافي، لكن الشركة قد تتخذ القرار المناسب بهذا الشأن قبل ذلك بوقت طويل.
تجدر الاشارة الى ان تسليم الطائرات الـ28 سيبدا اعتبارا من عام 2026، وهي مدة تتجاوز الموعد المطلوب من قبل طيران الجزيرة، ولكنه اوضح ان الشركة برغم ذلك عملت على تسلم طائرتين من طراز «A320 Neos» مزودتين بمحركات «CFM Leap» بحلول نهاية أغسطس.
وقد اشاد راماشاندران بالدعم الكبير الذي تلقته «طيران الجزيرة» من شركة «إيرباص»، الامر الذي مكنها من ابرام بعض اتفاقيات التبادل (slot swaps) مع شركات تأجير طائرات وشركات طيران أخرى، لكنه امتنع عن ذكر اسماء تلك الشركات التزاما بمتطلبات السرية المتعلقة بهذا الموضوع، مشيرا الى ان أول طائرتين من هذه الطلبية سيتم تسليمهما خلال الشهرين المقبلين.
استمرار الربحية
وفي سياق متصل، اعرب راماشاندران عن الثقة بأن تحقق الشركة في 2022 أرباحا للعام الثاني على التوالي، وعزا ذلك الى انتعاش الطلب على السفر بعد تخفيف القيود التي فرضتها تداعيات فيروس كورونا، مضيفا انه برغم الظروف التشغيلية المضطربة في 2020، فقد تمكنت الشركة في 2022 من العودة لتحقيق الإيرادات والربحية بفضل زيادة عدد المسافرين على طائراتها من ناحية، ونمو عمليات الطيران ومبنى طيران الجزيرة الذي تمتلكه وتديره الشركة، الذي يولد حاليا 20% من أرباحها من ناحية اخرى.
وعن المسافرين على طيران الجزيرة في 2022، قال ان من المتوقع زيادة حوالي 25% في اعدادهم عن مستويات ما قبل الجائحة في عام 2019، حيث يتوقع ان يصل العدد الى 3.8 ملايين مسافر على الأقل هذا العام. وسترتفع عوامل الحمولة، وهي مؤشر لقياس استخدام المقاعد المتاحة، إلى حوالي 80%هذا العام.
ارتفاع أسعار الوقود
ولكن راماشاندران اعتبر اسعار الوقود المرتفعة، التي تجاوزت حاليا ضعف ما كانت عليه في العام الماضي من بين أكبر الضغوط التي تواجه قطاع الأعمال، مشيرا الى ان فاتورة الوقود تستحوذ على نحو 35% من إجمالي التكاليف التشغيلية للشركة.
وزاد ان الشركة رفعت أسعارها تماشيا مع ارتفاع أسعار النفط وانها بالتالي لا تتحوط لمواجهة ارتفاع اسعار الوقود، لكن ذلك لم يؤثر على حجوزات فصل الصيف خلال الفترة بين يوليو إلى أواخر سبتمبر والتي قال انها ظلت قوية جدا ناهيك عن اقبال المسافرين الكويتيين على وجهات غير تقليدية مثل طشقند وتبليسي وكاتماندو.
وابدى الرئيس التنفيذي لطيران الجزيرة ارتياحه تجاه اقتراح إعفاء المواطنين الكويتيين من متطلبات تأشيرة الشنغن عند السفر إلى الاتحاد الأوروبي لفترات قصيرة تصل إلى 90 يوما لان ذلك سيعزز حركة السفر إلى هذه الدول، والتي ستشكل جزءا من شبكة طيران الجزيرة لاحقا، مع الاخذ في الاعتبار الخطط التي وضعتها الشركة لبدء رحلات جديدة إلى دول شرق أوروبا بحلول نهاية العام، بالاضافة الى ان الشركة ستطلق هذا الأسبوع خطوطا جديدة إلى فيينا وبراغ، فضلا عن اضافة 3 مدن جديدة في السعودية إلى شبكتها في غضون الشهر المقبل، بالاضافة الى تسيير رحلات الى 6 مدن حاليا.
وستضيف الشركة التي تسير رحلات بالفعل إلى مشهد، ثلاثة مسارات أخرى على الأقل في إيران.
وفي ختام حديثه لصحيفة ذا ناشونال، كشف راماشاندران النقاب عن اعتزام طيران الجزيرة الانضمام إلى شركات طيران خليجية أخرى في تسيير رحلات مكوكية بين العاصمة القطرية والكويت خلال فعاليات كأس العالم لكرة القدم هذا العام بعد ان توقع هذا الأسبوع اتفاقا مبدئيا بهذا الشأن.